مع اقتراب اجتياح إسرائيلي.. سكان غزة يتحسبون لمزيد من الدمار

time reading iconدقائق القراءة - 4
فلسطينيون يخلون منازلهم في المنطقة الشرقية من قطاع غزة إلى ملاجئ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في أعقاب الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة. 8 أكتوبر 2023. - Bloomberg
فلسطينيون يخلون منازلهم في المنطقة الشرقية من قطاع غزة إلى ملاجئ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في أعقاب الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة. 8 أكتوبر 2023. - Bloomberg
دبي-رويترز

تواصل إسرائيل، الأحد، استعداداتها لاجتياح غزة برياً، بينما يتأهب سكان القطاع الذين فقدوا العديد من أفراد عائلاتهم في الضربات الجوية العنيفة للمزيد من الدمار في إطار هجوم غير مسبوق على المنطقة المحاصرة التي يقطنها أكثر من مليوني شخص.

والقطاع المحاصر يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني ودمر القصف الإسرائيلي المكثف أغلب بنيته التحتية، إذ دعت إسرائيل الفلسطينيين لترك منازلهم في مدينة غزة والتحرك جنوباً، لكن حركة "حماس" حضت السكان على عدم المغادرة، وقالت إن "الطرق غير آمنة، وإن العشرات قتلوا في ضربات على سيارات وشاحنات تحمل نازحين، الجمعة".

وقال الناطق باسم وزارة الصحة بقطاع غزة، أشرف القدرة إن "70% من سكان مدينة غزة وشمال القطاع محرومون من الخدمات الصحية، بعد أن أخلت وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) مقراتها وأوقفت خدماتها".

وكثفت إسرائيل قصفها في أنحاء مدينة غزة وشمال القطاع، وتقول سلطات القطاع إن أكثر من 2300 قتلوا أغلبهم من النساء والأطفال، بينما أصيب ما يقرب من 10 آلاف.

البحث عن ناجين

وبحث منقذون بيأس عن ناجين تحت أنقاض بنايات تهدمت في القصف الليلي، إذ أشارت تقارير إلى أن نحو مليون نزحوا من منازلهم، إذ زاد الاجتياح البري الإسرائيلي المتوقع والضربات الجوية التي تتواصل بلا هوادة المخاوف من معاناة لم يشهدها القطاع المنكوب من قبل.

وجلست أم محمد اللحام بجوار حفيدتها فلة البالغة من العمر 4 سنوات، وترقد في مستشفى تعمل مثل باقي مستشفيات القطاع بأقل القليل من الإمدادات من الأدوية والوقود.

وقالت أم محمد إن "ضربة جوية إسرائيلية أصابت منزل العائلة، ما أودى بحياة 14، بينهم والدا فلة وأشقاؤها، بالإضافة إلى أفراد من العائلة الأكبر"، فيما وصفت الجولة الحالية من القصف بأنها "الأعنف".

وأضافت: "فجأة ودون سابق إنذار قصفوا البيت على رأس ساكنيه. لم ينج أحد سوى حفيدتي فلة. استشهد 14 ولم يبق سوى فلة اللحام. لا تتكلم هي راقدة فقط في الفراش ويعطونها الأدوية". 

وفي شرقي خان يونس جنوب القطاع، حيث نزح المئات من سكان شمال القطاع، طهى البعض الطعام للنازحين باستخدام الحطب لإعداد 1500 وجبة تبرع بها سكان المنطقة.

الأعنف منذ 50 عاماً

وتشن إسرائيل أعنف ضربات جوية على القطاع إطلاقاً، إذ أسقطت آلاف الضحايا والمصابين المدنيين في إطار رد على أكبر هجوم مباغت عليها منذ حرب 1973 شنته "حماس"، السبت الماضي.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على "حماس"، رداً على اجتياح مقاتليها لبلدات إسرائيلية في الهجوم الذي أودى بحياة مئات الإسرائيليين واحتجاز العشرات.

وذكر مسعفون ووسائل إعلام تابعة للحركة وأقارب أن "أسراً بأكملها قتلت في الضربات الجوية".

ويقول بعض السكان إنهم "لن يغادروا"، إذ تعيد تلك الأحداث التي يعيشونها الآن لذاكرتهم ما حدث وقت "النكبة" عام 1948، عندما أجبر الكثير من الفلسطينيين على ترك منازلهم خلال الحرب في وقت تزامن مع قيام دولة إسرائيل.

وزاد السير على الطريق المؤدي إلى جنوب القطاع، الذي يعتبر منطقة أكثر أمناً، من صعوبة الأمر، إذ يقول كثيرون إن إسرائيل تواصل القصف هناك.

تصنيفات

قصص قد تهمك