عائلات في غزة ترتدي أساور لتحديد هوية أفرادها عند موتهم

time reading iconدقائق القراءة - 4
ابنة الرجل الفلسطيني علي الضبة الذي قرر مع زوجته تقسيم أطفالهما ووضع أساور عليهم للمساعدة في التعرف عليهم خوفاً من قتلهم في غارات إسرائيلية، تعرض سوارها في ملجأهم في خان يونس جنوب قطاع غزة. 24 أكتوبر 2023. - Reuters
ابنة الرجل الفلسطيني علي الضبة الذي قرر مع زوجته تقسيم أطفالهما ووضع أساور عليهم للمساعدة في التعرف عليهم خوفاً من قتلهم في غارات إسرائيلية، تعرض سوارها في ملجأهم في خان يونس جنوب قطاع غزة. 24 أكتوبر 2023. - Reuters
غزة-رويترز

مع وجود أعداد كبيرة من الجثث، يقول سكان إن الفلسطينيين في غزة يدفنون الموتى مجهولي الهوية في مقابر جماعية برقم بدلاً من الاسم. وتلبس بعض العائلات أساور الآن أملاً في تحديد هوية أفرادها عند موتهم.

وحاولت عائلة الضبة تقليل خطر تعرضها للقصف خلال أعنف هجوم إسرائيلي على الإطلاق على القطاع. وشنت إسرائيل ضربات جوية بعد أن هاجم مقاتلو حركة "حماس" بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر، ما أسفر عن سقوط نحو 1400 شخص واحتجاز رهائن.

وقال علي الضبة (40 عاماً) إنه رأى جثثاً ممزقة بسبب القصف، ولا يمكن التعرف عليها.

وذكر أنه قرر تقسيم عائلته لمنع موت كل أفرادها في ضربة واحدة، وأن زوجته لينا (42 عاماً) أبقت ولدين وبنتين من أبنائهما في مدينة غزة شمالاً، وانتقل هو و3 آخرون إلى خان يونس جنوباً.

وأردف قائلاً: "قسمت عيلتي نصفين، نصف في غزة ونصف هنا".

وأضاف: "قلت لزوجتي أنتي حبيبتي ومعك ولدان وبنتان، والباقون سيبقون هنا، لو متنا ستبقون أنتم".

وقال الضبة إنه يستعد للأسوأ. واشترى أساور من الخيوط الزرقاء لأفراد عائلته ليضعوها حول المعصمين. وقال: "لو لا سمح الله تقطع لحمهم، سأعرفهم من هذه العلامات، وأدفنهم محترمين".

وتشتري عائلات فلسطينية أخرى أساور، أو تصنعها لأطفالها، أو تكتب أسماءهم على أذرعهم.

دفن جماعي

وحلل رجال الدين المحليون الدفن الجماعي، ويحتفظ المسعفون بصور وعينات دم من جثث الموتى، ويعطونها أرقاماً قبل الدفن.

وطلب الجيش الإسرائيلي من السكان مغادرة شمال قطاع غزة والتوجه جنوباً، لأنه أكثر أماناً. لكن الضربات الجوية استهدفت جميع أنحاء القطاع الذي تحكمه حماس، ويعد أحد أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان في العالم.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "يشجع جيش الدفاع الإسرائيلي سكان شمال قطاع غزة على التحرك جنوباً، وعدم البقاء بالقرب من أهداف حماس الإرهابية داخل مدينة غزة".

وأضاف: "لكن، في نهاية المطاف، زرعت حماس نفسها بين السكان المدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة. لذلك أينما ظهر هدف لحماس، سيضربه جيش الدفاع الإسرائيلي لإحباط القدرات الإرهابية للحركة، بينما سيتخذ الإجراءات الاحترازية الممكنة لتخفيف الضرر عن المدنيين غير المتورطين (في الصراع)".

وكثف الجيش الإسرائيلي قصفه لجنوب غزة أثناء الليل بعد أحد أكثر الأيام دموية للفلسطينيين منذ اندلاع الصراع في السابع من أكتوبر. ودعا زعماء العالم إلى وقف القتال للسماح بإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر الذي ينفد منه الماء والغذاء والدواء والوقود.

وقالت وزارة الصحة في غزة الأربعاء إن 756 فلسطينياً، بينهم 344 طفلاً، قُتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وذكرت أن 6 آلاف و546 فلسطينياً على الأقل، من بينهم 2704 أطفال، قُتلوا في القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.

تصنيفات

قصص قد تهمك