بريطانيا.. تحذيرات استخباراتية من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الديمقراطية

حذّرت وكالات استخباراتية في بريطانيا من المخاطر والتهديدات التي تشكلها أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي على الأنظمة السياسية خلال العامين المقبلين، حسب ما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وقالت المجلة في تقرير نشرته الأربعاء، إنه بينما يستعد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لإلقاء خطاب بشأن الذكاء الاصطناعي قبل قمة السلامة العالمية المتعلقة بهذه التكنولوجيا، والتي تستضيفها لندن، الأسبوع المقبل، كشفت حكومة المملكة المتحدة، عن دراسة توضح مخاطر التكنولوجيا. 

وأشارت المجلة إلى أن هذه الدراسة التي تركز على مخاطر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، تستند إلى حد كبير إلى تقييمات الاستخبارات البريطانية، وتتناول التهديدات على المدى القريب في الفترة التي تسبق عام 2025. 

وحذرت الدراسة من أن ظهور أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل تطبيق "ChatGPT" أو أي محتوى آخر قائم على المدخلات لإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي "سيزيد بشكل كبير من المخاطر المتعلقة بالسلامة والأمن، مع زيادة احتمالية تلك المخاطر مع تطور التكنولوجيا".

كما أشارت إلى المخاطر الرقمية، مثل الجرائم الإلكترونية والقرصنة، باعتبارها المجال الذي من المرجح أن يكون لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية التأثير السلبي الأكبر عليه، ولكنها ذكرت أيضاً التهديدات المحتملة لآلية الديمقراطية. 

الأنظمة السياسية

وتحذر الدراسة أيضاً من احتمالية أن تتعرض الأنظمة السياسية والمجتمعات إلى تلك المخاطر حتى عام 2025، لتصبح بنفس أهمية المخاطر الرقمية مع تطور الذكاء الاصطناعي واتساع نطاق اعتماده، وتشمل هذه التهديدات التلاعب بالسكان وخداعهم.

وأوضحت الدراسة أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية أثبتت بالفعل قدرتها على إقناع البشر بالقضايا السياسية، كما أنه يمكن استخدامها لزيادة حجم المعلومات المضللة والخاطئة وإقناع الناس بها. 

وفي خطابه الذي سيدلي به في لندن، الخميس، سيتحدث سوناك، الذي كان حريصاً على وضع المملكة المتحدة في طليعة صنع سياسات الذكاء الاصطناعي العالمية، عن "المعرفة الجديدة التي تقدمها هذه التكنولوجيا والفرص الجديدة للنمو الاقتصادي، والتقدم الجديد في القدرات البشرية، وفرصة إيجاد الحلول للمشاكل التي اعتقدنا في السابق أنها غير قابلة للحل".

ولكن رئيس الوزراء البريطاني سيعترف أيضاً بأن هذه التكنولوجيا "تجلب مخاطر ومخاوف جديدة"، وفقاً لنَص الخطاب الذي أرسل مكتبه نسخة منه إلى "بوليتيكو". 

وتأتي هذه الدراسة بعد انتشار مقطع فيديو مزيف في وقت سابق من الشهر الجاري، تم إنشاؤه عن طريق الذكاء الاصطناعي لزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، وهو يشتم الموظفين، ما أثار قلق الحكومة البريطانية التي لم تتمكن بعد من التعامل مع التهديد الذي تشكله مثل هذه المحتويات المزيفة، إذ شوهد هذا المقطع من قبل أكثر من 1.5 مليون شخص على منصة "X" (تويتر سابقاً).