استخدام الذكاء الاصطناعي في الأدب يثير مخاوف الناشرين

time reading iconدقائق القراءة - 3
ندوة من معرض فرانكفورت للكتاب. 19 أكتوبر 2023 - media.buchmesse.de
ندوة من معرض فرانكفورت للكتاب. 19 أكتوبر 2023 - media.buchmesse.de
فرانكفورت-أ ف ب

شكّك الكاتب البريطاني سلمان رشدي بقدرة برامج الذكاء الاصطناعي على صياغة نصوص أدبية تضاهي بجودتها مؤلفات الكُتّاب، في الوقت الذي لا يخفي فيه أقطاب عالم النشر، الذين اجتمعوا أخيراً في معرض فرانكفورت للكتاب، قلقهم من أن تغزو العالم مؤلّفات مكتوبة عن طريق هذه التقنية.

ويشهد قطاع النشر الأدبي، على غرار مجالات أخرى كثيرة، حالا من الغليان بعد أن اهتز بفعل الثورة التكنولوجية التي أطلقتها برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT.

ويبدي العاملون في هذا القطاع "شعوراً عميقاً بعدم الأمان"، وفق ما يؤكد يورجن بوس، مدير معرض فرانكفورت للكتاب، وهو الأكبر في العالم، الذي اختتم أعماله الأحد. وكان هذا الموضوع في قلب المناقشات طوال الأسبوع.

ويسأل هؤلاء بحسب بوس، "ماذا سيحلّ بالملكية الفكرية للمؤلفين؟ ومن يملك حقاً المحتويات الجديدة؟ وكيف يمكن دمجها في سلاسل القيمة؟".
ويطاول الذكاء الاصطناعي بالفعل خدمات الترجمة، كما يتطور في مجالات النشر العلمي والقانوني، لكنه يظل هامشياً في الإبداع الأدبي.

"عندما يتعلق الأمر بكتابة الروايات، لا يزال الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الإلهام"، وفق الكاتب البريطاني الشهير سلمان رشدي، الذي اختبر ذلك بعد قراءة نص قصير تمّ إنشاؤه "بأسلوبه" عن طريق البرامج.

وقال رشدي خلال مؤتمر صحافي "إن النص الذي أنجزته البرمجية "كان سيُرمى في النفايات".

أضاف: "أي شخص قرأ 300  كلمة بخط يدي سيدرك على الفور أنه من المستحيل أن تكون هذه الكلمات لي"، مؤكداً أنه "ليس قلقاً إلى هذا الحد في الوقت الراهن".

أموال طائلة على المحك

وترتبط إحدى "المناطق الرمادية" الرئيسة في هذا المجال، بالجهة التي تعود إليها ملكية حقوق الطبع والنشر للمحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي. ويقول يورجن بوس "إنها فوضى حقيقية وقضية مهمّة للغاية. هناك أيضاً أموال طائلة على المحك".

على منصّة KDP التابعة لشركة "أمازون" المخصّصة للنشر الذاتي، تكثر الكتب التي أُنتجت بالكامل عن طريق الذكاء الاصطناعي، كما يلاحظ المتخصصون، حتى أن بعض هذه المنشورات باتت من أكثر الكتب مبيعاً.

وباتت منصّة KDP تطلب من المؤلفين أن يعلنوا على الموقع ما إذا كانت أعمالهم أُنشئت عن طريق الذكاء الاصطناعي (صور أو نصوص أو ترجمات).

في أيلول/سبتمبر، اتّخذ مؤلفون  كثر من بينهم جورج آر مارتن، صاحب قصّة "غايم أوف ثرونز" الملحمية، وملك أفلام الإثارة جون جريشام، إجراءات قانونية في الولايات المتحدة ضدّ شركة OpenAI الناشئة في كاليفورنيا، متّهمين إياها باستخدام أعمالهم لتلقين خوارزميات ChatGPT مع تجاهل حقوق الطبع والنشر الخاصة بهم.

في رسالة مفتوحة موقّعة من الكُتّاب، مثل مارجريت أتوود ودان براون، حذّر اتحاد المؤلفين الأميركيين عمالقة التكنولوجيا، من أن "ملايين الكتب والمقالات و"القصائد المحمية بحقوق الطبع والنشر، تشكّل غذاء لأنظمة الذكاء الاصطناعي، مع وجبات لا نهاية لها من دون فواتير".

تصنيفات

قصص قد تهمك