تسبب الاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية في زيادة حدة موجات شديدة من الفيضانات والحرّ في شرق الصين، بحسب دراسة حديثة نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز".
وشددت الدراسة، التي خرجت إلى النور بالتزامن مع انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP 28 في دبي، على ضرورة الاستعداد للظاهرتين المناخيتين المتزامنتين، والتي من المتوقع أن تزداد حدّتهما في الصين مستقبلاً.
وتسبب الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية، خلال الصيف المنصرم، بزيادة حدّة الأمطار بنحو 6.5%، وتسجيل موجات حرّ أعلى بدرجة مئوية واحدة، بحسب الباحثين، وفق "فرانس برس".
وأشارت الدراسة إلى أنّ معدلات الأمطار بلغت مستويات قياسية في يونيو ويوليو حول الجزء السفلي من نهر يانجتسي خلال الرياح الموسمية، ما أودى بحياة أكثر من مئة شخص، وتسبب بأضرار بمليارات الدولارات.
في الوقت نفسه، ضربت موجة حرّ حادة جنوب البلاد، مما ضغط على أنظمة الرعاية الصحية والطاقة والزراعة والبنية التحتية.
الحر الشديد والأمطار
ولفت الباحثون إلى أن ظاهرتي الحرّ والأمطار المتزامنتين مترابطة فيزيائياً، وتُسجّل في الوقت نفسه بهذه المنطقة، لكنّها كانت استثنائية في العام 2020.
ولتحديد آثار الاحترار المناخي المرتبط بالأنشطة البشرية، وضع العلماء نماذج للظروف المناخية التي تسببت بهاتين الظاهرتين، ولتلك التي سُجّلت خلال حدوثهما، من خلال معطيات رُصدت في العالم الحقيقي. ثم وضعوا سيناريو يحاكي الظروف التي كانت لتحصل في حال لم يُسجَّل احترار مناخي، من خلال ضبط مستويات الرطوبة، ودرجات حرارة الهواء، والمحيطات وغير ذلك.
ثم قارنوا النموذجين لتحديد الجانب الذي تأثّر بالأنشطة البشرية.
وحذّر الباحثون أيضاً من التوقعات المستقبلية، مشيرين إلى أنّ معدلات الأمطار قد تزداد بحلول نهاية القرن في هذه المنطقة، بنسبة 14% مقارنة بالعام 2020، فضلاً عن أنّ الموسم سيكون حارّاً أكثر بمقدار 2,1 درجة مئوية.
وشددوا على أن الدراسة "تؤكد ضرورة الاستعداد للمخاطر المرتبطة بالفيضانات وموجات الحرّ الحادة المتزامنة في شرق الصين"، لأن هاتين الظاهرتين "قد تزيدان الأضرار الاقتصادية والضحايا في حال لم يُخَطَّط لهما بشكل صحيح".