أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المملكة تخطط لطرح مشروعات طاقة متجددة بقدرة 20 جيجاواط في 2024، وذلك بعدما ضاعفت إنتاجها من الطاقة المتجددة أربع مرات من 700 ميجاواط إلى 2.8 جيجاواط حتى الآن.
وقال الوزير في كلمة مسجلة خلال افتتاح منتدى "مبادرة السعودية الخضراء"، الذي يقام بالتزامن مع مؤتمر قمة المناخ "COP 28" في دبي، إن هناك مشروعات بقدرات تتجاوز 8 جيجاواط قيد الإنشاء في السعودية، ومشروعات بحوالي 13 جيجاواط بلغت مراحل مختلفة من التطوير.
وأضاف أن المملكة تعتزم طرح مناقصة جديدة لإنشاء 4 محطات طاقة عالية الكفاءة تعمل بالغاز بقدرة إنتاجية تبلغ 7 جيجاواط، وذلك ضمن مجموعة من المبادرات والسياسات التي تنفذها في إطار "مبادرة السعودية الخضراء"، التي أُطلقت عام 2021.
كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أطلق عام 2021 "مبادرة السعودية الخضراء"، التي تستهدف ضخ استثمارات بنحو 266 مليار دولار لتوليد طاقة نظيفة، فضلاً عن خفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليار طن سنوياً حتى 2030.
الأمير عبدالعزيز بن سلمان أشار في كلمته إلى أن المملكة حققت تقدماً كبيراً في تنفيذ برنامج إزاحة الوقود السائل في قطاع إنتاج الكهرباء، الذي يهدف إلى القضاء على حرق مليون برميل من الوقود السائل، عبر الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة.
وأضاف: "نقوم هذا العام بتشغيل أربع محطات لتوليد الطاقة تعمل بالغاز ذات كفاءة عالية بسعة إجمالية تبلغ 5.6 جيجاواط، وسنقوم ببناء محطات لتوليد الطاقة بالغاز بقدرة 8.4 جيجاواط مع إمكانية احتجاز الكربون".
وتابع: "نواصل تنفيذ برنامج كفاءة الطاقة، حيث أسهمت سياسات ومبادرات كفاءة الطاقة في قطاعي البناء الصناعي والنقل في زيادة توفير الطاقة بحوالي 16% بين عامي 2021 و2022".
أضاف الوزير في كلمته المسجلة: "في إطار التزامنا بتسريع تطوير مشروعات الطاقة المتجددة، تطلق المملكة العربية السعودية مشروع المسح الجغرافي الوطني ابتداءً من مطلع العام المقبل، والذي يعتبر أحد المشاريع العالمية القليلة التي يتم تنفيذها على المستوى الوطني بهذا الحجم الكبير، حيث يضم أكثر من 1200 محطة قياس".
احتجاز الكربون وتصدير الهيدروجين
في ما يتعلق باحتجاز الكربون وتخزينه، أشار وزير الطاقة إلى أن المملكة ستقوم بتطوير مركزين صناعيين، واحد في المنطقة الشرقية لاحتجاز الكربون وتخزينه (CCS)، ويهدف إلى إنتاج 44 مليون طن سنوياً، والآخر في المنطقة الغربية لاحتجاز الكربون واستخدامه (CCU) بقدرة تزيد على مليون طن سنوياً لاستخدام ثاني أكسيد الكربون.
وجدّد التأكيد أيضاً على أن المملكة تهدف لأن تصبح مصدّراً عالمياً رئيسياً للهيدروجين النظيف والأخضر عالمياً، مذكّراً بإكمال مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر مرحلة الإغلاق المالي وحصوله على استثمار بنحو 8.5 مليار دولار، حيث يُنتظر أن ينتج المشروع 1.2 مليون طن سنوياً من الأمونيا الخضراء.
إضافة إلى ذلك، تعمل المملكة على إقامة شراكات دولية لتطوير المزيد من مشروعات الهيدروجين الأخضر المحلية، بحسب الوزير، إلى جانب تجربة حلول مختلفة في مجال النقل، بما في ذلك القطارات التي تعمل بالهيدروجين.
قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "علاوة على ذلك، ولدعم طموحنا في تصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف والأخضر، وقعنا مذكرة تفاهم للممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا خلال قمة مجموعة العشرين لعام 2023 في الهند، والتي ستكون عاملاً رئيسياً في دعم تصدير الطاقة".
دعم الدول النامية
الاهتمام السعودي بتحوّل الطاقة والحد من الانبعاثات، لا يقتصر على المشروعات المحلية فحسب، بل يتعداه إلى دعم الدول النامية في توفير الحلول البيئية. في هذا الصدد، قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "في ما يتعلق بالدعم المالي، وعلى عكس التغييرات الصغيرة المقدمة من شركائنا في الدول المتقدمة بالنسبة إلى (صندوق) الخسائر والأضرار، أعلنت المملكة من خلال مبادرة التعاون بين بلدان الجنوب المعلنة في القمة السعودية الأفريقية في الرياض الشهر الماضي، عن تخصيص ما يصل إلى 50 مليار دولار".
وأضاف: أن هذا المبلغ سيساعد في بناء بنية تحتية مرنة وتعزيز المرونة المناخية والتكيف معها في القارة الأفريقية مباشرة من خلال أصحاب المصلحة السعوديين لضمان التنفيذ السليم لهذا المشروع".
كما لفت إلى أن من بين المبادرات الرئيسية الأخرى التي تروج لها المملكة، حل الوقود النظيف للطهي، حيث تنفذ المملكة منذ إطلاق "مبادرة الشرق الأوسط الخضراء" عام 2021، مشروعات في كل من أفريقيا وآسيا لدعم برامج التدريب والتوعية، جنباً إلى جنب مع الحكومات.
ويتضمن ذلك بحسب الوزير، توفير الحلول المناسبة لأصحاب المزارع الصغيرة واعتماد معايير لضمان الاستخدام النظيف والآمن للوقود لأغراض الطهي.
وقال: "في كينيا وحدها، نهدف إلى استهداف 800 ألف أسرة، أي ما يعادل 4.1 مليون نسمة، مما يؤدي إلى إنقاذ ما يقرب من 2.8 مليون شجرة سنوياً، إضافة إلى إنقاذ حياة الكثيرين، حيث تتسبب الأمراض المرتبطة بالدخان بحالات وفاة كثيرة يومياً.
* هذا المحتوى من "اقتصاد الشرق"