أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الأربعاء، بأن جندياً إسرائيلياً كان في إجازة بعد أن أمضى أسابيع في القتال بقطاع غزة، استيقظ مذعوراً بسبب ما يُعتقد أنه "كابوس"، وأطلق النار من بندقيته، ما أدى إلى إصابة عدد من رفاقه في الغرفة.
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية، إلى أنه بعد أسابيع من القتال البري في غزة، غادر العديد من الجنود الإسرائيليين القطاع من أجل الاسترخاء والراحة في مناطق محيطة، لكن "حادثة غير عادية"، وقعت في أحد معسكرات الجيش في عسقلان.
وقالت القناة إن "جندياً من الكتيبة 890 استيقظ مذعوراً من كابوس في الليل، وأطلق النار على جدار الغرفة التي كان ينام فيها، وأصاب بالخطأ بعض رفاقه"، قبل السيطرة عليه وتحويله للعلاج النفسي.
وفي أعقاب ذلك، باشرت الشرطة العسكرية التحقيق في ملابسات الحادث، فيما قرر الجيش الإسرائيلي عدم التحقيق مع الجندي (في هذه المرحلة) بسبب وضعه الصحي، على أن يجري ذلك وفقاً لمراجعة وتقدير الأطباء.
ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية عن مسؤول عسكري لم يسمه، قوله إنه "لو وقع الحادث في منزل الجندي، لكان الضرر أكبر بكثير، وهذا هو السبب الذي يجعل الجيش الإسرائيلي لا يتعجل في إطلاق سراح الجنود إلى منازلهم خلال فترات الراحة، ويرافقهم تحت إشراف متخصصين خلال هذه الأيام الصعبة".
وأضاف المسؤول أن الجيش، وعلى الرغم من هذه المشكلات، يبحث في كيفية تمكين المزيد من الجنود من الاجتماع مع أفراد عائلاتهم في إطار عسكري مناسب كلما تسنى ذلك.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً، قال فيه إنه لن يجري التحقيق مع الجندي في الوقت الراهن بسبب حالته الطبية، ولن يُستأنف التحقيق إلا بعد أن يأذن أطباؤه بذلك.
وذكرت القناة أن الحادث وقع خلال مكوث جنود من لواء المظليين داخل معسكر للجيش في عسقلان، الأسبوع الماضي، بهدف "الإنعاش"، بعد أسابيع من القتال في قطاع غزة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي للقناة: "يرافق الجنود عدد من القادة إلى جانب مسؤولين طبيين، ويصدقون على العلاج الطبي المناسب لكل جندي".
وأضاف أن "الجنود أصيبوا بجروح طفيفة، وتلقوا العلاج على أيدي طواقم طبية"، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل بشأن حالة مطلق النار.
5700 حالة اضطراب
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الحادث يقع ضمن الحوادث المعروفة علمياً بـ"اضطراب ما بعد الصدمة".
ووفق بحث صادر عن مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست، في يوليو 2022، فإن الجهات الصحية المختصة في إسرائيل اعترفت ب 5700 حالة تعاني اضطراب ما بعد الصدمة بدرجات متفاوتة، منذ ديسمبر 2021.
وأوضحت صحف وقنوات إسرائيلية أن التشخيص الأولي لحالة الجندي يفيد بإصابته بصدمة نفسية نتيجة مشاركته في عمليات قتالية في غزة، وهي نوع من اضطراب نفسي يعتبر المرحلة الأولى من اضطراب ما بعد الصدمة.
ووفق التعريف الوارد في التقرير للحالة فالحديث يدور عن نوع من اضطراب قلق ينطوي على أعراض عقلية وجسدية، ويتطور بعد حدث صادم يسبب خوفاً هائلاً أو عجزاً أو رعباً في بعض الحالات، وربما تتفاقم الأعراض والأحاسيس، أو تستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات، ويمكن أن تعطل أعراض الاضطراب الحياة اليومية للمصاب به وعلاقاته الاجتماعية.
وتتواصل حرب إسرائيل على قطاع غزة، منذ أكثر من 80 يوماً، إذ يخوض العديد من الجنود الإسرائيليين القتال لأسابيع.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع، عن قتل أكثر من 21 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن ما يقرب من 500 جندي سقطوا أثناء القتال منذ بدء الحرب.