حرائق الغابات في 2023 تقتل 250 شخصاً وتأكل 400 مليون هكتار

time reading iconدقائق القراءة - 5
حريق غابات ماكدوجال كريك ويست كيلونا بمقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا. 19 أغسطس 2023 - Reuters
حريق غابات ماكدوجال كريك ويست كيلونا بمقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا. 19 أغسطس 2023 - Reuters
باريس -أ ف ب

شهد العام الجاري 2023 الذي يقترب من نهايته، حرائق غابات قضت على حوالي 400 مليون هكتار (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع)، وأودت بحياة 250 شخصاً، وأطلقت 6.5 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.

وكانت القارة الأميركية الأكثر تأثراً بموسم حرائق قياسي، أتى على 80 مليون هكتار (حتى 23 ديسمبر)، أي أكثر من مرة ونصف مرة من مساحة إسبانيا، بزيادة 10 ملايين عن متوسط الفترة نفسها من 2012 إلى 2022 وفق النظام العالمي لإدارة معلومات الحرائق.

وكانت حرائق كندا المسؤول الرئيسي عن هذه الزيادة؛ إذ أتت على 18 مليون هكتار، أو ثلث مساحة فرنسا.

وأوضحت المتخصصة في الجغرافيا والحرائق، بولين فيلان كارلوتي، لوكالة "فرانس برس"، أن "الحرائق التي تؤجّجها ظروف أكثر جفافاً وحراً ناجمة عن تغير المناخ لا يمكن السيطرة عليها عبر سياسة إخماد النيران التي ثبت عدم فعاليتها".

وأضافت: "لم نعد قادرين على التعامل (مع حرائق الغابات) في الظروف الراهنة بالوسائل البشرية المتاحة، ومن هنا تأتي أهمية العمل انطلاقاً من أصل المشكلة عبر الوقاية".

 العام الأكثر حصداً للأرواح

وكان 2023 العام الأكثر حصداً للأرواح في القرن الـ21 جراء حرائق الغابات، وفق قاعدة البيانات الدولية للكوارث التابعة لجامعة لوفان، مع تسجيل 250 حالة وفاة على الأقل، بينها 97 حالة و31 مفقوداً في حرائق هاواي، في أغسطس، و34 حالة في الجزائر، و26 على الأقل في اليونان.

وقالت فيلان كارلوتي، إن هذا العدد "ربما يرتفع في السنوات المقبلة، مع اقتراب خطر الحرائق من مناطق حضرية".

وفي أغسطس، دُمّرت مدينة لاهاينا السياحية في جزيرة ماوي في هاواي بشكل شبه كامل.

وبالإضافة إلى المناطق المعرضة عادة للحرائق مثل حوض البحر الأبيض المتوسط (اليونان وإيطاليا وتونس والجزائر...)، وأميركا الشمالية وأستراليا، دُمّرت مناطق أخرى بالحرائق مثل هاواي وجزيرة تنريفي. وهو أمر من شأنه زيادة عدد الأشخاص المعرضين للخطر.

وكلما ازداد عدد الحرائق، قلَّ الوقت المتاح لنمو النباتات، وفقدت الغابات قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

وتشرح سولين توركيتي، الباحثة في "لاتموس" المختبر المتخصص في دراسة العمليات الفيزيائية والكيميائية في الأجواء الأرضية، الوضع بقولها: "تقدّر الدراسات الحديثة بأن الحرائق تقلل من تخزين الكربون وهو من غازات الدفيئة بحوالي 10%".

بالإضافة إلى ذلك، تطلق الأشجار من خلال احتراقها كل كميات ثاني أكسيد الكربون التي خزنتها. ولكن تأثير ذلك نسبي. فمنذ بداية العام، أطلقت حرائق الغابات حوالى 6.5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون وفقاً للنظام العالمي لإدارة معلومات الحرائق، مقارنة بـ 36.8 مليار طن جراء استخدام الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم...) والأسمنت.

وعموماً، يعاد امتصاص حوالى 80% من الكربون الناجم عن حرائق الغابات من النبات الذي ينمو مجدداً في الموسم التالي. أما النسبة المتبقية، فتساهم في تعزيز تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو أمر من شأنه مفاقمة احترار المناخ.

تأثير صحي فوري

بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون، تطلق حرائق الغابات، والنباتات، مجموعة من الجزيئات الضارة، من أول أكسيد الكربون إلى سلسلة طويلة من الغازات الأخرى، أو الهباء (الرماد والكربون الأسود والكربون العضوي...).

وأوضحت توركيتي، أن "هذه الانبعاثات تغيّر نوعية الهواء، حتى مئات الكيلومترات عندما تكون الحرائق أكثر كثافة"، مشيرة إلى "تأثير صحي فوري" يضاف إلى "تدمير أنظمة بيئية وبنى تحتية".

وأظهرت دراسة، نشرتها مجلة "نيتشر" في سبتمبر، أن سكان الدول الأكثر فقراً، لا سيما في وسط إفريقيا، أكثر عرضة لتلوث الهواء الناجم عن هذه الحرائق من سكان الدول المتقدمة.

إفريقيا حالة خاصة

كانت إفريقيا أكثر القارات تضرراً بحرائق الغابات، منذ بداية العام، مع احتراق حوالي 212 مليون هكتار، لكن بولين فيلان كارلوتي قالت إنه يجب عدم "إعطاء أهمية كبيرة لهذه الحرائق الإفريقية"، لأن هذا الرقم لا يعكس "حرائق غابات ضخمة".

وأوضحت أن هذه الحرائق مجرد "عدد كبير من عمليات حرق زراعي صغيرة، وهي ممارسات تقليدية لا تضر بالمناطق المشجرة؛ لأنه يجري التحكم فيها والسيطرة عليها، وتنفَّذ بشكل دوري".

وأضافت أنها تؤثر في النبات والحيوانات المحلية، لكن على المدى المتوسط "ستنمو الأشجار مجدداً، ما يسمح بتجدّد الغطاء النباتي وزيادة تنوع الأزهار".

تصنيفات

قصص قد تهمك