استمرار الاحتجاجات في ألمانيا.. ومزارعون يغلقون وسط برلين بجراراتهم

time reading iconدقائق القراءة - 4
جرار عليه دمى بوجوه المستشار  أولاف شولتز، ووزير الاقتصاد روبرت هابيك ووزير الخارجية أنالينا بيربوك وسط مدينة برلين. 15 يناير 2024 - Bloomberg
جرار عليه دمى بوجوه المستشار أولاف شولتز، ووزير الاقتصاد روبرت هابيك ووزير الخارجية أنالينا بيربوك وسط مدينة برلين. 15 يناير 2024 - Bloomberg
برلين-أ ف ب

أغلق آلاف المزارعين الألمان بجراراتهم وسط العاصمة الألمانية برلين، الاثنين، احتجاجاً على خطط إلغاء مزاياهم الضريبية، ودعوا إلى استقالة حكومة أولاف شولتز، فيما تشهد البلاد موجة احتجاجات واسعة؛ بسبب ارتفاع الأسعار.

وقالت ناطقة باسم شرطة برلين لوكالة "فرانس برس"، إن أكثر من 5 آلاف جرّار زراعي أغلق الشوارع، وأطلقت الأبواق صباحاً.

وخلال التظاهرة أمام بوابة براندنبورج، دافع وزير المال الليبرالي كريستيان ليندن بشراسة عن خطط الحكومة، مشدداً على أنها خطط "تهدف إلى التوصل إلى كيفية خروجنا من وضع صعب معاً".

لكن فور اعتلائه المنصة، قوبل ليندن بصيحات استهجان، واتهمه متظاهرون بأنه "كاذب"، ودعوا إلى رحيل الحكومة.

ويقول بول برتسيتسينسكي (73 عاماً)، الذي يعمل في إنتاج الألبان بجنوب شرق برلين، إنه "برأيي يجب أن تستقيل الحكومة. لم يعودوا قادرين على قيادتنا".

غضب وسط المزارعين الألمان

بدأ المزارعون في الثامن من يناير أسبوعاً من الاحتجاجات على خطط لإلغاء بعض أشكال الدعم لقطاع الزراعة، بعدما أجبر حكم قضائي الحكومة على اقتطاع بعض التكاليف في موازنة عام 2024.

ودفعت التظاهرات بالحكومة إلى التراجع جزئياً عن التخفيضات، ووعدت بإعادة الخصم على ضريبة المركبات والإلغاء التدريجي لدعم الديزل على مدى عدة سنوات عوضاً عن الإلغاء الفوري.

غير أن المزارعين المحتجّين يرون أن هذه الخطوات غير كافية، داعين برلين إلى قلب الخطط رأساً على عقب.

ويقول المزارع هندريك بفيردمنجس (45 عاماً)، المتحدر من مدينة هانوفر: "لا يقتصر الأمر فقط على الخفض الذي أُقِرّ مؤخراً، وكان ذلك القشة التي قصمت ظهر البعير"، مضيفاً: "خسرنا الكثير من أشكال الدعم في السنوات الأخيرة، وهناك الكثير من القوانين والبيروقراطية لدرجة أننا سنصل إلى مرحلة لن نتمكن فيها من التأقلم".

من جهتها، قالت المزارعة هنريكي بورستلينج (26 عاماً) المتحدرة من ولاية ساكسونيا السفلى: "إذا أردت اختصار سبب مجيئي إلى هنا بكلمة واحدة، ستكون هذه الكلمة: المستقبل". وأضافت: "أريد أن يتمكّن أطفالي من أن يصبحوا مزارعين في يوم من الأيام. أريد أن أتمكّن من تولي المزرعة بعد والدي. أريد أن أتمكّن من إدارتها بشكل صحيح والاستمرار في عملي".

وتأتي الحركة الاحتجاجية للمزارعين في وقت أصبحت نسب التأييد لحكومة شولتز عند أدنى مستوياتها.

وفي استطلاع نشرته مؤخراً صحيفة "بيلد" اليومية، يقول 64% من الألمان إنهم يرغبون في رؤية تغيير حكومي.

في الأسابيع الأخيرة، نظّم عمال من مختلف القطاعات من التعدين والنقل إلى التعليم، تظاهرات على خلفية تعثر النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار.

وشلّت إضرابات موظفي سكك الحديد الأسبوع الماضي حركة النقل في ألمانيا، وذلك بعدما نظّم عمال المعادن وموظفو القطاع العام إضرابات في ديسمبر.

انكماش الاقتصاد الألماني

وأظهرت بيانات رسمية نُشرت الاثنين، أن الاقتصاد الألماني انكمش بنسبة 0.3% في عام 2023، بسبب تأثير التكاليف الباهظة للطاقة وأسعار الفائدة المرتفعة وتباطؤ الطلب الأجنبي.

واجتذبت مسيرات المزارعين أيضاً متظاهرين من اليمين المتطرف، ما أثار مخاوف من أن يسعى متطرفون إلى استغلال الحركة الاحتجاجية.

وزادت شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" من أقصى اليمين، وسجّل ما بين 21% و23% على المستوى الوطني من حيث نوايا التصويت، وأكثر من 30% في بعض أنحاء ألمانيا الشرقية السابقة.

وأعلنت برلين عن خطط لخفض الدعم والإعفاءات الضريبية على مركبات الديزل والمركبات الزراعية، بعدما أحدث حكم قضائي في نوفمبر، فجوة بمليارات اليورو في ميزانية الحكومة، ما أجبر ائتلاف شولتز الحكومي على البحث عن سبل للادخار.

تصنيفات

قصص قد تهمك