الصين ترجع إلى الخلف.. انخفاض عدد السكان للعام الثاني على التوالي

time reading iconدقائق القراءة - 4
أشخاص يسيرون في أحد حدائق العاصمة الصينية بكين. 12 يناير 2024 - Reuters
أشخاص يسيرون في أحد حدائق العاصمة الصينية بكين. 12 يناير 2024 - Reuters
بكين-رويترز

انخفض عدد سكان الصين للعام الثاني على التوالي في عام 2023، وأدّى تراجع معدل المواليد وموجة الوفيات الناجمة عن جائحة "كورونا" عندما انتهت عمليات الإغلاق الصارمة، إلى تسارع الانكماش الذي سيكون له آثار عميقة طويلة المدى على إمكانات نمو الاقتصاد.

وقال المكتب الوطني للإحصاء ومقره في بكين، إن إجمالي عدد السكان في البلاد انخفض بمقدار 2.08 مليون شخص أو 0.15% إلى 1.409 مليار نسمة في عام 2023، وهذا الانخفاض، أكبر من تراجع عدد السكان البالغ 850 ألف نسمة في عام 2022، والذي كان أول انخفاض يجري تسجيله منذ عام 1961 خلال المجاعة الكبرى في عهد ماو تسي تونج.

وعلى المدى الطويل، يتوقع خبراء الأمم المتحدة أن يتقلص عدد سكان الصين بمقدار 109 ملايين نسمة بحلول عام 2050، أي أكثر من 3 أمثال الانخفاض المذكور في توقعاتهم السابقة الصادرة عام 2019.

وشهدت الصين ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بفيروس "كورونا" على مستوى البلاد في أوائل العام الماضي، بعد 3 سنوات من المتابعة الدقيقة وإجراءات الحجر الصحي التي أبقت الفيروس تحت السيطرة إلى حد كبير حتى رفعت السلطات القيود فجأة في ديسمبر 2022.

وارتفع إجمالي الوفيات العام الماضي بمقدار 6.6% إلى 11.1 مليون، مع وصول معدل الوفيات إلى أعلى مستوى منذ عام 1974 خلال الثورة الثقافية.

انخفاض عدد المواليد

وانخفض عدد المواليد الجدد 5.7% إلى 9.02 مليون، وسجَّل معدل المواليد مستوى قياسياً منخفضاً بلغ 6.39 ولادة لكل 1000 شخص، بانخفاض عن معدل 6.77 ولادة في عام 2022، وانخفض معدل المواليد لعقود من الزمن نتيجة لسياسة الطفل الواحد التي تم تنفيذها من عام 1980 إلى عام 2015، والتوسع الحضري السريع خلال تلك الفترة.

وكما كان الحال مع فترات الازدهار الاقتصادي السابقة في اليابان وكوريا الجنوبية، انتقلت أعداد كبيرة من السكان من المزارع الريفية في الصين إلى المدن حيث يكون إنجاب الأطفال أكثر تكلفة.

أسباب تراجع الإنجاب في الصين

ومما ساهم في تراجع الرغبة في إنجاب الأطفال،  ما شهده عام 2023 ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب إلى مستويات قياسية، وانخفاض أجور العديد من الموظفين الإداريين، وتفاقم الأزمة في قطاع العقارات، إذ يتم إدخال أكثر من ثلثي ثروات الأسر.

وتزيد البيانات الجديدة من المخاوف من أن آفاق نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم تتضاءل بسبب انخفاض عدد العمال والمستهلكين، في حين يضع ارتفاع تكاليف رعاية المسنين واستحقاقات التقاعد المزيد من الضغط على الحكومات المحلية المثقلة بالديون.

 الهند تجاوزت الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان العام الماضي، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، ما أثار المزيد من الجدل بشأن مزايا نقل بعض سلاسل التوريد التي يوجد مقرها في الصين إلى أسواق أخرى، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك