التنفيذ بدأ بالفعل.. إسرائيل تشق طريقاً يفصل شمال غزة عن القطاع

صور أقمار اصطناعية تكشف المخطط.. ومسؤولون: يستهدف فرض سيطرة أمنية بعد الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 6
دورية للجيش الإسرائيلي في غزة وسط استمرار العمليات العسكرية في القطاع- 14 فبراير 2024 - Reuters
دورية للجيش الإسرائيلي في غزة وسط استمرار العمليات العسكرية في القطاع- 14 فبراير 2024 - Reuters
دبي-الشرق

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الثلاثاء، عن مسؤولين دفاعيين قولهم إن الجيش الإسرائيلي يعمل على إنشاء طريق يخترق وسط غزة، لتسهيل عملياته العسكرية، كجزء من خططه للحفاظ على السيطرة الأمنية على القطاع لبعض الوقت.

وأوضح المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن الطريق المرصوف بالحصى في جنوب مدينة غزة، شمال القطاع، هو أحد المساعي الإسرائيلية لإعادة تشكيل تضاريس المكان، لمنح جيشها حرية الحركة، وقبضة أكثر إحكاماً على المنطقة التي كانت نقطة انطلاق لهجمات 7 أكتوبر العام الماضي على مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية.

ويمتد الطريق إلى مسافة تقريبية تبلغ نحو 8 كلم من الحدود الإسرائيلية إلى ساحل القطاع، ويقسم مدينة غزة إلى قسمين، وذلك على طول شريط أرضي في الاتجاه الشرقي-الغربي يحتله الجنود الإسرائيليون منذ بداية الحرب التي بدأت قبل 4 أشهر.

وتُتيح هذه الخطة للجيش الإسرائيلي الاستمرار في التحرك بسرعة عبر القطاع على طول مسار آمن، حتى بعد انسحاب معظم القوات، بحسب التقرير الذي نشرته "وول ستريت جورنال". 

ويسيطر الجيش الإسرائيلي بالفعل على الطرق الرئيسية في غزة شمالاً و جنوباً.

وأظهرت صور أقمار اصطناعية تعود إلى شهر فبراير الجاري، قدمتها شركة Maxar Technologies لصحيفة "وول ستريت جورنال"، طريقاً ترابياً متعرجاً يقسم غزة عبر المزارع والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، كما أنه يوازي طريقاً مرصوفاً قائماً بين الشرق والغرب إلى الشمال قليلاً.

ويُخطط المهندسون العسكريون الإسرائيليون، بحسب التقرير، لتدمير المنازل والمباني الأخرى على طول جوانب الطريق، ويقومون بالفعل بوضع قاعدة جديدة من الحصى لتوسيع الممر، وجعله أكثر فائدة من الناحية العسكرية، وفقاً للقطات بثتها القناة 14 الإسرائيلية السبت. ورفض متحدث عسكري التعليق على ذلك.

المرحلة المقبلة من حرب غزة

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن هذا الطريق يُشكل جزءاً من "صورة ناشئة" بشأن كيفية استعداد الجيش الإسرائيلي للمرحلة المقبلة من الحرب، إذ يُخطط للانسحاب من المناطق المأهولة، والتركيز على الغارات المستهدفة ضد حركة "حماس".

ومن المقرر استخدام الطريق بين الشرق والغرب، وتسيير دوريات فيه لحين اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي قد تستمر شهوراً أو حتى سنوات، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين يقولون إنهم لا ينوون احتلال غزة بشكل دائم، لكنهم يُخططون للحفاظ على "السيطرة الأمنية" داخل حدودها لفترة غير محددة، حسبما نقلت الصحيفة.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جاكوب ناجل، إن هذا الطريق سيخلق "فجوة واضحة" بين شمال غزة وبقية القطاع. موضحاً أنه من غير المرجح أن يرتفع أي جدار بجوار الطريق، لكنه أشار إلى إمكانية إنشاء نقاط عبور مختلفة بين الشمال والجنوب تخضع للحراسة.

ويتزامن بناء وتوسيع الطريق مع إنشاء الجيش الإسرائيلي أيضاً منطقة عازلة بطول نحو كيلومتر واحد فقط داخل حدود غزة مع إسرائيل، حيث سيتم منع الفلسطينيين من الدخول.

وحذّر مسؤولون أميركيون إسرائيل مراراً من تغيير حدود غزة أو تقسيم أراضيها. وأعربوا علناً عن معارضتهم لإنشاء منطقة عازلة.

وفي أعقاب هجوم 7 أكتوبر، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على تهديد "حماس" من غزة.

وبخصوص مدى نية إسرائيل استخدام الممر الشرقي الغربي للقطاع، قالت ميري عيسين، وهي ضابطة متقاعدة في الجيش الإسرائيلي برتبة عقيد: "أعتبر ذلك مدة مؤقتة، لكنها طويلة الأمد، بالتأكيد حتى عام 2024 بأكمله".

حزام عسكري

ويُمكن للطريق أن يخلق بشكل فعال "حزاماً عسكرياً" عبر غزة، وهو ما قد يساعد في منع عودة حوالي مليون من سكان القطاع الذين نزحوا إلى الجنوب تحت القصف الإسرائيلي وسط دعوات للإجلاء خلال الأشهر الأولى من الحرب، وفقاً للمحللين.

وقال أحد المسؤولين العسكريين إن القوات الإسرائيلية ستحرس الطريق لمنع هجمات مقاتلي الفصائل الفلسطينية.

وذكر مسؤولون إسرائيليون أنهم لا يعتزمون السماح للنازحين في غزة بالعودة على الأقل حتى تكتمل العمليات العسكرية في الشمال، ويتم التوصل إلى اتفاق لإعادة ما يُقدر بنحو 130 شخصاً احتجزتهم "حماس" في 7 أكتوبر الماضي.

وبحسب الصحيفة، تحولت إسرائيل بالفعل في شمال غزة إلى ما تُسميه المرحلة الثالثة من الحرب، إذ يتم استبدال تحركات القوات الكبيرة بغارات أكثر استهدافاً. وكانت المرحلة الأولى هي القصف الجوي لغزة في الأسابيع الأولى من الحرب، تلاه الغزو البري الذي لا يزال جارياً في الجنوب.

ويُقدر المسؤولون الإسرائيليون أن ما بين 150 ألفاً و200 ألف من سكان القطاع ما زالوا يعيشون في مدينة غزة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 1.2 مليون نسمة.

تصنيفات

قصص قد تهمك