أطعمة معلبة بين الأنقاض.. هكذا يتناول نازحو غزة إفطار رمضان

time reading iconدقائق القراءة - 5
امرأة فلسطينية تجهز وجبة إفطار بين ركام منزل دمرته غارات إسرائيلية على بيت لاهيا شمال قطاع غزة. 14 مارس 2024 - Reuters
امرأة فلسطينية تجهز وجبة إفطار بين ركام منزل دمرته غارات إسرائيلية على بيت لاهيا شمال قطاع غزة. 14 مارس 2024 - Reuters
رفح (قطاع غزة)-رويترز

مع رفع أذان المغرب في قطاع غزة، يتقاسم أفراد عائلة أبو رزق وجبة الإفطار بين أنقاض منزلهم، ويتذكرون بكل حزن كل ما فقدوه منذ شهر رمضان الماضي، بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وبينما تحاول الأسرة جمع ما يكفي من الطعام لوجبة الإفطار، هناك آخرون أقل حظاً بكثير في القطاع الفلسطيني المنكوب حيث تلوّح المجاعة في الأفق، بعدما قتل الجفاف وسوء التغذية عشرات الأطفال.

وقالت أم محمود أبو رزق: "كان رمضان الماضي جميلاً جداً، لكن هذا مختلف، ففيه نفتقد أشياء كثيرة، إخوتي وأهلي جميعهم مضوا، تهدم بيتنا، وهناك آخرون تحت الأنقاض لم نتمكن من الوصول إليهم حتى الآن".

وكانت أم محمود تجلس بين الجدران الخرسانية المتداعية وتطهو على نار أشعلتها لإعداد الطعام.

وتابعت: "لا أملك شيئاً في رمضان لأقدمه لأبنائي، لا طعام ولا لحوم، نعيش على الحساء والمعلبات، على علبة فول ولانشون، لا نحبه.. تعبنا ومرضنا من هذه الأطعمة، سئمنا البقوليات.. ابني أصبح يصرخ.. بطنه تؤلمه بسبب هذه البقوليات".

وكانت العائلات تتجمع مع الأصدقاء والجيران في معظم السنوات الماضية للسهر ليلاً وتناول الطعام والصلاة والاحتفال معاً.

واندلعت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، عندما شن مقاتلو حركة "حماس"، هجوماً مباغتاً على جنوب إسرائيل ما أسفر عن سقوط 1200 شخص واحتجاز 253 إسرائيلياً، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية، فيما ردت تل أبيب بهجوم بري وجوي على القطاع قتل أكثر من 31 ألفاً، وفقاً للسلطات الصحية في غزة. كما تشرد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وتلاشت الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في رمضان في ظل الخلاف بين إسرائيل وحماس على الشروط.

الاعتماد على المساعدات الغذائية

ومع توقف جميع الواردات الغذائية تقريباً، يعتمد معظم سكان غزة الآن على المساعدات الغذائية بشكل كامل. ويتناول كثيرون طعامهم وحتى إفطار رمضان في مطابخ الحساء الجماعية.

ويحتشد الناس حول أحد هذه المطابخ في رفح حاملين أوعية بلاستيكية لتعبئتها بالطعام.

وقال المتطوع عدنان شيخ العيد: "نحن في أول شهر رمضان.. وها هنا نعاني من قلة الإمكانيات ومن قلة ما نصنع من طعام، كل يوم 35 قدر لا تكفي، والله لو 70 قدر لا تكفي، كتيرون نزحوا إلى مدينة رفح، مدارس، مخيمات، نازحين لا يجدون الطعام ولا الشراب".

ويأمل شيخ العيد في أن يتمكن من إطعام المزيد من النازحين اليائسين المصطفين في الطوابير.

ومثله مثل عائلة أبو رزق، استرجع شيخ العيد فرحة رمضان الماضي قائلاً "كل عام الناس في فرح، زينة، طعام، شراب، ولكن هذا العام حزن وبؤس، 30 ألف شهيد، وعائلات كثيرة من الجرحى، وكثير من النازحين".

وأضاف: "أنا الآن أبلغ من العمر 60 عاماً، لم يمر علي رمضان مثل هذا".

ويعتمد نحو 6 ملايين فلسطيني من أبناء اللاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية وفي مخيمات واسعة في دول عربية مجاورة، على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التي  تدير مدارس القطاع ومؤسسات الرعاية الصحية الأولية وغيرها من الخدمات المجتمعية، وتوزع مساعدات إنسانية.

وعلقت الولايات المتحدة إلى جانب أكثر من 12 دولة، تمويل "الأونروا" في يناير الماضي، بعد أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفي الوكالة، البالغ عددهم 13 ألف  في غزة، بالمشاركة في الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر.

تصنيفات

قصص قد تهمك