"تفاؤل غربي مفرط" يسبق أول قمة نووية.. وتحذيرات بشأن السلامة

time reading iconدقائق القراءة - 5
محطة الطاقة النووية بمدينة موشوفتشي في سلوفاكيا. 12 سبتمبر 2022 - Reuters
محطة الطاقة النووية بمدينة موشوفتشي في سلوفاكيا. 12 سبتمبر 2022 - Reuters
دبي -الشرق

تستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل، الخميس، أول قمة للطاقة النووية بحضور قادة وممثلي دول العالم، وتهدف لتسليط الضوء على دور هذه الطاقة في الانتقال الطاقوي.

ويرأس رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو  هذه القمة الأولى من نوعها، مع المدير العام للوكالة الدولة للطاقة الذرية رافائيل جروسي.

وقال دي كرو  في تصريحات أوردتها "الوكالة الدولة للطاقة الذرية"، إن هذه القمة "ستكون فرصة لجميع القادة المشاركين لتبادل وجهات النظر بشأن الدور الذي يجب أن تؤديه التكنولوجيا النووية، خلال السنوات المقبلة، في تحقيق الأهداف التي وضعناها معاً لإزالة الكربون".

وقبل انطلاق القمة، حذَّر الرئيس التنفيذي لشركة الهندسة الكندية "أتكينز رياليس"، وهي أكبر شركة لتصنيع المفاعلات التي تعمل باليورانيوم الطبيعي، من أن الدول الغربية تسيء التعامل مع مشروعات الطاقة النووية، بإخفاقها في التخطيط لها ومحاولة إنجازها بسرعة كبيرة.

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الأربعاء، عن الرئيس التنفيذي لـ"أتكينز رياليس"، إيان إدواردز، قوله إن "العملاء، والحكومات، ونحن بصفتنا أطراف فاعلة في الصناعة... أصبحنا جميعاً متفائلين للغاية. لدينا هذا الميل للتفاؤل بشأن القدرة على الإنجاز أسرع".

وأضاف: "في الواقع، ربما يجب علينا التمهل وقضاء المزيد من الوقت في مرحلة التخطيط، وإكمال مرحلة التنفيذ".

ويُنظر إلى الطاقة النووية بشكل متزايد على أنها ستلعب دوراً حاسماً في التحول إلى الطاقة النظيفة، لكن بناء المفاعلات على مر التاريخ، كان يصاحبه تكاليف إضافية، وتأخيرات، ومخاوف بشأن السلامة والنفايات المُشعة.

ويرى إدواردز، أن الطاقة النووية قد "تنافس الطاقة المتجددة" نظراً لطول عمر المحطات النووية، لكن ذلك يعتمد على توفير الميزانيات، وتطوير المفاعلات النمطية، ما يُعد أحد أسباب تحقيق الصين نجاحاً أكبر بكثير من الدول الغربية في تعزيز الطاقة النووية.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة: "التكرار مهم للغاية"، وأشار إلى أهمية بناء مكونات كل مفاعل وفقاً لتصميم واحد؛ بحيث يُمكن استخدامها في أي موقع.

مفاعلات "كاندو"

وتنتج شركة "أتكينز رياليس" مفاعلات "كاندو"، وهو النوع الوحيد من المفاعلات الذي لا يحتاج إلى يورانيوم مُخصَّب. وتُعد روسيا أكبر مُصدر لهذا النوع من اليورانيوم. ويتزايد الطلب على مفاعلات "كاندو" مع سعي الدول الغربية إلى تقليل اعتمادها على روسيا للحصول على الطاقة.

وتشكل الهندسة النووية نحو 15% من أعمال "أتكينز رياليس"، لكن إدواردز قال إنها القطاع الأسرع نمواً في الشركة، وتستحوذ على نصف وقته. وأضاف: "الطلب قد يتجاوز قدرتنا التصنيعية".

ويُعد مشروع "هينكلي بوينت سي" في بريطانيا، وهو مفاعل مزدوج بنته شركة "إي دي إف" الفرنسية، أحد المشروعات التي تأثرت بالتأخيرات، حيث تم تأجيل تشغيله إلى عام 2029 على أقرب تقدير، أي بعد أربع سنوات من الموعد المُحدد. ويعود ذلك إلى تضخم التكاليف من 18 مليار جنيه إسترليني إلى مبلغ يُتوقع أن يصل إلى 46 مليار جنيه إسترليني، بحسب "فاينانشيال تايمز".

الغرب وروسيا والصين

وذكرت الصحيفة أن التقدم البطيء الذي أحرزه الغرب في مجال الطاقة النووية، والذي تباطأ بشكل كبير بعد حادث فوكوشيما النووي الذي وقع في اليابان في عام 2011، يتناقض مع الانتشار السريع للطاقة الذرية في الصين.

وأضافت أن الصين بنت 55 محطة نووية منذ عام 1990، وتمتلك 22 محطة قيد الإنشاء، وأكثر من 70 محطة في مرحلة التخطيط. كما تعمل بكين على زيادة صادرات التكنولوجيا النووية.

وأوضح إدواردز أن مفاعلات "كاندو"، التي تم إطلاقها في نوفمبر الماضي، مُصممة ليتم بناؤها في شكل وحدات نمطية قابلة للتعديل وفقاً للموقع.

ولا يحتاج المفاعل "كاندو" إلى اليورانيوم المُخصَّب؛ لأنه يستخدم الماء الثقيل الذي يحتوي على الديوتيريوم، وهو نظير مستقر للهيدروجين، للتحكم في التفاعلات وتبريدها.

ويمتص الماء الثقيل عدداً أقل من النيوترونات مقارنة بالمياه العادية، ما يسمح لعدد أكبر من النيوترونات بالتصادم مع ذرات اليورانيوم لتحفيز التفاعل الانشطاري الذي يطلق الطاقة الذرية، وفقاً لإدواردز.

وزادت واردات الاتحاد الأوروبي من اليورانيوم الروسي المُخصَّب بأكثر من الضعف منذ بدء الحرب في أوكرانيا، بحسب تحليل أجراه مركز "بيلونا"، وهو منظمة بيئية غير حكومية.

لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي قالوا إن هذا يرجع إلى حد كبير إلى تخزين الدول التي لديها مفاعلات تعود إلى الحقبة السوفيتية للإمدادات؛ خوفاً من أن تقوم روسيا بقطعها.

وقال إدواردز إن المخاوف المتعلقة بتغير المناخ تعزز الاهتمام المتجدد بالطاقة النووية بعد حادث فوكوشيما.

تصنيفات

قصص قد تهمك