ما الذي يثير قلق سكان العالم في 2024؟

time reading iconدقائق القراءة - 12
يابانيون يسيرون في شارع أوموتيساندو التجاري، طوكيو. 17 مارس 2024 - AFP
يابانيون يسيرون في شارع أوموتيساندو التجاري، طوكيو. 17 مارس 2024 - AFP
دبي-الشرق

أظهرت نتائج استطلاع أجرته إبسوس بشأن "ما يقلق العالم" في مارس 2024، أن التضخم لا يزال مصدر القلق الأبرز لدى الرأي العام حول العالم، في الوقت الذي تراجعت فيه نسبة من يرون أن بلادهم "تسير في الاتجاه الصحيح" بمقدار نقطتين مئويتين، من بين العينة التي شملها الاستطلاع في 29 دولة.

وأوضحت البيانات أن 37% من الأسر ذات الدخل المرتفع تشعر بالقلق إزاء التضخم في مارس 2024، مقارنة بـ34% من الأسر ذات الدخل المنخفض. ومع ذلك، فإن القلق بين ذوي الدخل المرتفع انخفض على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، في حين أن القلق بالنسبة للأشخاص ذوي الدخل المنخفض ظل ثابتًا.

ومن بين 29 دولة شملها الاستطلاع، قال 38% من المستجوبين أن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح، وهو انخفاض طفيف عن الشهر الماضي.

وفي التقرير الذي يرصد أبرز المخاوف حول العالم المتعلقة بالأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في مارس 2024، ارتفع منسوب القلق بشأن الرعاية الصحية وتغير المناخ بشكل طفيف بالنسبة لكلتا القضيتين هذا الشهر، مع تقدم تغير المناخ من المرتبة التاسعة إلى السادسة.

وبدأ القلق بشأن الإرهاب الآن في الانحسار حيث أصبح في المرتبة 14 بين المواضيع المثيرة للقلق، بينما ظل الصراع العسكري في المرتبة 11 بنسبة 10%.

وأجري الاستطلاع في 29 دولة في الفترة ما بين 23 فبراير 2024 و8 مارس 2024 عبر نظام Ipsos Online Panel، وشمل 23 ألفاً و761 شخصاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين 18 و74 عاماً في كل من الهند سنغافورة وإندونيسيا وتايلاند والمكسيك وماليزيا والأرجنتين والبرازيل.

المعايير الاقتصادية والاجتماعية

التضخم

للعام الثاني على التوالي، ظل التضخم مصدر القلق الأكبر في 29 دولة حول العالم، وبلغت نسبة المستجوبين الذين عبروا عن قلقهم من استمرار هذه الوضعية الاقتصادية 35%، انخفاضاً من 42% المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وهو الشهر الذي تم خلاله تسجيل بداية الانخفاض التدريجي في هذه النسبة.

وشكل التضخم مصدر القلق الأول في كل من الأرجنتين وتركيا التي تواجه صعوبات مالية متعلقة بانخفاض قيمة عملتها، إلى جانب سنغافورة وأستراليا وبولندا وفرنسا والولايات المتحدة والهند وألمانيا.

وجاءت الأرجنتين في صدارة الدول التي تعتبر هذا العامل مصدر قلق (65% من المستجوبين)، وتحتفظ بهذا المركز منذ نوفمبر 2022.

البطالة

واختار ما يزيد قليلاً عن ربع العينة التي شملتها الاستبيانات (27%) البطالة والوظائف كمصدر قلق في مارس 2024، في زيادة طفيفة عن الشهر الماضي.

وأدرجت أربع دول البطالة باعتبارها مصدر القلق الرئيسي لديها، أي أكثر من الشهر الماضي، حيث سجلت جنوب إفريقيا (65%)، إسبانيا (41%)، كوريا الجنوبية (41%) وإيطاليا (37%).

وأصبحت البطالة الآن مصدر القلق الأكبر لكوريا الجنوبية بعد أن سجلت زيادة طفيفة، متجاوزة المخاوف بشأن التضخم. ومن الناحية النظرية، يعتبر هذا المعدل منخفضاً نسبياً بالنسبة للبلاد، إذ إنه في أكتوبر 2018، أشار 70% من المستجوبين في هذا الاستبيان إلى البطالة باعتبارها مصدراً رئيسياً للقلق.

وتستمر نسبة الإسبان القلقين بشأن الوظائف المتاحة في الارتفاع هذا الشهر، حيث ارتفعت ست نقاط لتبلغ 41%. وهذا هو أعلى مستوى منذ يونيو 2023.

الوضع الاقتصادي

وفي المتوسط العالمي للدول يرى 37% من المستجوبين أن الوضع الاقتصادي الحالي لبلادهم "جيد"، دون تسجيل تغيير مقارنة بالشهر الماضي.

وكانت الدول التي شهدت أكبر زيادات هذا الشهر في هذا المعدل، هي إسرائيل بواقع ثماني نقاط لتبلغ النسبة 44%، وسنغافورة بواقع 7 نقاط لتسجل 77%، وأستراليا بست نقاط لتسجل 47%.

وفي المقابل، سجلت بريطانيا أكثر انخفاض بواقع 12 نقطة، لتنخفض نسبة المستجوبين في هذا البلد ممن يرون أن الوضع الاقتصادي جيد إلى 21%. كما سجلت تايلندا تراجعاً بواقع 11 نقطة إلى 45%، وماليزيا (45%) وإندونيسيا (60%) بعد أن تراجع كل منهما 7 نقاط.

الفروقات الاجتماعية

ولم تتغير الإشارات إلى عدم المساواة باعتبارها مصدر قلق في مارس، حيث ظلت عند نسبة 30%. وعموماً، ظلت مستويات القلق بشأن عدم المساواة ثابتة خلال الفترة الأخيرة، إذ أنه منذ مايو 2023، اعتبر 3 من كل 10 أشخاص أن هذه القضية مثيرة للقلق.

وفي إندونيسيا يعتبر نحو 1 من كل شخصين في البلد أن غياب المساواة يشكل مصدر قلق، إذ سجلت النسبة في مارس 47%، بارتفاع قليل مقارنة بالشهر الذي قبله، لكن هذه القضية ليست مصدر القلق الأول للإندونيسيين، بل الفساد، والذي يرى 55% من مواطني هذه الدولة أنه يشكل مصدر القلق الحقيقي.

وشهد القلق في إسرائيل زيادة بخمس نقاط مئوية في شهر مارس، حيث اعتبر ما يقرب من ربع السكان (23%) أن عدم المساواة تمثل مشكلة.

وفي ديسمبر 2023، بلغ مستوى القلق في البلاد أدنى نسبة عند 16%. وهو الآن يزحف مرة أخرى إلى مستويات مماثلة تم تسجيلها في عام 2023.

المعايير البيئية والصحية

الرعاية الصحية

وبلغت نسبة الذين يقولون إن الرعاية الصحية مصدر قلق لبلادهم ما يزيد قليلاً عن الخمس (22%)، وهي زيادة طفيفة مقارنة بالأشهر الماضية، وتعد الرعاية الصحية الشغل الشاغل لبريطانيا هذا الشهر بعد ارتفاعها بمقدار ست نقاط مئوية إلى 44%. وتاريخياً، هذه هي ثالث أعلى نتيجة على الإطلاق لبريطانيا، بعد فبراير 2023 (47%) وفبراير 2018 (49%).

ووضع 64% من المستجوبين في المجر المسألة على رأس اهتماماتهم والأمر كذلك منذ سبتمبر 2023.

وبعد إضراب الأطباء على مستوى البلاد في فبراير الماضي، شهدت كوريا الجنوبية أكبر قفزة في منسوب القلق بشأن الرعاية الصحية، حيث زادت النسبة بواقع 16 نقطة إلى أقل بقليل من الربع 22%.

تغير المناخ

وبلغت نسبة القلق بشأن تغير المناخ في 29 دولة 17%، بارتفاع طفيف عن شهر فبراير، ليصبح مصدر القلق السابع، بعد أن كان في المركز التاسع الشهر الماضي.

ويبدو أن بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ تشعر بالقلق بشأن هذه القضية أكثر من الدول الأخرى، إذ يشعر ما يزيد قليلاً عن الربع (27%) في اليابان بالقلق.

وأستراليا هي واحدة من الدول التي سجلت مستويات مرتفعة من القلق بشأن تغير المناخ، بنسبة 27%. ووصلت النسبة في إندونيسيا وتايلندا إلى 23%، بعد تسجيلها ارتفاعاً بمقدار 3 نقاط و7 نقاط على التوالي، وبالمثل، ارتفعت النسبة في ماليزيا إلى 11%.

وشهدت كولومبيا أكبر تحول، إذ بعد أن سجلت ارتفاعاً قياسياً في الشهر الماضي، انخفضت الآن بمقدار 11 نقطة إلى 14%.

فيروس كورونا

عاد مستوى القلق بشأن فيروس كورونا إلى ما كان عليه في ديسمبر 2023، حيث كانت المستويات عند أقل من واحد من كل عشرين (4%)، وخلال الفترة ذاتها من العام الماضي كانت النسبة المسجلة هي 6%، وهي مستويات بعيدة عن المستويات التي تم تسجيلها في مارس 2022، عندما بلغ معدل القلق من فيروس كورونا 24%.

وفي هذا الشهر، أشار واحد من عشرة مستجوبين في دولتين فقط إلى فيروس كورونا، وكانت سنغافورة (18%) هي الأكثر قلقاً، بزيادة أربع نقاط مئوية. متبوعة بماليزيا (10%) التي جاءت في المركز الثاني بعد أن سجلت تراجعاً طفيفاً.

المعايير الأمنية والسياسية

الجريمة والعنف

ذكر ثلاثة من كل عشرة (30%) أن الجريمة والعنف يشكلان مصدر قلق في بلادهم، ولم يحدث أي تغيير في هذه النسبة مقارنة بالشهر الماضي. وتعد الجريمة والعنف مصدر قلق بارزاً في أمريكا اللاتينية.

وتنتمي الدول الستة التي سجلت هذه الظاهرة على أنها مصدر قلقها الرئيسي إلى أميركا اللاتينية، وهي بيرو، تشيلي، المكسيك، البرازيل، كولومبيا والأرجنتين.

وفي الأرجنتين، أشار 39% من المستجوبين إلى الجريمة والعنف، باعتبارهما مصدر قلق رئيسي، وأنها ثالث أكبر مشكلة في البلاد.

وفي تشيلي اعتبر 61% الجريمة والعنف مصدر قلق، وانخفضت هذه النسبة بمقدار 8 نقاط مئوية من أعلى درجة مسجلة للجريمة الشهر الماضي. وعلى نحو مماثل، تراجعت النسبة في المكسيك بشكل ملحوظ بنحو عشر نقاط إلى ما يزيد قليلاً عن النصف (53%)، بعد أن كانت ثاني أكثر الدول قلقاً بشأن الجريمة والعنف في الشهر الماضي.

النزاعات العسكرية

على مستوى العالم، اختار واحد من كل عشرة (10%) من المستجوبين الذين شملهم الاستطلاع، النزاعات العسكرية كموضوع مثير للقلق في شهر مارس، دون تغيير في هذه النسبة عن الشهر الماضي.

وسجلت إسرائيل في فبراير، أعلى مستوى من القلق بشأن النزاع العسكري بين الدول، حيث وصفه 45% بأنه مصدر قلق كبير. ولم تتغير نتيجة هذا الشهر عن شهر فبراير، وبقيت عند أعلى مستوياتها.

وفي الوقت نفسه، في جميع أنحاء أوروبا، ارتفعت مستويات القلق في عدد من البلدان بشكل مضطرد. إذ أصبح القلق من حدوث صراع عسكري الآن ثاني أكبر مصدر قلق لبولندا بعد زيادة خمس نقاط إلى ما يزيد قليلاً عن الثلث (34%). كما أصبح الألمان أكثر قلقاً، حيث ارتفعت النسبة بست نقاط إلى الربع (26%)، وفي فرنسا أيضاً ارتفعت النسبة إلى 15% بعد تسجيل زيادة خمس نقاط، وبلجيكا (14%) بعد زيادة أربع نقاط.

وشكلت بريطانيا حالة الاستثناء في أوروبا، بعد انخفاض معدل القلق من حدوث صراع عسكري بمقدار 6 نقاط مئوية هذا الشهر إلى 14%.

الإرهاب

وتراجعت معدلات القلق من الإرهاب منذ ذروتها في نوفمبر 2023 عندما بلغت 12%. ففي مارس 2024، قال 8% فقط إن الإرهاب هو أحد أهم القضايا التي تؤثر على بلادهم.

وبعد أن انخفض القلق في إسرائيل خلال الشهرين الأولين من العام، ارتفع الآن مرة أخرى، حيث زاد بمقدار ست نقاط مئوية إلى 59%. ليصبح مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للإسرائيليين بفارق كبير، يليه النزاع العسكري.

وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، بلغت نسبة القلق 40%. وشهدت بلجيكا أيضاً زيادة في القلق، بزيادة أربع نقاط لتبلغ النسبة (10%).

الفساد المالي والسياسي

وذكر ربع المشاركين (26%) في 29 دولة أن الفساد المالي والسياسي يشكلان مصدر قلق لبلادهم، دون أي تغيير في النسبة عن الشهر الماضي.

وتصنف نفس دول آسيا والمحيط الهادئ الأربع الفساد باعتباره أكبر مشكلة لديها منذ بداية عام 2024. وتراجعت إندونيسيا بواقع ثلاث نقاط إلى 55%، كما انخفضت النسبة في اليابان بشكل هامشي إلى 32%.

وفي المقابل، ارتفعت نسبة من يرون في الفساد المالي والسياسي مصدراً للقلق في ماليزيا إلى 50%، وفي تايلاند بلغت النسبة 43%.

جدير بالذكر أن نسبة المجريين الذين ذكروا الفساد ضمن مصادر القلق، ارتفعت بشكل ملحوظ بواقع 11 نقطة مئوية إلى ما يزيد قليلاً عن النصف 52%. وهذا هو أعلى مستوى منذ فبراير 2023 عندما بلغت النسبة 52% أيضاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك