أعلن رئيس الإكوادور دانييل نوبوا، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، حالة الطوارئ في 5 مقاطعات ساحلية لمدة شهرين، بسبب "صراع داخلي مسلح" والوضع الأمني المتدهور الذي أدى إلى ارتفاع حاد في الوفيات الناجمة عن عنف العصابات وجرائم أخرى.
وأفاد مرسوم رئاسي، بأن هذا الإجراء الذي يطبق للمرة الثانية خلال نحو 4 أشهر، يتضمن نشر قوات الشرطة والجيش في مقاطعات إل أورو، وجواياس، ولوس ريوس، ومانابي، بهدف "تنفيذ عمليات قتالية تكتيكية ضد الجماعات المسلحة المنظمة".
وتولى نوبوا رئاسة الإكوادور في نوفمبر الماضي، بعد أن قطع وعوداً بإصلاح الاقتصاد المتعثر، والحد من موجة عنف آخذة في التزايد منذ سنوات في الشوارع وفي السجون.
وتلقي الحكومة باللوم في أعمال العنف، بما في ذلك اقتحام محطة تلفزيون واحتجاز عدد كبير من حراس سجن كرهائن في يناير الماضي، على عصابات تهريب المخدرات.
وتشهد الإكوادور عدداً متزايداً من عمليات القتل، وارتفع معدل جرائم القتل من 6 لكل 100 ألف نسمة في 2018 إلى 43 لكل 100 ألف في 2023.
والأحد، قتل مسلحان مجهولان، لاندي باراجا جويبورو، التي تنافست سابقاً لتصبح ملكة جمال الإكوادور، بالرصاص في وضح النهار خلال وجودها في مركز تسوق في مدينة كويفيدو.
وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة التي وثّقت الحادث وانتشرت على مواقع التواصل، وقوف لاندي عند طاولة وبصحبتها رجل، وسرعان ما اقتحم رجلان مسلحان المكان، ووجّها إليهما وابلاً من الرصاص، فسقطت لاندي، البالغة من العمر 23 عاماً، على الأرض، بينما انحنى الرجل الذي كان معها للاحتماء بجانبها، وفر الرجلان من مكان الحادث.
وليل الجمعة السبت، لقي7 أشخاص بينهم قاصران حتفهم خلال هجوم في منطقة جواياكيل في جنوب غرب البلاد، والتي تعتبر مركز الجريمة في هذا البلد.
وعُثر على جثث 7 رجال بينهم قاصران أصيبت بطلقات نارية في نوبول في مقاطعة جواياس على بعد نحو 40 كيلومتراً من جواياكيل، حسبما أوضحت الشرطة في بيان.
وتقع الإكوادور بين كولومبيا وبيرو وهما المنتجان الرئيسيان للكوكايين في العالم، وأصبحت مركزاً لوجستياً لإرسال المخدرات باتجاه الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي نهاية مارس الماضيب تعرض 8 أشخاص في جواياكيل، بينهم 5 سياح إكوادوريين للخطف والقتل على شاطئ بعدما ظن المهاجمون أنهم خصوم لهم.
وأصبح من المألوف انتشار جرائم القتل في شوارع الإكوادور، وكثيراً ما ترصد كاميرات المراقبة إطلاق نار على أشخاص في الشارع، أو في محال تجارية، أو داخل سيارات.
وأعلنت حالة الطوارئ للمرة الأولى بعد الانتخابات الرئاسية، في 8 يناير الماضي، لكن في اليوم التالي أعلنت الشرطة أن مجرمين اختطفوا ما لا يقل عن 4 من أفرادها، وأن تفجيرات وقعت في عدة مدن.
وفي اليوم التالي أعلن الرئيس دخول بلاده في "نزاع داخلي مسلح"، وأمر قوات الأمن بتحييد" عصابات إجرامية ضالعة في تجارة المخدرات، والتي استولت على عدد من مراكز الاعتقال، وسيطرت على محطة تلفزيونية، في أعقاب فرار أحد أكثر زعماء العصابات نفوذاً في البلاد، وهو خوسيه أدولفو ماسياس، المعروف أيضاً باسم "فيتو".