"خسروا كل شيء".. البرازيل تسابق الزمن لإغاثة منكوبي الفيضانات

ارتفاع عدد ضحايا "الكارثة المناخية" إلى 75 شخصاً.. ونزوح عشرات الآلاف

time reading iconدقائق القراءة - 7
أشخاص يسيرون في شارع غمرته مياه الفيضانات بأحد أحياء بورتو أليجري في البرازيل. 4 مايو 2024 - AFP
أشخاص يسيرون في شارع غمرته مياه الفيضانات بأحد أحياء بورتو أليجري في البرازيل. 4 مايو 2024 - AFP
بورتو أليجري (البرازيل)-أ ف برويترز

تخوض السلطات في البرازيل، الأحد، سباقاً مع الزمن لإغاثة المتضررين جراء الفيضانات المدمرة التي تضرب جنوب البلاد، وخاصة ولاية ريو جراندي دو سول التي تشهد "أسوأ كارثة مناخية في تاريخها" والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 75 شخصاً، ونزوح نحو 80 ألف نسمة من منازلهم.

ولقي 75 شخصاً على الأقل حتفهم، وفُقد 101 آخرون، بحسب آخر تقرير صادر عن الدفاع المدني البرازيلي، الأحد، في حين تشهد عاصمة الولاية بورتو أليجري كارثة "غير مسبوقة"، بعد انفجار محطة وقود.

ووصل الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى ولاية ريو جراندي دو سول، الأحد، بصحبة مجموعة من الوزراء لمناقشة أعمال الإنقاذ وإعادة
الإعمار مع السلطات المحلية.

ومن الصور الملتقطة من الجو، وعمليات الإنقاذ الجارية على الأرض، تبدو أحياء غارقة في مياه غمرتها بالكامل، بما يعكس الأضرار الفادحة في جنوب البلاد حيث ارتفع منسوب المياه إلى حد غمْر منازل بأكملها، وأفقد السكان كل ما يملكون خلال دقائق، بينما غرقت شوارع بورتو أليجري التي يقطنها نحو 1.4 مليون نسمة بالمياه.

وارتفع منسوب نهر جوايبا إلى 5.09 متر ليتجاوز بذلك الرقم القياسي المسجل في فيضانات عام 1941، والذي بلغ 4.76 متر، وفق رئاسة البلدية.

وأكدت أن 15 ألف شخص قصدوا ملاجئ أقامتها سلطات الولاية. فيما طالت الكارثة نصف مليون شخص بشكل مباشر.وكانت السلطات أعلنت، السبت الماضي، أن نحو 80 ألف شخص اضطروا إلى مغادرة منازلهم، وأن أكثر من مليون مسكن بات بلا مياه، بسبب الفيضانات التي تضرب جنوب البرازيل منذ أيام.

"نزوح جديد"

وأكدت روزانا كوستوديو، وهي ممرضة في الـ37 من عمرها اضطرت لمغادرة منزلها، أنها "خسرت كل شيء"، مضيفة: "قرابة منتصف ليل الخميس، بدأ مستوى المياه بالارتفاع بشكل سريع للغاية".

وتابعت: "خرجنا بسرعة بحثاً عن مكان آمن أكثر. لكننا لم نتمكن من السير... وضع زوجي طفلتينا في قارب مطاطي صغير، وقام بالتجديف مستخدماً القصب، بينما سبحنا أنا وابني حتى آخر الشارع".

ولجأت العائلة إلى منزل شقيق زوجها بشمال بورتو أليجري، لكنها اضطرت مجدداً إلى النزوح بعدما بلغت المياه مناطق جديدة.

وأوضحت كوستوديوك: "أنقذنا مركب عامل بمحرك يعود لأصدقائنا"، مؤكدة أنهم باتوا في مأمن "لكننا فقدنا كل ما كنا نملكه".

وبينما تراجعت كمية المتساقطات خلال ليل السبت الأحد، يتوقع استمرار هطول الأمطار خلال الساعات الـ24 إلى الـ36 المقبلة، مع تحذير السلطات من حدوث انزلاقات أرضية.

"أسوأ كارثة مناخية"  

وأشار حاكم الولاية إدواردو ليتي إلى أن ريو جراندي دو سول تشهد "أسوأ كارثة مناخية في تاريخها" مع إصابة نحو 300 بلدة بأضرار.

واعتبر ليتي أن الوضع "مأسوي وغير مسبوق على الإطلاق".

ومن المقرر أن يستقبل في وقت لاحق، الأحد، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وذلك للمرة الثانية منذ بدء الفيضانات، علماً بأن الحاكم أكد أن الولاية تحتاج إلى "خطة مارشال" لإعادة إصلاح ما تضرر، في إشارة إلى خطة إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي انتظار ذلك، تتكرر المشاهد على مختلف مساحة الولاية، عائلات تنتظر على سطوح المنازل وصول فرق الإغاثة، وقوارب صغيرة تجول في شوارع وجادات غمرتها المياه بالكامل.

وأكد المسؤول في الرئاسة البرازيلية باولو بيمنتا أن، الأحد، سيكون "يوماً محورياً" لعمليات الإنقاذ.

ويتزايد القلق حيال نقص المواد الأساسية، وتضرر سلاسل الإنتاج في الولاية التي تُعد من الأبرز على صعيد الزراعة في البلاد، وتساهم بنسبة 20% من الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل.

وفي ظل ذلك، طلب رئيس بلدية بورتو أليجري سيباستياو ميلو من السكان ترشيد استهلاك المياه، بعد الإغلاق القسري لأربع من محطات معالجة مياه الصرف الصحي الست في المدينة.

تعليق الرحلات

وأدت الفيضانات إلى عزل بورتو أليجري بشكل جزئي عن باقي أنحاء البرازيل.

وبحسب شرطة السير، قُطعت الطرق المؤدية إلى المدينة من جهة الجنوب على بعد 15 كيلومتراً من مدخلها، لكن الوصول إليها من الشمال يبقى ممكناً.

وغمرت المياه المحطة الرئيسية للحافلات، وتسببت بتعليق الرحلات في مطار بورتو أليجري الدولي اعتباراً من الجمعة، ولأجل غير مسمى.

وقال الخبير البرازيلي في شؤون المناخ فرانسيسكو إليزو أكينو إن الأمطار الغزيرة يعززها "مزيج كارثي" من تغير المناخ، وظاهرة النينيو، وظواهر قصوى أخرى.

وسبق أن تعرضت ريو جراندي دو سول مراراً لفيضانات مميتة، ولا سيما في سبتمبر الماضي، والتي أودت بحياة 31 شخصاً في مرور إعصار مدمر.

ويؤدي الاحترار المناخي الناجم من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري، إلى زيادة شدة موجات الحر ومدتها وتواترها، حسب الخبراء.

وشهدت البرازيل جفافاً تاريخياً العام الماضي في شمالها، وبلغ عدد حرائق الغابات رقماً قياسياً بين يناير وأبريل، وسُجّل أكثر من 17 ألف حريق في مختلف أنحاء البلاد، نصفها تقريباً في منطقة الأمازون.

تصنيفات

قصص قد تهمك