دبي -الشرق
فككت الشرطة الأميركية، الجمعة، خياماً واعتقلت عشرات المحتجين المؤيدين للفلسطينيين، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، وجامعتيْ بنسلفانيا وأريزونا، في أحدث حملة أمنية على الاحتجاجات المنتشرة بالجامعات الأميركية، وقبل احتفالات التخرج.
وبدأت الحركة الاحتجاجية قبل نحو 3 أسابيع في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، إذ اتخذت بعض الكليات في جميع أنحاء البلاد إجراءات صارمة على الفور، بينما تسامحت جامعات أخرى مع التظاهرات، لكن بعض هذه الصروح العلمية استدعت الشرطة للتعامل مع الطلاب المحتيجين.
وفي الإطار، اتخذت شرطة فيلادلفيا وشرطة الحرم الجامعي في بنسلفانيا، إجراءات لإبعاد المتظاهرين من مخيم الاعتصام الموجود منذ أكثر من أسبوعين، إذ قال مسؤولون إن المتظاهرين تلقوا تحذيرات وأتيحت لهم فرصة المغادرة دون اعتقالهم، وفق ما أوردته "أسوشيتد برس".
اعتقال العشرات
واتفق المتظاهرون في جامعة ويسكونسن ماديسون، الجمعة، على تفكيك مخيمهم المستمر منذ أسبوعين بشكل دائم وعدم تعطيل احتفالات التخرج نهاية هذا الأسبوع، مقابل فرصة التواصل مع "صناع القرار" الذين يسيطرون على استثمارات الجامعة بحلول الأول من يوليو المقبل، في حين وافقت الجامعة على زيادة الدعم للطلاب المتضررين من الحروب في غزة وأوكرانيا.
أما في جامعة ولاية نيو مكسيكو في لاس كروسيس، ألقت الشرطة، الخميس، القبض على 13 شخصاً، بعد أن رفضوا مغادرة مبنى متضرر ومخرب، إذ قالت ناطقة باسم الجامعة أماندا برادفورد، إن "التهم تراوحت بين جنحة التعدي على ممتلكات الغير والجنايات، بما في ذلك الضرب على ضابط".
وفي بنسلفانيا، قام ضباط يرتدون زي مكافحة الشغب بفض مخيم الاعتصام في الجامعة، واعتقلوا 33 شخصاً، في حين اتهموهم بالتعدي على ممتلكات الغير، إذ جاءت هذه الخطوة في أعقاب دعوات متزايدة، بما في ذلك من حاكم المنطقة جوش شابيرو، لإخلاء المعسكر بينما تستعد الجامعة لحفلات التخرج المقررة 20 مايو الجاري.
في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ألقت الشرطة القبض على 10 أشخاص، بعد أيام من تصاعد التوترات في حرم جامعة كامبريدج بولاية ماساشوستس، بما في ذلك إيقاف بعض الطلاب الذين تحدوا الموعد النهائي الذي حدده المسؤولون لإخلاء المخيم.
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، أعطى ضباط الشرطة المتظاهرين إنذاراً لمدة 15 دقيقة لمغادرة المخيم، ثم بدأوا في اعتقال الأشخاص ووضعهم في مركبات الشرطة.
حرمان من الأنشطة واحتفالات التخرج
وفي رسالة إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وصفت رئيسة الجامعة، سالي كورنبلوث، إزالة المعسكر من قبل الشرطة بأنه "الملاذ الأخير"، وقالت إن التعطيل المستمر للعملية التعليمة جعل استمرار هذه التظاهرات لا يمكن الدفاع عنه على نحو متزايد".
وبحسب الصحيفة، كتبت كورنبلوث: "لم نعتقد أنه يمكننا السماح باستمرار المعسكر. لم نتخذ هذه الخطوة فجأة. لقد قدمنا التحذيرات. لقد أرسلنا برقية تشرح بوضوح ما سيجري. لكن بعد الاختيار من بين عدة خيارات سيئة، اخترنا المسار الذي اتبعناه هذا الصباح".
وجاءت هذه الخطوة لإنهاء الاعتصام بعد اعتقال العديد من المتظاهرين بعد ظهر الخميس، إذ حددت الجامعة، الاثنين الماضي، موعداً نهائياً للمحتجين لإخلاء المخيم أو مواجهة الإيقاف، وتزايدت التوترات في الأيام الأخيرة، بعد أن تلقى بعض الطلاب، الذين قالت الجامعة إنهم تحدوا الموعد النهائي، إخطارات بإيقافهم من الدراسة.
وجاء في رسالة تلقاها أحد الطلاب: "هذا يعني أنه سيتم منعك من المشاركة في أي أنشطة أكاديمية، بما في ذلك الفصول الدراسية أو الامتحانات أو الأبحاث لبقية الفصل الدراسي، كما ستُمنع من المشاركة في أنشطة التخرج".
وكانت الجامعة قد قامت بتفصيل عواقب التعليق في رسالة إلى الطلاب المتظاهرين قبل الموعد النهائي، موضحة أن أولئك الذين تم تأديبهم سابقاً سيتم منعهم من دخول السكن الجامعي وقاعات الطعام، كما فقد بعض الطلاب أهليتهم للتوظيف في الجامعة، وهي عقوبة أدت إلى قطع دخل الطلاب الخريجين الموظفين الذين تم إيقافهم عن العمل.
وظهرت معسكرات الاحتجاج في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا في الأسابيع الأخيرة، حيث طالب الطلاب جامعاتهم بالتوقف عن التعامل مع إسرائيل أو الشركات التي تدعم جهودها الحربية، حيث يسعى المنظمون إلى تضخيم الدعوات لإنهاء حرب إسرائيل على غزة.
تصنيفات
