النازحون من رفح يواجهون صعوبات في مواصي خان يونس المفتقرة لأسس الحياة

time reading iconدقائق القراءة - 6
خيام النازحين الفلسطينيين في المواصي بالقرب من الحدود مع مصر في رفح بجنوب قطاع غزة، 9 مايو 2024 - AFP
خيام النازحين الفلسطينيين في المواصي بالقرب من الحدود مع مصر في رفح بجنوب قطاع غزة، 9 مايو 2024 - AFP
غزة-AWP

تتحول منطقة مواصي خان يونس الساحلية في جنوب قطاع غزة شيئاً فشيئاً إلى رفح جديدة، بعد أن تكدست فيها أعداد هائلة من النازحين لتمتلئ الأراضي الزراعية والمستوطنات الإسرائيلية السابقة، أو ما يطلق عليها المحررات، والشوارع الرئيسية والفرعية وشاطئ البحر بالخيام.

مشاهد الخيام المتلاصقة والمناطق المكتظة بالنازحين كانت ترتبط في وقت سابق بمدينة رفح، التي فر إليها ما يزيد على مليون فلسطيني هرباً من القصف الإسرائيلي الذي طال كل مناطق قطاع غزة، لكن مع توالي نزوح مئات الآلاف من المدينة الحدودية صوب مواصي خان يونس، التي كانت تستوعب أصلاً أعداداً كبيرة من النازحين، يشعر الفلسطينيون بأن رفح أخرى انتقلت إلى هذا الشريط الساحلي الضيق.

وعلى الرغم من تشابه مشاهد التكدس بين المواصي ورفح، لكن الفارق كبير على صعيد البنية التحتية والخدمات العامة، فرفح مدينة تتوفر فيها مقومات الحياة العادية، وإن كانت محدودة، مثل الطرقات الممهدة وشبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات والمؤسسات الصحية والإغاثية وغيرها.

بيد أن المواصي تفتقر لأي مقومات للحياة العادية، كونها منطقة زراعية بالأساس عبارة عن كثبان رملية غير ممهدة في أغلبها، ولا توجد بها أي بنية تحتية حقيقية على صعيد شبكات المياه أو الصرف الصحي وغيرها، وتعتمد بشكل أساسي على طريقين رئيسيين أحدهما ساحلي والثاني داخلي أقيما قبل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في 2005.

الاحتياجات الأساسية

ينعكس هذا الواقع على تفاصيل حياة النازحين القادمين من رفح، الذين يواجهون صعوبات كبيرة في توفير احتياجاتهم من مياه الشرب أو المياه الضرورية للاستخدامات الأخرى، فضلاً عن الوصول إلى مراكز الإغاثة والصحة والخدمات والأسواق.

النازحون الذين اكتسبوا خبرة في التنقل من مكان لآخر منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر، يصفون نزوحهم الجديد في المواصي بأنه الأكثر قسوة وصعوبة.

ممدوح الطباطيبي الذي نزح من غرب مدينة غزة في أكتوبر إلى مخيمي النصيرات والمغازي في وسط القطاع، قبل انتقاله إلى رفح ثم مواصي خان يونس منذ 4 أيام، يعتبر أن هذه المحطة هي الأصعب، إذ يعيش حالياً في خيمة على الطريق الساحلي دون أدنى مقومات للحياة.

وفي رفح، كان الطباطيبي يعيش داخل منزل صغير تصله المياه مرة واحدة كل أسبوع وعلى مقربة منه الأسواق، مع توفر مركز صحي عند الطوارئ فضلاً عن عمل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت، بينما هو الآن في المواصي دون كل هذه الخدمات، بالإضافة لعدم توفر المساعدات الغذائية إلى حين البحث عن أحد مراكز الإغاثة والتسجيل فيها.

ويوضح الطباطيبي (40 عاماً) أنه يقيم مع 4 عائلات أخرى في عشش صغيرة، ويشتركون في مرحاض وحيد، وبالكاد يحصلون على مياه الشرب التي يخصصونها لأطفالهم بشكل أساسي.

وقال لوكالة أنباء العالم العربي AWP: "أبسط الأشياء كالمياه والغذاء والدواء يصعب الحصول عليها ونضطر لقضاء ساعات لتوفيرها، بينما نحن في شبه عزلة عن العالم لضعف شبكات الهاتف المحمول التي تتعطل أكثر مما تعمل وانقطاع الإنترنت لأنه لا توجد شبكات في المنطقة قبل الحرب".

الطباطيبي الأب لـ4 يتحدث عن "كذبة كبيرة" كانت تطلقها إسرائيل بشأن توفير مخيمات ومستشفيات ومراكز إغاثة للنازحين، عندما طلبت من الفلسطينيين في بعض مناطق رفح المغادرة "لكن على أرض الواقع لا يوجد شيء".

وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن حوالي 300 ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسراً من رفح الأسبوع الماضي، لكن الأعداد الحقيقية تبدو أكبر من ذلك مع توجه عشرات الآلاف إلى مواصي خان يونس أو مدينة خان يونس التي سوى الجيش الإسرائيلي غالبيتها بالأرض.

الناشط في مجال الإغاثة هاني نبيل، الذي انتقل مع المتطوعين والعاملين معه إلى المواصي، عزا الصعوبات التي تواجه النازحين في المنطقة إلى افتقارها لمقومات الحياة الحضرية المتوفرة في المدن مثل رفح.

وحذر الناشط الفلسطيني، الذي ينفذ مشاريع إغاثية بتمويل من جهات خيرية خارج الأراضي الفلسطينية، من تعميق الأزمة الإنسانية إذا استمر غياب المؤسسات الإنسانية الأممية والدولية والمحلية عن منطقة المواصي.

 ودعا نبيل إلى توجيه الجهود نحو حفر مزيد من آبار المياه وفتح مراكز ونقاط إغاثية وطبية تتناسب مع الأعداد الهائلة من النازحين في المنطقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك