مجزرة رفح.. شهادات مرعبة ورائحة الموت تحيط بمخيم تل السلطان

time reading iconدقائق القراءة - 11
فلسطينيون أمام خيام محترقة بعد غارة إسرائيلية استهدفت المنطقة التي نزح إليها فلسطينيون في رفح. 27 مايو 2024 - AFP
فلسطينيون أمام خيام محترقة بعد غارة إسرائيلية استهدفت المنطقة التي نزح إليها فلسطينيون في رفح. 27 مايو 2024 - AFP
رفح-أ ف ب

وقف فلسطينيون مصدومون أمام بيوت الصفيح والخيام المتفحمة، والدمار وآثار الدماء الناتجة عن غارة إسرائيلية استهدفت مخيماً للنازحين في منطقة تل السلطان في رفح، جنوب قطاع غزة، الليلة الماضية.

وقال محمد حمد (24 عاماً) لوكالة "فرانس برس": "لم يصب الناس أو يقتلوا فحسب، بل تفحموا"، مضيفاً: "ابنة ابن عمي، طفلة لا تتجاوز 13 عاماً كانت بين الشهداء. لم يتبق لها ملامح على الإطلاق؛ لأن الشظايا فتتت رأسها".

وقتلت الغارة 45 شخصاً، منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن،فيما أصيب 249 آخرون بجروح. 

وتسببت الغارة في نشوب حريق في "مخيم السلام الكويتي" الواقع في حي تل السلطان في رفح، ما أدى إلى تحويل الخيام والملاجئ إلى رماد. 

وأظهرت لقطات نشرتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مشاهد ليلية لمسعفين في سيارات إسعاف، وهم يهرعون إلى موقع الهجوم، ويقومون بإجلاء الجرحى، وبينهم أطفال.

كانت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المسيرة أو "الزنانات" تحلّق، الاثنين، فوق المخيم المحترق، الذي لم يبق منه سوى صفائح معدنية سوداء وألواح وأوتاد متفحمة. وبدت آثار دماء على بعض ألواح الصفيح.

وقال حمد: "عندما تسقط هذه الصواريخ على برج يكون هناك عشرات الشهداء، فكيف عندما يكونون في خيام؟".

وروى فلسطيني آخر قدّم نفسه باسم مهند شهد الحادث لوكالة "فرانس برس": "عندما سمعنا صوت الانفجار، أضاءت السماء فجأة".

وقال مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير، "هناك جثامين متفحمة بفعل الحروق، ويوجد طفل مقطوع رأسه"، مشيراً إلى أن مسببات الحريق "استخدام أسلحة تنتج عنها درجة حرارة تزيد عن 7 آلاف درجة مئوية تصهر جسد الإنسان، وتحرق الأخشاب المتواجدة في غرف النازحين".

وقال المغير الذي أشرف على مكافحة الحريق، إن "عمليات الإنقاذ انتهت الليلة الماضية، فيما استمرت جهود إخماد الحريق لمدة 45 دقيقة"، مضيفاً أن نقص الوقود وشح المياه جعلا مكافحة الحريق صعبة.

وأشار إلى أن بين الإصابات "جرحى مبتوري الأطراف"، وبين الضحايا "أطفال ونساء وكبار في السن".

وفي عيادة تل السلطان في رفح، جُمعت الجثامين، ورُسم سهم يشير إلى المشرحة كتب عليه بالإنجليزية "بلاك زون" (منطقة سوداء). وجلس رجال القرفصاء من مختلف الأعمار ينتحبون بصوت عال.

وقال أحدهم: "لم يكن لدي غيرها"، بينما قال آخر أمام كفن آخر: "ليتني كنت معك يا أخي يا حبيبي". وقال رجل وهو يبكي: "جهزنا للطفل الجديد. ذهبت والطفل معها".

وفي المشرحة، وضعت الجثامين بأكياس بيضاء كتب على بعضها "امرأة"، "طفل"، "مجهول"، أو "امرأة مجهولة".

كانت نساء في المكان يبكين ويعزين بعضهن البعض. في شاحنة صغيرة في الخارج، وضعت جثامين فوق بعضها البعض.

وقال محمد حمد: "من ضمن المشاهد التي رأيتها أم قدمها مقطوعة تبحث عن أولادها، المشهد مؤلم لا يتخيله عقل معظم الشهداء أطفال ونساء، ولا يوجد أي مستشفى برفح إلا المستشفيات الميدانية".

وأضاف حمد: "المشهد صعب. للمرة الأولى، أشاهد مجزرة بهذا الحجم، مقطعين وأشلاء ومحروقين. طوال الليل لم أستطع النوم من الكوابيس التي رافقتي".

ولفت إلى أن الضربة جاءت "بعد قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب والعملية العسكرية في رفح. لكن ما الجدوى؟ كالعادة لا شيء يوقف إسرائيل".

ويقول الفلسطينيون في المكان، إنهم لجأوا إلى هذه المنطقة بعد أن طلب منهم الجيش الإسرائيلي إخلاء منازلهم في أمكنة أخرى من رفح.

وقال أبو محمد النازح من شمال غزة قبل 5 أشهر إلى رفح، "ألقوا منشورات تطالبنا بالذهاب إلى المنطقة الإنسانية في تل السلطان، فامتثلنا وجئنا إلى هنا".

وأضاف: "بالأمس، بينما كنت أتناول العشاء، شعرت فجأة وكأنه زلزال. اهتزّت الأرض بعنف".

وقال محمد أبو قمر (27 عاماً) النازح من شمال قطاع غزة: "جئنا إلى المنطقة الآمنة كما ادعى الاحتلال، فتم قصف المكان الآمن بصواريخ حربية".

وتابع: "اشتعل الحريق في المكان، واحترق الأطفال والنساء والشيوخ، كل يوم في غزة، نعيش محرقة ومجزرة جديدة".

تصنيفات

قصص قد تهمك