باكستان تتطلع لإحياء مشروعات مبادرة "الحزام والطريق" مع الصين

time reading iconدقائق القراءة - 4
قوارب قبالة ساحل جوادر، باكستان، يوم الثلاثاء، 4 يوليو 2018 - Bloomberg
قوارب قبالة ساحل جوادر، باكستان، يوم الثلاثاء، 4 يوليو 2018 - Bloomberg
إسلام آباد-بلومبرغ

تتطلع الحكومة الباكستانية الجديدة لضخ زخم متجدد في المشروعات التي تندرج تحت مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، في محاولة منها لإنعاش اقتصاد البلاد المتعثر.

وكشف وزير التخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة الباكستاني أحسن إقبال، والذي يشارك أيضاً في رئاسة اللجنة المسؤولة عن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، في مقابلة، أن إسلام أباد تتطلع إلى مشاريع مشتركة في مجال الطاقة المتجددة، والتعاون الزراعي، وربما لجذب بعض الشركات الصينية للانتقال إلى باكستان.

وأضاف الوزير: "أنا متفائلٌ للغاية لأنني كنت في الصين مؤخراً وعقدت اجتماعات مع كبار القادة هناك.. أرى اهتماماً كبيراً من الجانب الصيني بإحياء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وكذلك بالدخول في المرحلة الثانية من المشروع".

ويُنظر إلى باكستان على أنها وجهة رئيسية لمشروعات مبادرة "الحزام والطريق"، كما كان الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، والذي يتضمن ميناء في بلدة غوادار الجنوبية ومحطات طاقة جديدة، يُعتبر جوهرة التاج.

وتعثر التقدم في المشروعات الجديدة عقب جائحة كورونا، وفي خضم الصعوبات الاقتصادية المستمرة التي تواجهها باكستان، والتي استدعت تدخل صندوق النقد الدولي.

وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الذي تم انتخابه لولاية ثانية على التوالي في فبراير، يتطلع لإحياء التعاون الاقتصادي مع الصين على مدى العامين الماضيين.

وعندما وقعت إسلام أباد على مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013، كانت البلاد تحت قيادة نواز، الشقيق الأكبر لشهباز.

وتم إطلاق مشروعات تبلغ قيمتها حوالي 25 مليار دولار في المرحلة الأولى، بما في ذلك محطات توليد الطاقة، والتي أنهت العجز المزمن في الطاقة بالبلاد.

ووافقت لجنة باكستانية على مشروع تحديث السكك الحديدية الذي طال انتظاره الأسبوع الماضي، لكنها خفضت تكلفته من 10 مليارات دولار إلى 6.8 مليار دولار.

وأشار وزير التخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة الباكستاني أحسن إقبال، إلى أنه من المرجح أن يزور شريف الصين قريباً.

وتابع: "الأمر سيُعتبر نجاحاً؛ لأنه في الوقت الحالي يتم نقل أكثر من 80 مليون وظيفة من الصين إلى دول أخرى؛ بسبب التكلفة المرتفعة في الصين".

وأضاف: "ذهبوا إلى فيتنام ولاوس وكمبوديا كما تعلمون. هذه البلاد تشهد الآن اكتظاظاً. لذا فهم بالتأكيد يبحثون عن أماكن جديدة".

عودة الثقة

وأعلن وزير التخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة الباكستاني، أن المشروع سيتم على مرحلتين "حتى لا يكون هناك عبء كبير على باكستان". وسيمتد خط السكة الحديد، في مرحلته الأولى، من كراتشي، المدينة الساحلية الجنوبية، إلى ملتان، في ما يزيد قليلاً عن منتصف الطريق إلى العاصمة إسلام آباد.

وأنهت حكومة شريف أيضاً بعض مشروعات مبادرة "الحزام والطريق" الرئيسية التي كانت معلقة لسنوات، وهي مشروع لإمدادات المياه في غوادار، وأعمال التجريف في الميناء، وخط نقل الكهرباء من إيران.

وعلّق إقبال: "كل هذه الأشياء ستمكن الصين من أن ترى أن الحكومة الجديدة جادّة مرة أخرى، وهي أعادت الثقة في أن باكستان الآن، كما تعلمون، جادة بشأن مبادرات الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني".

تحديات اقتصادية

كانت الصين أيضاً مقرضاً مالياً رئيسياً، إلى جانب صندوق النقد الدولي، وساعدت قروضها باكستان على تجنب الإفلاس. وتعاني البلاد من انخفاض النمو بالإضافة لارتفاع مؤشر أسعار المستهلك بوتيرة هي الأسرع في آسيا.

وأدت الصعوبات التي تواجهها إسلام أباد إلى تخلفها عن سداد المدفوعات المتعلقة بمحطات الطاقة التي تمولها الصين.

احتفالاً بالذكرى السنوية العاشرة للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني في العام الماضي، كشف نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنج عن 5 ممرات جديدة، بما في ذلك ممر يركز على النمو لتعزيز النشاط الاقتصادي في باكستان.

وتتعلق القضايا الأخرى بسبل العيش والابتكار والطاقة الخضراء والاتصال الإقليمي.

ويُتوقع أن تشهد المرحلة الثانية من المشروع تقليص دور الحكومة تزامناً مع تشجيع القطاع الخاص على إبرام شراكات مع الشركات الصينية.

أما التركيز الكبير الآخر، وإن كان احتمالاً بعيداً، فهو محاولة جذب الشركات الصينية التي تفكر في الانتقال من الصين، وسط ارتفاع تكاليف العمالة وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

تصنيفات

قصص قد تهمك