أميركا.. تلوث حرائق كاليفورنيا يودي بحياة 52 ألف شخص

time reading iconدقائق القراءة - 4
حرائق مستعرة في مقاطعة سان خواكين بولاية كاليفورنيا الأميركية. 2 يونيو 2024 - AFP
حرائق مستعرة في مقاطعة سان خواكين بولاية كاليفورنيا الأميركية. 2 يونيو 2024 - AFP
لوس أنجلوس-أ ف ب

أودى التلوث الناجم عن حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا بحياة أكثر من 52 ألف شخص خلال عشر سنوات، وسط توقعات بأن يشهد غرب الولايات المتحدة صيفاً حاراً ينذر باندلاع الحرائق، حسبما أفادت دراسة حديثة.

وأثبت الباحثون أن تأثير التلوث الناجم عن الحرائق مدمر على السكان المحليين، متجاوزاً بكثير عدد الوفيات التي تُعزى مباشرة إلى هذه الحرائق.

وركزت الدراسة، التي قادتها ريتشل كونولي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، على تأثير الجسيمات الدقيقة (PM2.5، 2.5 ميكرومتر أو أقل) التي أطلقتها حرائق الغابات بين عامي 2008 و2018، مستبعدة مصادر التلوث الأخرى الناجمة عن النقل أو القطاع الصناعي مثلاً.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 52 ألفاً و480 حالة وفاة مبكرة أقلّه تُعزى إلى الحرائق في كاليفورنيا على مدى عشر سنوات.

وتوصّل فريق الباحثين أيضاً إلى أن التكلفة الإجمالية لرعاية المصابين بلغت 432 مليار دولار.

وقال الباحثون في الدراسة المنشورة في مجلة Science Advances: "إن أهمية إدارة حرائق الغابات ستزداد في العقود المقبلة، مع زيادة حدة الجفاف بسبب تغير المناخ، وتعرّض مزيد من المناطق للحرائق".

وأضافوا أن "هذه النتائج لها آثار مباشرة على كاليفورنيا، وهي ولاية في طليعة الولايات التي تضع سياسة للمناخ مع عدد كبير من المناطق المعرضة للحرائق".

موجة حر مبكرة

وتحترق مساحات كبيرة من الغابات والمراعي كل عام في كاليفورنيا ومناطق أخرى في الولايات المتحدة، ما يتسبب بأضرار بالملايين، ويؤدي أحياناً إلى وفيات كثيرة.

وأجبر حريق شهدته كاليفورنيا، في عام 2022، آلاف السكان على الفرار هرباً من النيران، والتي دمرت منازل، وأتت على مساحات جافة في الولاية الأميركية بعدما أججتها رياح قوية وعواصف رعدية.

وتأتي الدراسة في الوقت الذي تضرب فيه موجة حر مبكرة غرب الولايات المتحدة.

وقد وصلت درجة الحرارة في لاس فيجاس إلى 44 درجة مئوية، الخميس، بينما سجّلت درجة الحرارة في "وادي الموت" 49 درجة مئوية.

وتثير درجات الحرارة هذه مخاوف من موسم حرائق حاد جداً عام 2024، بعد عامين مقبولين نسبياً بسبب فصول شتاء ممطرة.

بعد نحو 20 عاماً من الجفاف المتزايد، شهدت كاليفورنيا معدلاً مقلقاً من الحرائق الضخمة هذا القرن، مع تسجيل 18 من أكبر 20 حريقاً في الولاية خلال العقدين الفائتين.

في فبراير، أظهرت وكالة مراقبة الجفاف الأميركية، وهي مبادرة من جامعة نبراسكا لينكولن، أن أجزاء صغيرة من شمال وجنوب شرقي كاليفورنيا تعاني حالياً من الجفاف "غير الطبيعي".

فمنذ بداية عام 2020، وحتى عام 2023، عانت الولاية من فترات جفاف "شديدة واستثنائية"، وفقاً للوكالة.

ويحذّر الخبراء من أن كاليفورنيا والغرب الأميركي لم يفلتوا بعد من الأحوال المناخية طويلة المدى التي ألقت بالمنطقة في أتون الـ22 عاماً الأكثر جفافاً على مدى 12 قرناً في الفترة من 2000 إلى 2021، وفقاً لدراسة أجرتها دورية Nature Climate Change.

وشهد الغرب الأميركي، في السنوات الأخيرة، حرائق غابات بحجم وشدة استثنائيين مع إطالة ملحوظة لموسم الحرائق، وهي ظاهرة ينسبها العلماء إلى احترار المناخ.

تصنيفات

قصص قد تهمك