توافد مئات الآلاف إلى مدينة مكة المكرمة، في غرب السعودية، لأداء فريضة الحج في انتظار بدء المناسك، يوم الجمعة المقبل، في ظل متوسط حرارة يبلغ حوالي 44 درجة مئوية، بحسب توقعات رسمية نقلتها "فرانس برس".
وفي المسجد الحرام، الأكبر في العالم، بدأ الحجاج الذين يرتدون لباس الإحرام الأبيض، بالطواف حول الكعبة، وبحسب السلطات السعودية، فقد وصل 1.2 مليون شخص، من دون احتساب المتواجدين من داخل المملكة.
وشارك في العام 2023 أكثر من 1.8 مليون شخص، جاء نحو 90% منهم من خارج المملكة، معظمهم من الدول الآسيوية والعالم العربي.
وفي عامي 2020 و2021، أجبرت جائحة "كوفيد-19" المملكة على تقييد عدد الحجاج ببضعة آلاف، مقارنة بـ2.5 مليون في 2019، وبالعدد القياسي المسجل العام 2012 والبالغ أكثر من 3.1 ملايين.
مناسك الحج
وبدورها، قالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن جميع الجهات الحكومية تعمل على سهولة الحركة داخل وخارج المسجد الحرام، وتنظيم حركة الحشود بشكل مستمر من ضيوف الرحمن بسلاسة وفق الأماكن المخصصة للصلاة، وأداء المناسك وتهيئة الأماكن لهم لأداء الصلوات مع تفعيل كامل الخدمات والتسهيلات، وتوفير خدمات "سقيا زمزم"، وكافة وسائل الراحة والسكينة ، التي تمكن قاصدي المسجد الحرام من أداء الصلوات والعبادات بكل يسر وسهولة.
وأضافت: عملت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والجهات المعنية العاملة في المسجد الحرام على تنظيم الحشود من أجل استيعاب الأعداد المتزايدة من ضيوف الرحمن في المسجد الحرام وساحاته، وتهيئة جميع الخدمات لتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وفي السياق، أوضحت أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، أتاحت لخدمة ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة خدمة "النقل الترددي" على مدار الساعة لضيوف البرنامج من مقار سكنهم في مكة المكرمة إلى المسجد الحرام ذهاباً، وإياباً.
وتابعت: تهدف وزارة الشؤون الإسلامية من خلال خدمة النقل الترددي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة إلى تمكين ضيوف الرحمن من التنقل عبر وسائل النقل العام من وإلى المسجد الحرام، عبر مسارات محددة من قبل الجهات المختصة، وتقليل الكثافة والازدحام في المنطقة المركزية خلال موسم حج هذا العام؛ من أجل الإسهام في تيسير كل السبل لضيوف الرحمن، لينعموا بتأدية مناسكهم الدينية بكل يسر وأمان.
وعبَّر عددٌ من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، وفق الوكالة، عن شكرهم، لوزارة الشؤون الإسلامية، على خدمة النقل الترددي من وإلى المسجد الحرام، والذي أتاح لهم أداء الصلوات الخمس المفروضة في الحرم المكي الشريف خلال رحلة مناسكهم للحج.
حجاج بيت الله الحرام
من جانبها، كثّف الجهات الحكومية بالمدينة المنورة أعمالها الميدانية لتفويج الأعداد المتبقية من ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة عبر مراكز تفويج الحافلات، وميقات ذي الحليفة على مدار الساعة.
وتشهد أعمال تفويج الحجاج بطريق الهجرة بالمدينة المنورة، كثافة عالية وسط منظومة من الخدمات الأمنية والصحية، وخدمات الإرشاد والتوجيه الميداني للحافلات، للتأكد من تيسير حركة وانتقال الحجاج لمكة المكرمة بكل سهولة وتنسيق متكامل بين جميع الجهات ذات العلاقة بأعمال الحج.
وأوضح مدير فرع النقابة العامة للسيارات بالمدينة المنورة مازن ثروت لـ "واس" أن النقابة استعدت مُبكراً بكافة كوادرها وآلياتها لتهيئة الحافلات المُقلة لضيوف الرحمن في رحلتهم الإيمانية إلى المشاعر المُقدسة، مُشيراً إلى تموضع الفرق الميدانية وورش الصيانة المُتنقلة على امتداد طريق الهجرة الرابط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، إلى جانب المراكز المُساندة للإشراف على سهولة انتقال ضيوف الرحمن لمكة.
وأضاف "ثروت" أنه تم تهيئة وتجهيز ما يزيد عن 1700 حافلة للمغادرة من المدينة المنورة باتجاه مكة المكرمة، حيث تم الكشف على جميع الحافلات فنياً من قبل فريق فني متخصص لتهيئة كُل سُبل الراحة لضيوف الرحمن.