الكويت.. حبس مواطن ومقيميْن بتهمة القتل الخطأ في "حريق المنقف"

أمرت النيابة العامة في الكويت، الخميس، بحبس مواطن ومقيميْن احتياطياً لاتهامهم بالقتل والإصابة الخطأ في حادث حريق المنقف الذي وقع الأربعاء، وأودى بحياة نحو 50 شخصاً غالبيتهم من العمال الهنود.

وقالت النيابة في بيان إن القتل والإصابة الخطأ جاء نتيجة "الإهمال بإجراءات الأمن والسلامة للوقاية من الحريق"، مشيرة إلى أنه يجري استكمال التحقيق في الحادث.

وذكرت النيابة أن 49 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب 49 آخرون، جراء الحريق الذي اندلع في منطقة المنقف بمحافظة الأحمدي في جنوب البلاد.

وقالت قوة الإطفاء العام في الكويت، الخميس، إن الحريق حدث بسبب "ماس كهربائي"، وأضافت في بيان أن التحقيقات خلصت إلى أن الحريق بدأ في غرفة حارس البناية في الطابق الأرضي للبناية المؤلفة من 6 طوابق وكان يسكنها 196 عاملاً، وأشارت إلى أن "نتائج التحقيق كشفت أن سبب الحريق ناتج عن ماس كهربائي".

وقال وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا في تصريحات صحافية إن "أحد الجرحى انتقل إلى رحمة الله" فجراً، بعد إعلان مصرع 49 شخصاً الأربعاء. وأضاف أن "غالبية الضحايا" من الجنسية الهندية.

"كارثة حقيقية"

كان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية في الكويت، الشيخ فهد اليوسف، قال الأربعاء إن "ما حدث بالمنقف كارثة حقيقة".

وأكد "اليوسف" أن "ما حدث كان نتيجة لجشع وطمع أصحاب الشركات وأصحاب البنايات"، منوهاً إلى أنه قام بإعطاء أوامره بشكل فوري وبدون سابق إنذار للجهات المعنية في بلدية الكويت والقوى العامة للتعامل الفوري مع التعديات بالبنايات السكنية والمواقع الأخرى لتلافي هذا النوع من الحوادث.

وأشار إلى أنه وجّه أوامره بحجز صاحب الشركة وصاحب البناية وحارسها والتحفظ عليهم، لحين انتهاء الأدلة الجنائية من عمليات التفتيش والتدقيق.

ونقل التلفزيون الرسمي عن مسؤول بالإطفاء قوله إن المبنى الذي اندلع فيه الحريق كان يُستخدم سكناً للعمال، لافتاً إلى أنه تم إنقاذ الكثير منهم.

وتستقبل الكويت أعداداً كبيرة من العمال الأجانب، خاصة من جنوب وجنوب شرق آسيا، ويعمل معظمهم في قطاع البناء أو الخدمات.

اختبارات حمض نووي 

وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في منشور على موقع "X" ليل الأربعاء، إن بلاده "تبذل كل ما في وسعها لمساعدة المتضررين من مأساة الحريق المروعة هذه".

وأعلن مكتب مودي أن عائلات الضحايا ستحصل على 200 ألف روبية (2400 دولار).

وقال وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية كيرتي فاردان سينج، الذي وصل لمساعدة الناجين وإعادة الرفات على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الهندية، إن هناك حاجة لإجراء اختبار الحمض النووي لتحديد هوية بعض الضحايا.

وصرح لوسائل إعلام هندية أن "بعض الجثث متفحمة لدرجة يصعب التعرف عليها، لذا تجري اختبارات الحمض النووي لتحديد هوية الضحايا".

وفي مانيلا، قالت إدارة العمال المهاجرين إن ثلاثة فلبينيين لقوا حتفهم بسبب استنشاق الدخان، وأن اثنين آخرين في حالة حرجة بينما نجا ستة بدون أن يصابوا بأذى.

ويعدّ هذا الحريق من أسوأ الحرائق التي شهدتها الكويت، وكانت الكويت شهدت في العام 2009 حريقاً أودى بحياة بأكثر من 50 شخصاً، بعدما أضرمت امرأة النار في خيمة عرس زوجها في منطقة العيون بمحافظة الجهراء.

وأقدمت حينها نصرة العنزي على إلقاء البنزين على الخيمة، وأشعلت فيها النار بينما كان الناس يحتفلون في الداخل. وتم إعدامها شنقاً في عام 2017 بسبب الجريمة التي كان من بين ضحاياها الكثير من النساء والأطفال.