كشفت دراسة أجرتها مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار في واشنطن، الاثنين، أن الولايات المتحدة تتخلف 15 عاماً عن الصين في تطوير الطاقة النووية عالية التقنية، إذ جاء تفوق بكين بفضل النهج التقني المدعوم من الدولة، فضلاً عن التمويل المكثف.
وأظهرت الدراسة أن لدى الصين 27 مفاعلاً نووياً قيد الإنشاء بمتوسط زمني للبناء يبلغ نحو 7 سنوات، وهو أسرع بكثير من الدول الأخرى.
وجاء في التقرير الخاص بالدراسة، أن "نشر الصين السريع لمحطات الطاقة النووية الأكثر حداثة من أي وقت مضى، ينتج عنه مع الوقت تأثيرات اقتصاديات الحجم والتعلم بالممارسة، ما يشير إلى أن الشركات الصينية ستكتسب ميزة من الابتكار المتزايد في هذا القطاع من الآن فصاعداً".
بدوره، قال معد التقرير ستيفن إيزيل، إنه "إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن الطاقة النووية، فإن عليها وضع استراتيجية وطنية قوية تتضمن المزيد من الاستثمار في البحث والتطوير وتحديد وتسريع التقنيات الواعدة ودعم تنمية القوى العاملة الماهرة. رغم تخلف أميركا عن الركب، فمن المؤكد أنها تستطيع اللحاق به تقنياً".
وتستطيع البنوك المملوكة للدولة في الصين، أن تقدم قروضاً بفائدة منخفضة تصل إلى 1.4 %، وهي نسبة تقل كثيراً عن الاقتصادات الغربية.
وبدأ تشغيل أول مفاعل في العالم مرتفع الحرارة مبرد بالغاز من الجيل الرابع في خليج شيداو بالصين في ديسمبر الماضي، إذ تقول جمعية الطاقة النووية الصينية إن المشروع قائم على مواد منتجة محليا بنسبة 93.4 %.
مفاعلات نووية تدخل الخدمة
وفي مايو الماضي، دخل المفاعل الثاني من مفاعلين نوويين جديدين في ولاية جورجيا الأميركية، مرحلة التشغيل التجاري، متوجاً مشروعاً كلف مليارات الدولارات واستغرق سنوات أطول مما كان متوقعاً في الأصل.
ووفق ما أفادت به شبكة ABC News، فقد أعلنت شركة Georgia Power وشركاؤها المالكون عن تحقيق إنجاز بارز بالنسبة للوحدة الرابعة في محطة "فوجتل" Vogtle، والتي تنضم إلى مفاعل جديد سابق جنوب شرقي مدينة أوجستا في تقسيم الذرات لإنتاج كهرباء خالية من الكربون، ما سيساهم في قلب آفاق الطاقة النووية في الولايات المتحدة على المدى القريب رأساً على عقب.
وبدأت الوحدة 3، التشغيل التجاري في الصيف الماضي، لتنضم إلى مفاعلين قديمين ظلا قائمين في الموقع منذ عقود، وهما أول مفاعلين نوويين تم بناؤهما في الولايات المتحدة منذ عقود.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر عدد من محطات الطاقة النووية في العالم، وتعتبر إدارة الرئيس جو بايدن أن ذلك المصدر لتوليد الكهرباء الخالي من الانبعاثات شديد الأهمية لكبح تغير المناخ.
ولكن بعد تشغيل محطتين كبيرتين في ولاية جورجيا في عامي 2023 و2024 بتكاليف تخطت الميزانية بمليارات الدولارات وبعد تأخر دام لسنوات، لا توجد أي مفاعلات نووية جديدة قيد الإنشاء.