"أسوأ مستويات المجاعة".. الكارثة تهدد 14 منطقة سودانية بسبب الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 5
مدنيون فارون من الصراع في السودان ينتظرون إجراءات تسجيل اللجوء في المفوضية السامية للأمم المتحدة، في الرنك، جنوب السودان.  18 ديسمبر 2023 - AFP
مدنيون فارون من الصراع في السودان ينتظرون إجراءات تسجيل اللجوء في المفوضية السامية للأمم المتحدة، في الرنك، جنوب السودان. 18 ديسمبر 2023 - AFP
القاهرة/ دبي-رويترزالشرق

حذَّر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد دولي لمراقبة الجوع، الخميس من خطر المجاعة في 14 منطقة بأنحاء السودان إذا تصاعدت الحرب أكثر بين طرفي الصراع هناك.

ويعني هذا التقييم أن ثمة فرصة حقيقية بحدوث مجاعة في ظل أسوأ تصورات لتطور الأوضاع في تلك المناطق التي تشمل أجزاء من العاصمة الخرطوم، ودارفور، وكردفان، وولاية الجزيرة.

وكشف التقرير عن أن نحو 755 ألفاً في السودان يواجهون "وضعاً كارثياً" هو أحد أسوأ مستويات الجوع الشديد. وقدَّرت منظمة إنقاذ الطفولة "Save the Children"، عدد الأطفال بين هؤلاء المنكوبين بأكثر من 355 ألف طفل سوداني.

ويعاني 8.5 مليون نسمة، أو نحو 18% من السكان، نقصاً في الغذاء، قد يُسفر عن سوء تغذية حاد ووفاة، أو يتطلب استراتيجيات تعامل طارئة وفقاً لهذا التحديث.

ووفق بيان من المنظمة، الخميس، فقد تضاعف تقريباً عدد الأطفال السودانيين الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء خلال ستة أشهر، حيث يعاني حوالي 75% من الأطفال الآن من الجوع يومياً، حيث يدفع الصراع أزمة الجوع إلى مستويات قياسية، مما يثير مخاوف من ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال.

16.4 مليون طفل جائع

ووجدت منظمة إنقاذ الطفولة أن 16.4 مليون طفل، أو ثلاثة من كل أربعة أطفال، يواجهون الآن "أزمة" مستويات الجوع الطارئة" أو "الكارثية"، ارتفاعاً من 8.3 مليون في ديسمبر الماضي.

وقال المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في السودان، عارف نور: "هذه الأرقام الجديدة تجعل الدماء تتجمد في عروقنا. لقد حوَّلت أربعة عشر شهراً من الصراع المدمر سلة غذاء السودان إلى ساحات قتال. ويواجه الآن مئات الآلاف من الأطفال، الذين تمكنوا من تفادي الرصاص والقنابل، الموت جوعاً ومرضاً".

وبنبرة يائسة، أضاف: "أين الغضب الجماعي، والعمل اللازم لمعالجة هذه المهزلة؟ لقد فات الأوان بالفعل لمنع انتشار الجوع، وسوء التغذية على نطاق واسع. ولكن من خلال العمل الفوري، والمنسَّق، يمكننا إنقاذ الأرواح، وسوف يحكم علينا التاريخ إن لم نفعل ذلك".

الجيش السوداني و"الدعم السريع"

ونشبت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من 14 شهراً في العاصمة، ثم انتشرت سريعاً إلى مناطق أخرى في البلاد.

وأشعلت الحرب فتيل موجات من أعمال العنف بدوافع عرقية في منطقة دارفور غرب السودان، وتسببت كذلك في أكبر أزمة نزوح في العالم، وقسَّمت السيطرة على مناطق في البلاد بين طرفي الصراع.

ومبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هي تعاون بين عدة جهات تشمل وكالات في الأمم المتحدة، وحكومات، وجماعات إغاثة وتصدر عنها تقييمات معترف بها دولياً بشأن أزمات الغذاء.

وقف الحرب في السودان

والمرحلة الخامسة هي التحذير الأشد من المبادرة، وتنقسم لمستويين هما الوضع الكارثي والمجاعة.

وأكدت المبادرة على أن تقييمها الصادر، الخميس، يشير إلى أن المجاعة قد تحدث باحتمال كبير إذا تدهورت الأوضاع في 14 منطقة إلى أسوأ التصورات عنها.

ويمكن إعلان وضع المجاعة إذا عانى 20% على الأقل من السكان في منطقة ما من نقص بالغ الحدة في الغذاء مع إصابة 30% على الأقل من الأطفال بسوء تغذية حاد، وإذا بلغ معدل الوفيات في كل عشرة آلاف نسمة شخصين يومياً من الجوع، وسوء التغذية، والمرض.

ودعت منظمة إنقاذ الطفولة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وإحراز تقدم ملموس نحو اتفاق سلام دائم، معلنة مواصلة الضغط من أجل وصول المساعدات الإنسانية، بشكل آمنٍ، ودون عوائق، إلى المدنيين عبر الطرق الحدودية، وخطوط القتال داخل السودان، وحماية البنية التحتية الحيوية الضرورية للنظم الغذائية، مثل الأسواق، والأراضي الزراعية، ومرافق التخزين.

كما ناشدت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في السودان بالكامل لإنقاذ حياة الأطفال.

منذ إقرار نظام التحذير لدى مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قبل 20 عاماً، جرى إعلان وقوع مجاعة مرتين فقط في أجزاء من الصومال عام 2011، وفي أجزاء من دولة جنوب السودان في 2017.

تصنيفات

قصص قد تهمك