وقّعت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، الثلاثاء، اتفاقية تعاون إستراتيجي في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية.
وتهدف الاتفاقية الموقعة بين البلدين إلى "تعزيز تعاونهما في مجال الفضاء والاستكشاف العلمي، وزيادة الاستثمار المشترك في الأنشطة التجارية المختلفة، وإنشاء إطار قانوني شامل يسهل التعاون بينهما لتبادل الخبرات وتطوير برامج مشتركة"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
كما حددت الاتفاقية مجالات العمل المشترك بين الطرفين، والتي تشمل "علوم الفضاء والأرض، والملاحة الجوية، والمهمات الفضائية، والتعليم، بالإضافة إلى العديد من المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك"، بحسب "واس".
وذكرت الخارجية الأميركية أن هذه الاتفاقية تُعرّف باسم "الاتفاقية الإطارية بين حكومة الولايات المتحدة الأميركية وحكومة المملكة العربية السعودية بشأن التعاون في مجال الطيران واستكشاف واستخدام الفضاء الجوي والفضاء الخارجي للأغراض السلمية"، مشيرة إلى أنها "ستضع إطاراً قانونياً لتسهيل وتعزيز التعاون بين البلدين".
وأشارت "واس" إلى أن هذه الاتفاقية الإستراتيجية تعد "تتويجاً للدعم والتمكين الذي يحظى به قطاع الفضاء من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان"، و"الجهود الحثيثة المبذولة بين الجانبين لتطوير العلاقة الإستراتيجية بين البلدين".
وأفادت الخارجية الأميركية بأن مدير وكالة "ناسا" بيل نيلسون وقع الاتفاقية نيابة عن الولايات المتحدة، فيما وقعها الرئيس التنفيذي لـ"وكالة الفضاء السعودية" محمد بن سعود التميمي نيابة عن المملكة.
تعزيز القدرات السعودية في مجال الفضاء
وقال رئيس مجلس إدارة "وكالة الفضاء السعودية" عبد الله السواحه، إن "الاتفاقية تمثل نقطة تحول في رحلة المملكة نحو بناء قطاع فضاء قوي ومزدهر"، مشيراً إلى أنها "تعكس التزام المملكة الراسخ بالتقدم والابتكار في مجال الفضاء، وسعيها المستمر لتعزيز مكانتها كونها شريكاً مهماً على الساحة العالمية، للاستكشاف الفضائي والاستكشاف العلمي".
بدوره أوضح الرئيس التنفيذي لـ"وكالة الفضاء السعودية " محمد التميمي، أنه "من خلال هذه الشراكة الإستراتيجية، سيتم العمل على تحديد المجالات ذات الاهتمام المشترك والسعي إلى تطوير التعاون بين الجانبين، مما يعزز القدرات الوطنية في مجالات الملاحة الجوية واستكشاف الفضاء والتطبيقات الفضائية، ويمكّن المملكة من اغتنام كافة الفرص المتاحة لتحقيق التقدم العلمي والتقني، ويعزز دورها كلاعب رئيس في هذا المجال على الصعيدين الإقليمي والعالمي".
ونقلت "واس" عن مدير "ناسا" بيل نيلسون قوله، إنه يتطلع لـ"تعزيز التعاون مع المملكة في مجال الفضاء"، مضيفاً: "زيارتي للسعودية في وقت سابق من هذا العام أظهرت لي الإمكانات الهائلة للتعاون بيننا، ونحن الآن في العصر الذهبي للاستكشاف، وهو عصر يعتمد على الشراكة، وهذه الاتفاقية الجديدة توضح كيف سنعمل ونستكشف معاً لصالح البشرية، وأنا متحمس لرؤية ما يمكننا تحقيقه معاً".
"الرحلات الجوية وحملات المناطيد"
وبحسب ما جاء في الاتفاقية، "سيُجرى تنفيذ البرامج المتفق عليها في مختلف الاستخدامات، مثل الرحلات الجوية وحملات المناطيد وتبادل البيانات العلمية والمشاركة في ورش العمل والاجتماعات المشتركة، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى التي تعزز التعاون والتقدم في مجال الفضاء"، وفق "واس".
ومن المتوقع أن تسهم الاتفاقية في "ترسيخ مستقبل التعاون بين البلدين في هذا القطاع الحيوي، كما أنها تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق فوائد محتملة لكليهما، مع تعزيزها لمكانة المملكة بصفتها لاعباً رئيساً في المجال الفضائي على المستويين الإقليمي والعالمي"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وقالت الخارجية الأميركية إن هذه الاتفاقية تنص أيضاً على أهمية "اتفاقيات أرتميس"، التي وقعتها الولايات المتحدة في أكتوبر 2020 ووقعتها السعودية في يوليو 2022، مما يعكس التزام البلدين على استكشاف الفضاء بشكل شفاف وآمن ومسؤول.