كندا .. حريق غابات هائل يجتاح مدينة سياحية والأمطار تساعد رجال الإطفاء

قالت السلطات الكندية، الجمعة، إن حريق غابات هائل دمر نحو ثلث مدينة جاسبر السياحية غرب كندا، إذ لا يزال الحريق خارج نطاق السيطرة، بينما تساعد الأمطار والطقس البارد، رجال الإطفاء في عمليات الإخماد.

وذكرت رئيسة الوزراء الكندية ألبرتا دانييل سميث أن "الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة والعمل الشاق من جانب أفراد الإطفاء، عوامل ساهمت في الحد من نشاط الحرائق بشكل كبير".

وأضافت في مؤتمر صحافي: "من المهم أن نشير إلى أن الحريق لا يزال خارج نطاق السيطرة، ولا يزال من غير الآمن عودة الأشخاص".

وأوضحت إدارة المتنزهات الكندية، أن الأمطار التي هطلت، الخميس، تراوح منسوب مياهها بين 10 و15 مليمتراً، ومن المرجح أن تبقي مستوى الحرائق منخفضاً حتى مطلع الأسبوع المقبل.

وأعلن مجلس مدينة جاسبر أن دماراً لحق بنحو 358 مبنى من إجمالي 1113 داخل المدينة، وهو ما يعادل أكثر من 32%.

وأوضح ديفيد ليوني، وهو واحد من آلاف السكان الذين أجلتهم السلطات، أن عائلته فقدت منزلها الذي كانت تعيش فيه منذ 10 سنوات.

وقال لشبكة التلفزيون الكندية: "لا زلت أشعر بصدمة كبيرة حتى بعد مرور يوم ونصف على ذلك".

واستأنفت شركة السكك الحديدية الوطنية الكندية "سي.إن ريل"، إحدى أكبر شركات السكك الحديدية في البلاد، حركة البضائع عبر متنزه جاسبر الوطني، الجمعة، بعد أن أجبرها الحريق على وقف عملياتها مؤقتاً.

وقالت الشركة في بيان :"إن اتصالاتها مع المسؤولين لم تتوقف، وإنها تراقب الطقس وحركة الحرائق".

وتقع مدينة جاسبر وسط متنزه جاسبر الوطني الجبلي في ألبرتا، وهو أحد مناطق الجذب السياحي الرئيسية، إذ كانت السلطات قد أخلت، الاثنين الماضي، المدينة والمتنزه اللذين يجذبان أكثر من مليوني سائح سنوياً.

مساعدة اتحادية

وذكر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الخميس، أن الحكومة، وافقت على طلب ألبرتا للحصول على مساعدة اتحادية.

وأضاف: "سننشر موارد القوات المسلحة، وسندعم عمليات الإجلاء، وسنوفر المزيد من موارد حرائق الغابات الطارئة في الإقليم على الفور، وننسق أعمال مكافحة الحرائق والمساعدة في النقل الجوي".

ولا تنفصل هذه الحرائق التي تشهدها كندا عن تداعيات التغير المناخي على شعوب العالم.

وهذا الشهر، سجَّل العالم درجات حرارة هي الأعلى في التاريخ، إذ تشير البيانات الأولية الصادرة عن خدمة التغير المناخي التابعة للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكس"، إلى أن، الاثنين، (22 يوليو)، سجَّل أعلى متوسط ​​درجة حرارة على الإطلاق على وجه الأرض.

وبلغ متوسط درجات الحرارة العالمية بالفعل عتبة مناخية رئيسية لمدة 12 شهراً أو تجاوزها، ما يبرز التحدي في خفض درجات الحرارة إلى ما دون 1.5 درجة فوق حقبة ما قبل عصر الثورة الصناعية.

ويزيد تغير المناخ من وتيرة وشدة موجات الحر، ويجلب معه ظواهر الطقس المتطرفة مثل الفيضانات، وحرائق الغابات.