بعد جدل هويتها الجنسية.. الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تضمن ميدالية أولمبية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تفوز بجدارة على المجرية آنا لوكا هاموري في منافسات دور الثمانية بدورة الألعاب الأولمبية في باريس. 3 أغسطس 2024 - رويترز
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تفوز بجدارة على المجرية آنا لوكا هاموري في منافسات دور الثمانية بدورة الألعاب الأولمبية في باريس. 3 أغسطس 2024 - رويترز
باريس/ دبي-رويترزالشرق

‭ ‬فازت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف على المجرية لوكا آنا هاموري، بدور الثمانية لوزن الوسط للسيدات في أولمبياد باريس، السبت، لتضمن لبلادها أول ميدالية أولمبية في الملاكمة منذ عام 2000، والأولى على الإطلاق في منافسات ملاكمة السيدات.

وتفوقت إيمان خليف بإجماع آراء الحكام، ثم بكت بحرقة قبل مغادرة الحلبة في ظل تعرضها لهجوم من وسائل إعلام وبعض المنافسات، بداعي أنها لا يحق لها المشاركة في منافسات السيدات، بسبب عدم اجتياز اختبارات الأهلية الجنسية سابقاً.

وحتى إذا خسرت الملاكمة الجزائرية في الدور قبل النهائي أمام التايلاندية جانجيم سوانافينج، يوم الثلاثاء المقبل، فإنها ستحصل مباشرة على ميدالية برونزية، وفقا للوائح منافسات الملاكمة، على عكس ألعاب أخرى تحتاج إلى مواجهة لتحديد ثالث الترتيب.

واحتاجت  إيمان خليف إلى 46 ثانية لتبلغ دور الثمانية يوم الخميس الماضي، بعد انسحاب الإيطالية أنجيلا كاريني عقب التعرض لأول لكمة. 

وكانت إيمان خليف، الحائزة على الميدالية الفضية في بطولة العالم 2022، والملاكمة التايوانية لين يو-تينج في دائرة الضوء مؤخراً ضمن خلاف بشأن الجنس هيمن على عناوين الأخبار، وكان موضوعاً للكثير من النقاش على منصات التواصل الاجتماعي.

وتم استبعاد الملاكمتين من بطولة العالم 2023 في نيودلهي بعد فشلهما في اجتياز قواعد أهلية رابطة الملاكمة الدولية، التي تمنع الرياضيين الذين لديهم هرمونات ذكورية من المنافسة في منافسات السيدات.

لكن توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية دافع عن إيمان خليف، وقال إنها "ولدت امرأة ونشأت كامرأة، وهي امرأة في وثيقة السفر"، كما توعدت اللجنة الأولمبية الجزائرية بالملاحقة القضائية لكل من يتجاوز بحق الملاكمة.

وفي وقت سابق الجمعة، افتتح المتحدث الرئيسي باسم اللجنة، مارك آدامز، المؤتمر الصحافي اليومي بقراءة بيان شديد اللهجة حول السجال الدائر بشأن أهلية إيمان خليف، مؤكداً أنها أنثى بنسبة 100%، وقال إن "المنافسات الأولمبية تحترم قواعد الأهلية.. وكل القواعد الطبية المعمول بها".

وأشار آدامز إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية ليس لديها معلومات عن المعايير الدقيقة التي أدت إلى منع خليف، واللاعبة التايوانية، لين يو تينج، من مسابقة نيودلهي، مشيراً إلى أن وثائق الاتحاد الدولي للملاكمة، تقول إن القرار اتخذ من شخص واحد هو رئيس الاتحاد، وكانت اللجنة الأولمبية الدولية وصفت القرار بأنه "مفاجئ وتعسفي".

وتابع في المؤتمر الصحافي: "للتأكيد، ولدت الملاكمة الجزائرية أنثى، وسُجّلت أنثى، وتعيش حياتها كأنثى، وتمارس الملاكمة كأنثى، ولديها جواز سفر أنثى.. هذه ليست حالة متحولة جنسياً.. هناك إجماع علمي على ذلك. علمياً، هي ليست رجلاً يقاتل امرأة. وأعتقد أننا بحاجة إلى توضيح ذلك".

وأبدى آدمز انفتاح اللجنة الأولمبية الدولية على إعادة النظر في متطلبات أهلية الجنس في المستقبل، لكنه أكد أن لا شيء سيتغير في الألعاب الحالية.

واستنكر المتحدث الرئيسي باسم اللجنة الأولمبية الدولية سلسلة الإساءات عبر الإنترنت ضد الرياضية الجزائرية إيمان خليف في أعقاب مباراة الخميس المثيرة للجدل، قائلاً "لا أحد يحب أن يرى الإساءات عبر الإنترنت. لقد شهدنا حالات عديدة، وهذا أمر غير مقبول، نأمل أن يتوقف ذلك، لست متأكداً من قدرتنا على إيقافه. لكنه ليس مفيداً ولا يساعد في الألعاب".

من هي إيمان خليف؟

ولدت إيمان خليف في عام 1999، في إحدى المناطق الريفية شمالي غرب الجزائر، وفي البداية لم يوافق والدها على مشاركة الفتيات في رياضة الملاكمة، لأنها لا تتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعها المحافظ، لكنها أصرت على تحقيق حلمها متخلية عن رياضة كرة القدم التي كانت تمارسها في فترة المراهقة، وكانت إيمان تضطر إلى التنقل لمسافة 10 كيلو مترات حتى تصل إلى الصالات الرياضية التي توفر لها بيئة التدريب، والمعدات الملائمة.

وفي نهاية المطاف، لفتت هذه الشابة، انتباه المنتخب الوطني الجزائري للملاكمة، إذ ظهرت لأول مرة منافسة كبرى عام 2018، عندما شاركت في بطولة العالم للاتحاد الدولي للملاكمة، غير أنها خسرت في الجولة الأولى، ثم استمرت سلسلة الخسائر لتصل إلى 5 في أول 6 نزالات.

رغم الهزائم، لم تستسلم إيمان، بل واصلت التدريب والتطور في مستواها، وكانت واحدة من أول 3 ملاكمات جزائريات تم إرسالهن إلى طوكيو في الألعاب الأولمبية 2020، وفازت بمباراتها الافتتاحية، لكنها خسرت الثانية أمام الإيرلندية كيلي هارينجتون الحائزة على الميدالية الذهبية.

تصنيفات

قصص قد تهمك