فازت الجزائرية إيمان خليف بذهبية مسابقة الملاكمة للسيدات وزن 66 كيلو جرام في أولمبياد باريس، بعد تغلبها على منافستها الصينية يانج ليو بـ3 مجموعات متتالية، وصرحت بعد المباراة قائلة: "أنا امرأة مثل كل النساء".
وأهدت خليف (25 عاماً) بلادها الذهبية الثانية في أولمبياد باريس بعد كايليا نمور، التي فازت بذهبية العارضتين في الجمباز.
كما أصبحت إيمان أول ملاكمة جزائرية تفوز بميدالية أولمبية. كما أعادت الذهب إلى بلادها في رياضة الملاكمة منذ فوز حسين سلطاني في أولمبياد أتلانتا عام 1996.
وواجهت البطلة الجزائرية حملة انتقادات وتشكيكاً في هويتها الجنسية، خصوصاً من اليمين المتطرف حول العالم، خلال المراحل الأولى من المنافسات، لكنّها نجحت في مواصلة المشوار واقتنصت الذهبية.
"ردي على الحملة الشرسة كان في الحلبة"
وقالت خليف بعد الفوز: أنا امرأة مثل كل النساء، لقد ولدت أنثى وكبرت أنثى"، مضيفة: "أنا سعيدة للغاية. هذا حلمي منذ 8 سنوات. أنا اليوم بطلة أولمبية، وحاصلة على الميدالية الذهبية. أنا سعيدة للغاية. أود أن أشكر كل الناس الذين جاءوا لدعمي. أشكر الجزائر، وأشكر باريس"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
وتابعت: "تعلمون العناء والحملة التي تعرضت لها، والحمد الله العناء والتعب توج بالذهبية التي أهديها للشعب الجزائري والعربي، خاصة بعد العدد الكبير من الرسائل التي تلقيتها من كل أنحاء العالم وكذلك الدول العربية وأهديهم هذه الميدالية، بعد الحملة الشرسة التي تعرضت لها، والتي كان ردي عليها دائماً في الحلبة".
وكتب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على منصة "إكس" قائلاً: "كلنا فخر واعتزاز بكِ، أيتها البطلة الأولمبية إيمان.. انتصارك اليوم هو انتصار الجزائر وذهبك ذهب الجزائر..شكرا لكِ إيمان خليف".
وكانت "رابطة الملاكمة الدولية" استبعدت إيمان من بطولة العالم 2023، بزعم أنها لم تجتز اختبارات الأهلية الجنسية، لكن اللجنة الأولمبية الدولية وافقت على مشاركتها.
ودافعت اللجنة الأولمبية الدولية عن إيمان خليف، وقالت إنها "ولدت امرأة ونشأت كامرأة، وهي امرأة في وثيقة السفر"، كما توعدت اللجنة الأولمبية الجزائرية بالملاحقة القضائية لكل من يتجاوز بحق الملاكمة.
وقال المتحدث الرئيسي باسم اللجنة مارك آدامز في مؤتر صحافي بعد الجدل الذي أثير حول الملاكمة الجزائرية "للتأكيد، ولدت الملاكمة الجزائرية أنثى، وسُجّلت أنثى، وتعيش حياتها كأنثى، وتمارس الملاكمة كأنثى، ولديها جواز سفر أنثى.. هذه ليست حالة متحولة جنسياً.. هناك إجماع علمي على ذلك. علمياً، هي ليست رجلاً يقاتل امرأة. وأعتقد أننا بحاجة إلى توضيح ذلك".
ولدت إيمان خليف في عام 1999، في إحدى المناطق الريفية شمالي غرب الجزائر، وفي البداية لم يوافق والدها على مشاركة الفتيات في رياضة الملاكمة، لأنها لا تتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعها، لكنها أصرت على تحقيق حلمها متخلية عن رياضة كرة القدم التي كانت تمارسها في فترة المراهقة.
وكانت الشابة الجزائرية تضطر إلى التنقل لمسافة 10 كيلو مترات حتى تصل إلى الصالات الرياضية التي توفر لها بيئة التدريب، والمعدات الملائمة.
وفي نهاية المطاف، لفتت هذه الرياضية الموهوبة انتباه المنتخب الوطني الجزائري للملاكمة، حيث تم إلحاقها في معسكرات التدريب، وظهرت لأول مرة في منافسة كبرى عام 2018، عندما شاركت في بطولة العالم للاتحاد الدولي للملاكمة، غير أنها خسرت في الجولة الأولى، ثم استمرت سلسلة الخسائر لتصل إلى 5 في أول 6 نزالات.
ورغم الهزائم، لم تستسلم إيمان، بل واصلت التدريب والتطور في مستواها، وكانت واحدة من أول 3 ملاكمات جزائريات تم إرسالهن إلى طوكيو في الألعاب الأولمبية 2020، وفازت بمباراتها الافتتاحية، لكنها خسرت الثانية أمام الإيرلندية كيلي هارينجتون الحائزة على الميدالية الذهبية.
وخليف هي سفيرة لصندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".