تخطط شركة التكنولوجيا الصينية "شاومي" لزيادة إنتاجها من السيارات الكهربائية، على الرغم من خسائرها في هذا القطاع، بينما تسعى إلى أن تكون واحدة من أكبر 5 شركات عالمية في هذا المجال.
وكشفت "شاومي"، إيراداتها التي بلغت 6.4 مليار يوان (897.8 مليون دولار) من أعمالها في مجال السيارات الكهربائية، إذ تعمل على تكثيف الإنتاج والتسليم لسيارتها "سيدان SU7" الجديدة.
وشهدت الشركة التي تتخذ من بكين مقراً لها، ارتفاعاً في إيرادات الربع الثاني من العام الجاري، بنسبة 32% على أساس سنوي إلى 88.9 مليار يوان، وسط مبيعات قوية للهواتف الذكية وتسليمات أسرع للسيارات الكهربائية وفق صحيفة "ساوث شاينا مورنينج بوست". كما ارتفعت الأرباح بنسبة 38.3% على أساس سنوي إلى 5.1 مليار يوان، وفقاً للبيان المالي للشركة الصادر بعد إغلاق السوق، الأربعاء الماضي.
وسلمت "شاومي" 27 ألفاً و307 سيارات من طراز SU7 في الربع الثاني من العام الجاري، إذ حققت أعمال السيارات الكهربائية، خسارة صافية بلغت 1.8 مليار يوان. ومع ذلك، قالت الشركة إن الأعمال لديها "هامش ربح إجمالي صحي" بنسبة 15%، وهو ما عزته إلى عمليات تسليم أعلى من المتوقع.
وقال رئيس شركة "شاومي"، لو وي بينج، خلال مؤتمر صحافي لإعلان الأرباح، إن عمليات التسليم الشهرية للشركة وصلت إلى حوالي 10 آلاف سيارة في يونيو بعد زيادة الطاقة الإنتاجية.
هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها شركة "شاومي"، البيانات المالية لوحدة السيارات الكهربائية، منذ إطلاق SU7 في مارس الماضي، عندما قال المؤسس والرئيس التنفيذي لي جون، إن الشركة ستبيع السيارات رغم الخسارة. ويأتي التسعير المنخفض من جانب الشركة وسط منافسة شرسة وسوق سيارات كهربائية مشبع.
خسائر مالية
خسرت الشركة ما معدله 645 ألفاً و900 يوان لكل سيارة تم تسليمها في الربع الثاني من يونيو. وأرجع "لو" الخسارة إلى حصة "شاومي" المحدودة في سوق السيارات الكهربائية، والتكلفة العالية لتطوير سيارتها الأولى.
وقال لو خلال المؤتمر الصحافي: "يظل حجم أعمالنا في مجال السيارات الكهربائية صغيراً نسبياً، وتصنيع السيارات هو صناعة تصنيع نموذجية تعتمد على اقتصادات الحجم".
وأضاف أن الشركة تهدف إلى تحقيق هدفها السنوي لتسليم السيارات الكهربائية بواقع 100 ألف سيارة من طراز SU7 بحلول نوفمبر، وتخطط لتوسيع شبكة البيع بالتجزئة للسيارات الكهربائية إلى 100 مركز بحلول نهاية العام، ارتفاعاً من 87 موقعاً في 30 مدينة في يونيو.
وحتى نهاية يوليو، سلمت شركة "شاومي" حوالي 35 ألفاً و688 سيارة من طراز SU7. وبدأ مصنع السيارات الكهربائية التابع لشركة "شاومي" في بكين العمل بنظام الفترتين في يونيو، لزيادة الإنتاج ليصل إلى 120 ألف وحدة بحلول نهاية العام، وهو الحد الأقصى لهدف التسليم.
وشهدت شركة "شاومي"، التي كانت ثالث أكبر شركة لصناعة الهواتف الذكية على مستوى العالم لمدة 4 أعوام متتالية، نمواً في شحنات الهواتف بنسبة 28% في الربع الأخير من يونيو إلى 42.2 مليون وحدة. كما نمت إيرادات الهواتف الذكية بنسبة 27.1% على أساس سنوي إلى 46.5 مليار يوان خلال الفترة.
وفي النصف الأول من العام الجاري، شحنت شاومي ما مجموعه 83 مليون هاتف، وحققت إيرادات بلغت 93 مليار يوان.
منافسة الكبار
وحسبما ذكرت "بلومبرغ" فإن شركة "شاومي" أعلنت استعدادها لتنمية ذراعها الناشئة للسيارات الكهربائية على حساب الأرباح في الوقت الحالي، إذ تسعى لمنافسة شركة تسلا وشركة BYD كبار شركات صناعة السيارات الكهربائية في العالم على مدى العقد أو العقدين المقبلين.
وقال المدير المالي للشركة "آلان لام" لـ"بلومبرغ"، إن الشركة تعطي الأولوية لنمو أعمال السيارات الكهربائية على هوامش الربح في الوقت الحالي. وأضاف أن عمليات إنتاج السيارات التي بدأت منذ خمسة أشهر ستستغرق بعض الوقت لوقف الخسائر.
وأضاف لام: "نحن نركز على نمونا أكثر من الربحية في هذه المرحلة". وأشار إلى أن فلسفة القيمة مقابل المال التي استخدمتها "شاومي" للصعود إلى المراتب العليا في مبيعات الهواتف عالمياً ستنطبق أيضاً على سياراتها الكهربائية.
وتابع: "نعتقد أن الحجم سيحقق الربح في المستقبل.. نحن بحاجة إلى الاستمرار في الاستثمار في هذا العمل".
وارتفعت أسهم شاومي بنسبة 8.5%، الخميس، بعد أن أعلنت عن أسرع وتيرة لنمو الإيرادات ربع السنوية منذ عام 2021، مما رفع مكاسبها منذ ظهور أعمال السيارات الكهربائية في مارس إلى حوالي 25%.
كان مؤسس الشركة الملياردير لي جون، قد تعهد باستثمار 10 مليارات دولار في صناعة السيارات، مما يجعل الرهان جريئاً لتكرار النجاح الذي حققته شركة شاومي في الهواتف الذكية، معلناً أنه يخطط لأن تصبح الشركة واحدة من أكبر خمس شركات لصناعة السيارات في العالم في غضون 15 إلى 20 عاماً.