لأول مرة منذ ربع قرن.. شلل الأطفال يهدد حياة أطفال غزة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الطفل عبدالرحمن نائم في كرسي سيارة وإلى جانبه والدته نيفين وإخوته في قطاع غزة. 28 أغسطس 2024 - CNN
الطفل عبدالرحمن نائم في كرسي سيارة وإلى جانبه والدته نيفين وإخوته في قطاع غزة. 28 أغسطس 2024 - CNN
دبي-الشرق

في خيمة إيواء داخل مخيم المواصي للاجئين في خان يونس جنوب قطاع غزة، يجهل الطفل عبد الرحمن أبو الجديان، وضعه الصحي غير القابل للشفاء، بعد إصابته بمرض شلل الأطفال، ليكون أول حالة يسجلها القطاع منذ 25 عاماً.

وقالت الأم نيفين أبو الجديان لشبكة CNN: "لا يستطيع عبد الرحمن الوقوف أو الجلوس أو الحركة كما كان من قبل. إنه ضعيف للغاية. سيبلغ من العمر عاماً واحداً الشهر المقبل. كان من المفترض أن يمشي بحلول هذا الوقت، لكنه توقف فجأة عن الحركة".

وأضافت: "أشعر بالعجز، الأمر صعب بالنسبة لي وللأطباء، لأن الوضع سيئ للغاية".

 وفيما لا يوجد علاج لشلل الأطفال، فهناك علاجات يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، ولكن سيكون من الصعب العثور على هذه العلاجات لعائلة أبو الجديان، في ظل نظام صحي متهالك في غزة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع الفلسطيني منذ أكثر من 10 أشهر.

والطفل عبد الرحمن هو الأول في غزة الذي يُشخص بشلل الأطفال منذ 25 عاماً، إذ كان المرض ذات يوم أحد أكثر الأمراض التي يخشاها العالم، ولكن يمكن الوقاية منه بسهولة الآن باللقاح.

وبسبب الحرب الإسرائيلية، لم يكن عبد الرحمن محظوظاً بالحصول على  التطعيمات التي كانت لتحميه، حيث يوصي الأطباء عموماً ببدء التطعيم ضد شلل الأطفال في غضون بضعة أشهر من الولادة.

وقبل الحرب الإسرائيلية على القطاع، كانت غزة تتمتع بتغطية لقاحات شبه شاملة، ولكنها انخفضت منذ ذلك الحين إلى أكثر من 80%.

واكتشفت آثار فيروس شلل الأطفال الشهر الماضي، في مياه الصرف الصحي في دير البلح وخان يونس، وهما منطقتان في جنوب ووسط قطاع غزة شهدتا نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين بسبب القتال بحثاً عن مأوى.

لكن عودة ظهور الفيروس، الذي تم القضاء عليه في معظم بلدان العالم المتقدم، تسلط الضوء على الصراعات التي يواجهها سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، والذين يعيشون تحت القصف الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي.

حملة لتطعيم 640 ألف طفل

وللحد من تفشي المرض، أعلنت منظمة الصحة العالمية إطلاقها بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، حملة تطعيم جماعية ضد فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة، تنطلق السبت، بغرض تلقيح 640 ألف طفل دون العاشرة في القطاع المحاصر.

وتسعى حملة التطعيم، التي ستبدأ في 31 أغسطس الجاري، إذا سمحت الظروف بذلك، للوصول إلى حوالي 95% من السكان المستهدفين لمنع انتشار شلل الأطفال، لكن إذا فشلت في الوصول إلى هذه العتبة، فإن الأمر سيكون "مسألة وقت فقط" قبل أن يصيب شلل الأطفال الآلاف من أطفال غزة.

لكن عملية بهذا الحجم في ظل هجوم عسكري إسرائيلي مستمر أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وشلل البنية التحتية في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني، يعني أن الكثير من العقبات تنتظر الجهود الأممية لتطعيم أطفال غزة.

 

وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة، الخميس، إن الجيش الإسرائيلي وحركة"حماس" وافقا على 3 هدن منفصلة مؤقتة للقتال في أماكن محددة، تستمر لثلاثة أيام في قطاع غزة، للسماح بتطعيم نحو 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال.

5 مراكز صحية فقط

وقال سام روز، مدير التخطيط في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لـCNN، إن "توفير لقاح شلل الأطفال هي الجزء السهل. والجزء الصعب هو كل شيء آخر".

وأضاف: "كان لدينا في السابق 22 مركزاً صحياً في جميع أنحاء غزة، 5 منها فقط تعمل حالياً. والقصف في جميع مناطق القطاع يعني أن هناك مساحة متقلصة بشكل متزايد حيث يمكننا العمل".

بدورها، تقول هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، المعنية بتنظيم الحركة داخل وخارج غزة، إنها سمحت بإدخال أكثر من 25 ألف قارورة من لقاح شلل الأطفال إلى القطاع، إلى جانب معدات التبريد اللازمة للحفاظ على الدواء في درجة الحرارة المطلوبة.

وشلل الأطفال هو فيروس شديد العدوى ينتشر في المقام الأول عن طريق تناول "طعام أو ماء ملوثين ببراز شخص مصاب، وقد يغزو الجهاز العصبي ليسبب الشلل".

ويصيب الفيروس في الغالب الأطفال دون سن 5 سنوات، ويمكن أن يسبب شللاً دائماً وصولاً للموت، كما إنه معدٍ للغاية، ولا يوجد علاج له، كما لا يمكن الوقاية منه إلا بأخذ اللقاح، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

تصنيفات

قصص قد تهمك