علماء يدرسون استخدام الساعات الذكية للتحكم في الجينات

time reading iconدقائق القراءة - 3
صورة توضيحة للعملية التي أجرى عليها الباحثون دراسة لتحكم الساعة الذكية بالجينات وسلوك الخلايا - معهد ETH السويسري
صورة توضيحة للعملية التي أجرى عليها الباحثون دراسة لتحكم الساعة الذكية بالجينات وسلوك الخلايا - معهد ETH السويسري
القاهرة -محمد منصور

فكر باحثون من معهد ETH السويسري، في استخدام الساعات الذكية التي تحتوي على مصابيح "ليد" في التحكم بالجينات، وتغيير سلوك الخلايا، عبر تعريضها للضوء الأخضر الصادر عنها.

وتحتوي معظم الساعات الذكية الحديثة على هذه المصابيح المدمجة، التي تبث الضوء الأخضر الذي يخترق الجلد، لقياس معدل ضربات القلب، أو نسبة تشبع الدم بالأكسجين، أو عمل غيرها من القياسات التي تُساعد مستخدمها على تتبع حالته الصحية.

ولأن تلك الساعات أصبحت منتشرة بكثرة، فقد فكر باحثو المعهد، في تطوير استخداماتها، وقبل العديد من السنوات، طور العلماء مجموعة من النظريات التي تؤكد إمكانية استخدام الضوء؛ للتحكم في مكونات الخلايا، كما جرب وقتها الباحثون استهداف بروتينات الخلايا بالضوء البنفسجي لتنشيطها، أو بالضوء الأخضر لتثبيطها.

ونجح العلماء بشكل جزئي في ذلك الأمر، فالضوء يتكون من مجموعة من الفوتونات (أجسام أولية) تمتلك طاقة قادرة على التأثير في سلوك الخلايا والبروتينات داخلها، إلا أن الباحثين في تلك الدراسة الجديدة، أرادوا استخدام ضوء الساعات الذكية الخضراء، للتأثير في الجينات، وليس البروتينات.

وقام الباحثون في البداية بتصميم "مفتاح جزيئي" يُمكن تنشيطه بواسطة الضوء الأخضر، وهو أي (المفتاح) عبارة عن مادة تستجيب للمنبهات الخارجية، في حالة الضوء الأخضر.

وبعد ذلك قام الباحثون بزراعة ذلك المفتاح في خلايا تسمى HEK 293، والتي تحتوي على الجينات التي يُمكنها "إنتاج الأنسولين".

وأجرى الباحثون برمجة لذلك المفتاح الجزيئي بشكل خاص، بحيث يحث الجينات على إنتاج الأنسولين، بمجرد تعرضه للضوء الأخضر، وبمجرد إطفائه يتعطل المفتاح، وتتوقف العملية.

واستخدم الباحثون ساعة ذكية منتشرة على نطاق واسع، وأثناء الاختبار قاموا بتشغيل الضوء الأخضر، لإصدار نبضات ضوئية تُشغل المفتاح الذي يُحفز بدوره الجينات على "إنتاج الأنسولين".

ويقول الباحثون إن تلك الطريقة، نجحت بشكل كامل في ضخ الأنسولين وقت العملية، والتوقف عن ضخه بمجرد توقف نبضات الضوء الأخضر.

واختبر الباحثون نظامهم على الفئران الحية عن طريق زرع المفتاح الجزيئي في خلاياهم، وربط ساعة ذكية على ظهور تلك الفئران مثل حقيبة الظهر، وعند فتح برنامج تشغيل الساعة، قام الباحثون بتشغيل الضوء الأخضر لتفعيل العملية.

ويُمكن استخدام تلك الطريقة لعلاج مرض السكري، إلا أن الباحثين يقولون إنه من غير المحتمل أن تدخل هذه التقنية في الممارسة السريرية قبل 10 سنوات من الآن، للتأكد من أمانها بشكل كامل.