اكتشاف نوع جديد من القشريات العملاقة في فيتنام

time reading iconدقائق القراءة - 5
باحثة تفحص نوعاً جديداً من القشريات العملاقة تم اكتشافه في مياه فيتنام - Rene Ong
باحثة تفحص نوعاً جديداً من القشريات العملاقة تم اكتشافه في مياه فيتنام - Rene Ong
القاهرة-محمد منصور

اكتشف علماء نوعاً جديداً من القشريات العملاقة في مياه فيتنام يُعتبر من بين الأكبر حجماً في جنسه، حيث يصل طوله إلى 32.5 سم ووزنه يتجاوز كيلوجرام.

وأطلق العلماء على الكائن المكتشف اسم "باثينوموس فاديري" (Bathynomus vaderi) وهو اسم مستوحى من شخصية "دارث فيدر" الشهيرة من سلسلة "حرب النجوم" (Stars War) بسبب شكل رأسه المميز.

ويُسلط هذا الاكتشاف الضوء على الغموض الذي لا يزال يكتنف الحياة في أعماق البحار، والحاجة الملحّة لفهم التنوع البيولوجي في هذه البيئات البحرية العميقة.

وينتمي الكائن المكتشف إلى مجموعة القشريات العملاقة التي تُعرف باسم "العملاق الفائق"، حيث وقد عُثر على هذا النوع بالقرب من جزر سبراتلي في فيتنام، ومن المتوقع أن ترصد الأبحاث المستقبلية وجوده في أجزاء أخرى من بحر الصين الجنوبي.

خصائص القشريات العملاقة

تُعتبر القشريات العملاقة مجموعة من الأنواع الكبيرة من القشريات في جنس "باثينوموس"، والتي تتميز بحجمها الكبير وشبهها بالقمليات الخشبية الصغيرة. وتعيش هذه الكائنات في أعماق المحيطات الباردة، وتوجد في المحيط الأطلسي، والمحيط الهادئ، والمحيط الهندي.

وتُظهر القشريات العملاقة خصائص مميزة مثل الحجم الكبير والعيون المركبة الكبيرة التي تحتوي على نحو 4 آلاف عدسة.

كما أن أجسامها مغطاة بهيكل خارجي صلب مكون من صفائح متداخلة، إذ يمكنها التكيف مع البيئات القاسية في أعماق المحيط، حيث الضغط العالي ودرجات الحرارة منخفضة للغاية.

وتُصنَّف القشريات العملاقة إلى نوعين "العملاقة" التي يتراوح طولها بين 8 و15 سم، و"العملاقة الفائقة" التي قد تصل إلى 50 سم.

توجد القشريات العملاقة في أعماق تتراوح بين 170 و2140 متراً، وتُعتبر من الكائنات التي تعيش في القاع البحري وتتغذى بشكل أساسي على الجِيَف والكائنات بطيئة الحركة.

وتعيش هذه الكائنات في بيئات ذات درجات حرارة منخفضة وضغط مرتفع، وتُفضّل القاع الطيني أو الرملي وتستطيع التكيف مع ندرة الطعام في أعماق البحار والصمود لفترات طويلة دون طعام، وقد تم توثيق بقائها لأكثر من 5 سنوات بدون غذاء في الأسْر، لكن عندما تجد مصدراً غذائياً، فإنها تأكل بشراهة حتى لا تستطيع الحركة.

تحول مفاجئ

حتى عام 2017، كان الصيادون المحليون يبيعونها كمنتج جانبي بأسعار منخفضة، لكن في السنوات الأخيرة جذب الإعلام الانتباه إلى هذا الطعام البحري الفريد، حيث يعتقد البعض أنه ألذ من الكركند الذي يُعرف بـ"ملك المأكولات البحرية".

كما يتم صيد هذه الحيوانات تجارياً من قِبَل سفن الجر التي تعمل في أجزاء مختلفة من المياه العميقة في بحر الشرق، وعلى السواحل الجنوبية الوسطى لفيتنام.

وخلال السنوات الخمس الماضية، أصبح من الشائع رؤية هذه القشريات تُباع حية في بعض أسواق المأكولات البحرية في مدن فيتنامية مثل هانوي، وهو تشي منه، ودا نانج.

وتروّج بعض المطاعم والمتاجر كذلك لبيع "حشرات البحر" هذه عبر الإنترنت، مع تقديم نصائح حول أفضل طرق طهيها.

وفي مارس 2022، اشترى موظفو جامعة هانوي 4 من القشريات العملاقة من مدينة كوي نون، وأرسلوا اثنين منها إلى بيتر نج من متحف لي كونج تشيان للتاريخ الطبيعي في جامعة سنغافورة الوطنية للتعرف عليها.

وقال الباحثون إن اكتشاف نوع غريب مثل "باثينوموس فاديري" في فيتنام يسلط الضوء على مدى سوء فهمنا لبيئة أعماق البحار، مشيرين إلى "حقيقة أن نوعاً كبيراً مثل هذا قد ظل مختبئاً لفترة طويلة تذكرنا بمدى العمل الذي لا يزال يتعين علينا القيام به لمعرفة ما يعيش في مياه جنوب شرق آسيا".

وأكر الباحثون أن هناك حاجة ملحّة لفهم التنوع البيولوجي في أعماق البحار بشكل أفضل مع سعي البشر بشكل متزايد إلى استغلال هذا الموطن لصيد الأسماك والنفط والغاز وحتى المعادن، إذ أن صيد الأسماك المستدامة لحيوانات الرخويات العملاقة يزيد من التحديات العديدة التي نواجهها "والخطوة الأولى هي معرفة ما يعيش هناك".

تصنيفات

قصص قد تهمك