العثور على بقايا "تيروصور" تحمل آثار "عضة تمساح" من العصر الطباشيري

time reading iconدقائق القراءة - 4
تمساح على حافة المياه في حديقة للتماسيح في دبي. 25 مايو 2023 - REUTERS
تمساح على حافة المياه في حديقة للتماسيح في دبي. 25 مايو 2023 - REUTERS
القاهرة -محمد منصور

عثر فريق من الباحثين على فقرة متحجرة لـ"تيروصور" يحمل علامات واضحة لعضة من كائن يشبه التمساح، ما يعد دليلاً على حدوث تفاعل بين كائن مفترس وفريسة خلال العصر الطباشيري، بحسب موقع جامعة "كامبريدج" للأبحاث العلمية.

وتسلط الدراسة المنشورة في دورية "بالينتولوجي" الضوء على الديناميكيات البيئية التي كانت سائدة في ما يُعرف الآن بمقاطعة ألبرتا الكندية.

والزواحف الطائرة "التيروصورات" واحدة من أكثر مجموعات الزواحف تنوعاً وانتشاراً جغرافياً في العصور القديمة، إلا أن بقاياها الأحفورية نادرة في الأنظمة البيئية الأرضية من العصر الطباشيري بسبب هشاشة عظامها الصغيرة والدقيقة، ما يقلل من فرص حفظها في السجل الأحفوري. 

ويظل منتزه "الديناصور الإقليمي" في ألبرتا بكندا، أحد المواقع الرئيسية التي ساهمت في اكتشافات مهمة بشأن تطور وعلاقات الأنواع خلال تلك الفترة.

وشهد تكوين منتزه الديناصور الإقليمي؛ الذي يُعتبر نموذجاً لدراسة الكائنات الفقارية في العصر الطباشيري المتأخر، الإبلاغ عن العديد من التفاعلات المفترسة بين الثيروبودات والديناصورات العاشبة، وأحياناً بين الثيروبودات وبعضها البعض. 

وتتنوع الأدلة بين علامات العض والأسنان المغروسة، ما يوفر نافذة فريدة على سلوك التغذية، ومع ذلك، فإن بقايا الزواحف الطائرة تظل نادرة للغاية في هذا التكوين.

علامة مميزة

في عام 2023، اكتشف فريق بحثي فقرة عنقية صغيرة من نوع زاحف طائر يعرف باسم "كريودراكون بورياس"، تحمل علامة عض مميزة يبلغ قطرها عدة ملليمترات، ما يشير إلى أنها نتيجة عضة من زاحف شبيه بالتماسيح. 

ويُعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه الذي يوثّق تفاعلات غذائية بين التماسيح والزواحف الطائرة في أميركا الشمالية.

وللتحقق من ذلك، استخدم الباحثون تقنيات المسح الدقيق بالأشعة المقطعية ومقارنات مع عظام أخرى لزواحف طائرة.  ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة كاليب براون، الباحث في متحف رويال تيريل لعلم الحفريات، إن "عظام الزواحف الطائرة هشة للغاية، لذا فإن العثور على حفريات تظهر آثار عض يُعد اكتشافاً نادراً للغاية. وكون العينة تعود لتيراصور صغير يجعلها أكثر ندرة".

يمثل هذا الاكتشاف الدليل الأول في أميركا الشمالية على افتراس الزواحف القديمة الشبيهة بالتماسيح أو التغذي على الزواحف الطائرة. 

وتعد هذه العينة توثيقاً مهماً للتفاعلات بين الأنواع خلال العصر الطباشيري، وقال المؤلف المشارك في الدراسة برايان بيكلز، الباحث في جامعة ريدينج البريطانية، إن "آثار العضات تساعد في توثيق العلاقات البيئية في ذلك الوقت. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع الجزم إذا ما كان الزاحف الطائر حياً عند تعرضه للعض، فإن العظمة تظهر أن التماسيح القديمة كانت تفترس أحياناً صغار الزواحف الطائرة أو تتغذى عليها كجيفة".

وعلى الرغم من ندرة هذا النوع من الأدلة، إلا أن باحثين عثروا سابقاً على عظام تيروصورات أخرى تحمل آثار عضات محتملة من تماسيح قديمة في رومانيا، ما يشير إلى أن هذه العلاقة بين الزواحف الطائرة والتماسيح كانت منتشرة في أجزاء مختلفة من العالم القديم.

تصنيفات

قصص قد تهمك