تربة بركانية في الأردن توفر بديلاً زراعياً مثالياً

time reading iconدقائق القراءة - 6
عمال يحزمون أكياساً من التربة البركانية في مصنع بالمفرق في الأردن. 21 مايو 2025 - Reuters
عمال يحزمون أكياساً من التربة البركانية في مصنع بالمفرق في الأردن. 21 مايو 2025 - Reuters
المفرق (الأردن)-رويترز

حجارة بركانية، تكونت قبل آلاف السنين، أصبحت اليوم هي الأمل لأجيال قادمة في زراعة المناطق الصحراوية، والأراضي القاحلة، بفضل خصائصها الطبيعية التي تتغلب على شح المياه، ونقص المعادن، وملوحة التربة.

وتعتمد تقنية جديدة، ابتكرتها إحدى الشركات الأردنية، على تفتيت الحجارة البركانية، القادمة بشكل رئيسي من بلدة الصفاوي في المفرق، إلى قطع صغيرة تُعرف باسم "التوف"، يتم بسطها فوق أي تربة لتتحول إلى بيئة حاضنة لمختلف أنواع المزروعات.

وقال مهند المناصير، الرئيس التنفيذي لشركة "وتد" الزراعية التي بدأت هذا المشروع قبل 3 سنوات: "هذه التربة اليوم لها فوائد عديدة بالطبع. اليوم، نجد العالم كله يعاني من مشكلات المياه وندرتها وملوحتها".

وأضاف المناصير: "يعاني العالم اليوم من مشكلة درجات الحرارة والمناخ. ويحاول العالم محاربة التصحر من خلال التشجير. وهذه التربة هي الحل الأمثل، وهي تحاكي كل الحلول اليوم لمشكلات المياه بحيث توفر مياهاً بنسبة 50 إلى 60%".

وتابع: "تتميز هذه التربة بأنها طاردة للملوحة ومقاومة للأعشاب الضارة، ما يجعلها خياراً عملياً ومستداماً للزراعة في البيئات الصعبة".

وتتركز معظم الأراضي الصالحة للزراعة في الأردن في وادي الأردن حيث خصوبة التربة، والمناخ الملائم الذي يتيح زراعة مجموعة من المحاصيل تتراوح بين الحبوب والخضراوات والفواكه.

التربة البركانية في الأردن

لكن اللجوء إلى مثل هذه التربة البركانية الجديدة يفتح الآفاق أمام استصلاح مساحات أوسع من الأراضي لزيادة المحاصيل وتنويعها.

وأشار المناصير إلى أن شركته بدأت بإنتاج مليون طن سنوياً من هذه التربة، وتطمح للوصول إلى ما بين 10 أطنان و15 طناً في العام لـ"خدمة الأردن والمنطقة العربية كلها".

ومضى يقول: "الصخور البركانية ليست جديدة على منطقتنا، فهي ممتدة في شمال وجنوب الأردن، ولها وجود طبيعي في سوريا والعراق والسعودية"، لافتاً إلى أن هذه التقنية تشكل طفرة زراعية "في وقت تعاني فيه نحو 68% من مساحة الوطن العربي من التصحر".

وفي الأردن، تأتي الحجارة البركانية المستخدمة في المشروع من المفرق بشمال شرق المملكة، وهي محافظة غنية بالموارد الطبيعية والمعالم الأثرية.

من جهته، قال إبراهيم المناصير المسؤول عن موقع الاستخراج: "هذه المنطقة كانت تعج بالنشاط البركاني منذ آلاف السنين... منطقة المفرق في الصفاوي كانت عبارة عن براكين، وهي حالياً خامدة، ونقوم نحن باستخراج معدن الزيولايت منها".

وأضاف: "كلها عبارة عن صخور بركانية تشكلت قبل آلاف السنين عندما ثارت البراكين، وبناءً على طريقة الترسيب والظروف والعناصر الجوية التي واجهتها عند ثورانها".

وأكمل قائلاً: "تختلف نوعية الصخور من مكان لآخر، يوجد الزيولايت الموجود عندنا بالمنجم، كما يوجد في أحد المناجم الأخرى أيضاً، وكذلك يوجد البازلت والبوزلانة، وكلها عبارة عن صخور بركانية تشكلت قبل آلاف السنين".

"التوف البركاني"

ويرى متخصصون أن استصلاح الأراضي القاحلة باستخدام "التوف البركاني" لا ينعكس فقط على زيادة الإنتاج وتوفير مساحات جديدة، لكنه يقدم منتجاً زراعياً صحياً يستهلك كمية مياه وأسمدة أقل.

وقالت المهندسة الزراعية هديل: "ننصح باستخدام هذه التربة؛ لأنها تقدم لنا منتجاً عضوياً بنسبة 100%، صحياً 100%؛ لأنها تربة عضوية بركانية بدون أي إضافات كيميائية".

وأضافت أن من ميزاتها أيضاً أنها "توفر من استخدام المياه بنسبة 60%، والأسمدة بنسبة 80%، وتمتاز بالخاصية الكيتونية... التي تحافظ على رطوبة التربة والاحتفاظ بنسبة تجعل النبات يقاوم جميع الظروف الجوية، ما يجعلها خياراً اقتصادياً وفعّالاً".

وأردفت بالقول إن المزارع التي استخدمت تلك التربة شهدت تحولاً ملموساً على مستويات نمو المزروعات، ومضاعفة الإنتاج، وتعافي التربة بعد سنوات من الجفاف.

تصنيفات

قصص قد تهمك