أرقام كارثية.. الأمم المتحدة تُطلق "تقرير التصحر العالمي"

الأضرار تطال جميع القارات و70% من محاصيل الحبوب في دول البحر المتوسط

time reading iconدقائق القراءة - 6
مزارع مصري يجلس في أرضه التي تعاني الجفاف بمحافظة الدقهلية التي تبعد 120 كيلومتراً عن العاصمة المصرية القاهرة. 4 يونيو 2013 - Reuters
مزارع مصري يجلس في أرضه التي تعاني الجفاف بمحافظة الدقهلية التي تبعد 120 كيلومتراً عن العاصمة المصرية القاهرة. 4 يونيو 2013 - Reuters
دبيمحمد منصور

أطلقت لجنة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تقرير الجفاف العالمي في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين "COP 28".

وكشفت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، بالشراكة مع التحالف الدولي لمواجهة الجفاف (IDRA)، عن واقع مثير للقلق من خلال تقريرها الذي يحمل عنوان "لمحة عن الجفاف العالمي".

وترسم هذه الدراسة الشاملة صورة مؤلمة، تشير إلى أزمة لا مثيل لها ذات أبعاد كوكبية، تتكشف فيها التداعيات الوخيمة لحالات الجفاف التي يسببها الإنسان بخطورة غير مسبوقة.

وتؤكد نتائج التقرير، التي تم الكشف عنها في بداية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP 28) في الإمارات، على التأثير الهائل للجفاف.

الدمار الصامت للأرض

وخلافاً للكوارث الأخرى التي تسترعي الانتباه الفوري، فإن موجات الجفاف تدمر الأرض بصمت، وغالباً لا تحظى بأيّ قدر من الاهتمام العام والسياسي.

وأكد الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو أن هذا الدمار الصامت يديم دائرة الإهمال، مما يترك السكان المتضررين معزولين ومثقلين بالأعباء.

وتشير البيانات الأخيرة المتعلقة بالجفاف، والتي جمعتها الأمم المتحدة، إلى "حالة طوارئ غير مسبوقة على نطاق الكوكب، حيث بدأت التأثيرات الهائلة الناجمة عن الجفاف الناجم عن النشاط البشري في الظهور للتو".

واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر هي واحدة من 3 اتفاقيات نشأت في قمة الأرض عام 1992 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

ويسلط التقرير الضوء على الإحصاءات المثيرة للقلق التي تصور التأثير الواسع النطاق لموجات الجفاف في مختلف المناطق والقطاعات.

فمن تعرض الصين المتزايد للجفاف إلى أزمة انعدام الأمن الغذائي في القرن الأفريقي والخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الزراعة والغابات، فإن كل رقم يعكس خطورة الموقف.

أرقام الجفاف

وجاء في التقرير أن نحو 20% من سكان الصين يواجهون نوبات جفاف متوسطة إلى شديدة متكررة أكثر خلال هذا القرن؛ كما أشار التقرير إلى أن الزيادة المتوقعة في شدة الجفاف في الصين بحلول عام 2100 تبلغ 80%.

وعانى نحو 23 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الشديد في جميع أنحاء القرن الإفريقي في ديسمبر 2022 في الوقت الذي عانت فيه 5% من المناطق في الولايات المتحدة الأميركية من الجفاف الشديد.

وجاء في التقرير أن مساحة 630 ألف كيلومتر مربع في أوروبا (تقريباً مساحة إيطاليا وبولندا معاً) تأثرت بالجفاف في عام 2022 حيث شهدت أشد صيف لها حرارة وثاني أدفأ عام على الإطلاق، أي ما يقرب من 4 أضعاف متوسط 167 ألف كيلومتر مربع المتأثر بين عامي 2000 و2022.

ومن المتوقع أن يعاني 170 مليون شخص من الجفاف الشديد إذا ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، أي أكثر بـ 50 مليون شخص من المتوقع إذا اقتصر الاحترار على 1.5 درجة مئوية.

وأشار التقرير إلى أن 70% من محاصيل الحبوب تضررت بسبب الجفاف في البحر الأبيض المتوسط، كما بلغ متوسط فقدان أراضي الرعي في جنوب إفريقيا بسبب الجفاف 33%.

وقال التقرير إن خسائر الغابات المتوقعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط في ظل ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية سيبلغ نحو 3 أضعاف مقارنة بالمخاطر الحالية

وبلغ عدد إخفاقات موسم هطول الأمطار المتتالية في القرن الأفريقي 5 مرات، مما تسبب في أسوأ موجة جفاف في المنطقة منذ 40 عاماً مع تضرر إثيوبيا وكينيا والصومال بشكل خاص، مما ساهم في انخفاض الإنتاجية الزراعية وانعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

كما بلغت الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إفريقيا بسبب الجفاف في الخمسين سنة الماضية حوالي 70 مليار دولار.

وقال التقرير إن إنتاج فول الصويا في الأرجنتين في عام 2023 سينخفض بنسبة 44% مقارنة بالسنوات الخمس الماضية، وهو أدنى محصول منذ 1988/1989، مما يساهم في انخفاض يقدر بنحو 3% في الناتج المحلي الإجمالي للأرجنتين لعام 2023.

وبلغ انخفاض سعة الشحن لبعض السفن على نهر الراين بسبب انخفاض منسوب النهر في عام 2022 حوالي 75%، مما أدى إلى تأخير شديد في وصول الشحنات.

كما تأثر 5 ملايين من سكان جنوب الصين بالانخفاض القياسي لمستويات المياه في نهر اليانجتسي بسبب الجفاف والحرارة الطويلة.

وجاء في التقرير أن 85% من الأشخاص المتضررين من الجفاف الذين يعيشون في البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل.

كما بلغ احتمال التعرض للموت بسبب الفيضانات والجفاف والعواصف أكبر في المناطق شديدة 15 ضعفاً مقارنة بين عامي 2010 و2020.

ولفت التقرير إلى أن ما يصل إلى 25% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يمكن تعويضها عن طريق الحلول القائمة على الطبيعة بما في ذلك استعادة الأراضي، وأن ما يقرب من 100% من انخفاض في تحويل الغابات العالمية والأراضي الطبيعية للزراعة يمكن أن يحدث إذا تم استبدال نصف المنتجات الحيوانية مثل لحم الخنزير والدجاج ولحم البقر والحليب المستهلكة اليوم ببدائل مستدامة.

وأشار التقرير إلى أن الانخفاض المحتمل في هدر المياه يتراوح بين 20% إلى 50% إذا اُسْتُبْدِلت أنظمة الرش التقليدية بالري الصغير (الري بالتنقيط)، والذي ينقل المياه مباشرة إلى جذور النباتات.

تصنيفات

قصص قد تهمك