الغزو الروسي لأوكرانيا يُعطل أبحاث تغير المناخ في القطب الشمالي

time reading iconدقائق القراءة - 5
جزيرة بافين الشمالية حيث ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي أسرع من المعدل العالمي - Bloomberg
جزيرة بافين الشمالية حيث ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي أسرع من المعدل العالمي - Bloomberg
دبي -الشرق

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في تأجيل أو تعطيل التعاون الدولي في دراسة تغير المناخ في القطب الشمالي، إذ قطع العديد من العلماء والمنظمات العلمية علاقاتهم مع مؤسسات البحوث الروسية وألغوا الاجتماعات والرحلات الاستكشافية المُخطط لها في روسيا أو المياه الروسية.

وأشار علماء لصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن التوترات الدولية بشأن الصراع قد تعيق البحث الذي تركز على منطقة تساعد في تنظيم المناخ في جميع أنحاء العالم، في حين تُعد روسيا ضمن الدول الثماني التي تسيطر على مناطق برية وبحرية في الدائرة القطبية الشمالية.

وقال ماثيو شوبي، عالم الغلاف الجوي بجامعة كولورادو بولدر: "المياه الإقليمية والساحل الروسي يشكلان جزءاً كبيراً من المنطقة"، مشدداً على الاحتياج لـ"معرفة القطب الشمالي بالكامل، إذا قيدنا الوصول إلى هذه المناطق سنفقد بعض المعارف الأساسية لفهم كيفية وسبب تغير نظام القطب الشمالي بشكل أفضل". 

وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التي تراقب البيئة والطقس في القطب الشمالي، إن التوترات المرتبطة بالحرب لم تؤثر على الأنشطة هناك، مؤكدةً استمرار "جميع مشروعات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي وعمليات المراقبة في القطب الشمالي".

وقال الدكتور شوبي، القائد المشارك للمبادرة الدولية "موزايك" لدراسة تغير المناخ في القطب الشمالي، إن العلماء أمضوا عاماً في جمع البيانات في المنطقة على متن سفينة الأبحاث الألمانية "بولارستيرن"، وإن العمل الميداني للبعثة، التي انتهت في أكتوبر 2020، شارك فيه المئات من أفراد الطاقم، وموظفي الدعم، والعلماء، وكان من بينهم 10 باحثين على الأقل من روسيا.

وتوقع ماركوس ريكس، قائد بعثة "موزايك" ورئيس قسم فيزياء الغلاف الجوي في معهد ألفريد فيجنر الألماني، عدم حضور العلماء الروس الاجتماع المُقرر في أبريل المقبل، مضيفاً أنه "ليس من المعروف ما إذا كان العلماء سيحضرون افتراضياً عبر الإنترنت".

ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على طلبات "وول ستريت جورنال" للتعليق على استبعاد العلماء الروس وانقطاع المشاركة في أوجه التعاون العلمي الأخرى.

ومنع المنظمون المحليون العلماء الروس من المشاركة في أسبوع قمة علوم القطب الشمالي، الذي تنظمه اللجنة الدولية لعلوم القطب الشمالي الأسبوع المقبل في مدينة ترومسو بالنرويج، وتضم اللجنة علماء من 23 دولة.

وقال ماثيو دروكنميلر، مندوب الولايات المتحدة في مجلس اللجنة الدولية لعلوم القطب الشمالي وأستاذ الجيوفيزياء في المركز القومي لبيانات الجليد والثلوج بجامعة كولورادو بولدر: "في البحوث القطبية الشمالية، قدرتنا على فهم التغييرات السريعة الحاصلة تُشبه تجميع أجزاء لغز، وبدون روسيا، أنت تفتقد جزءاً كبيراً من الصورة".

واعترف المنظمون بأن منع الباحثين التابعين للمنظمات والمؤسسات الروسية سيعقد الجهود البحثية، فيما قال يورجن بيرج وجير جوتاس، رئيس ونائب رئيس اللجنة المنظمة المحلية للمؤتمر للصحيفة إن "المراقبة في الأراضي الروسية والعمل مع الخبراء الروس ضروريان لفهم مناخ القطب الشمالي والعواقب العالمية للتغيرات في المنطقة فهماً كاملاً".

وأضاف بيرج وجوتاس: "نحن كالمعتاد مؤيدون بقوة للتعاون العلمي، ولكن في الوضع الحالي، تتضاءل الفوائد العلمية الناجمة عن الحفاظ على الروابط الرسمية مع المؤسسات الروسية أمام الحاجة إلى اتخاذ موقف واضح ضد إجراءات الحكومة الروسية".

 وأوضح بيرج وجوتاس أن "العلماء الروس التابعين لمنظمات غير روسية يمكنهم حضور المؤتمر".

وقال دروكنميلر إن معاونيه في جامعة لابي في فنلندا كان من المُقرر أن يعقدوا اجتماعات هذا الشهر، مع مجتمعات رعاة حيوان الرنة في منطقة يامال في سيبيريا، في إطار دراسة على تأثير زيادة هطول الأمطار في فصل الشتاء على سبل عيش الرعاة، ولكن تم تعليق هذه الاجتماعات -التي تأجلت وأُعيد تحديد موعدها بسبب جائحة فيروس كورونا- مرة أخرى.

وقال فلاديمير رومانوفسكي، أستاذ الجيوفيزياء في جامعة ألاسكا فيربانكس، إن "العلماء الأميركيين والروس أمضوا عقوداً من التعاون المُثمر في مراقبة الأراضي دائمة التجمد"، في حين بدأ رومانوفسكي دراساته عن الأراضي دائمة التجمد في روسيا قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة في 1992.

وأوضح رومانوفسكي أن الأراضي دائمة التجمد تمثل أهمية كبيرة للباحثين في مجال المناخ؛ لأنها تذوب بفعل ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وانبعاثات غاز الميثان، والغازات الأخرى المُسببة للاحتباس الحراري.

وأضاف: "إذا أردت معرفة كيفية تغير الأراضي دائمة التجمد بسبب تغير المناخ، فيجب دراستها كثيراً في الموائل التي تتواجد بها". ولكن التداعيات العالمية للأزمة الأوكرانية ستجعل ذلك أكثر صعوبة.

وتجمع مئات المواقع في ألاسكا وروسيا قياسات ذوبان الأراضي دائمة التجمد، ضمن جهود الشبكة الأرضية العالمية لمراقبة الأراضي دائمة التجمد، والتي يعمل بها رومانوفسكي.

وقال رومانوفسكي إن العلماء الروس سيواصلون جمع البيانات إذا توفر التمويل اللازم، ولكن مشاركة البيانات ستصبح أكثر صعوبة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات