يستخدم علماء الفلك أنظمة الرصد المتعددة وتقنيات الطيف، لفحص الكواكب البعيدة والأجرام السماوية التي تبعد عنا مئات السنوات الضوئية.
ومن ضمن تلك التقنيات أساليب لفحص المجالات المغناطيسية للكواكب، للتعرف على مكوناتها الصخرية وحتى الغازية.
واستوحى فريق أميركي ألماني مشترك هذه الأفكار، وحاولوا تطبيقها على الأرض، لرصد البصمات المغناطيسية للمدن، بهدف مراقبة جميع مؤشراتها، وتصميم أداة إنذار مبتكرة يُمكن أن تسهم في الحد من مشكلات التلوث، وتُحسن من استخدام الطاقة.
وعبر دراسة نُشرت في مجلة الفيزياء التطبيقية، قدم الباحثون تحليلاً مقارناً للمجالات المغناطيسية الحضرية بين مدينتين أميركيتين، هما بيركلي بولاية كاليفورنيا، وبروكلين في مدينة نيويورك.
وكان الهدف من ذلك التحليل هو استكشاف أنواع المعلومات التي يمكن استخراجها باستخدام بيانات واردة من مستشعرات المجال المغناطيسي، لفهم خصائص المدن، وتقديم رؤى قد تكون حاسمة للدراسات الوقائية.
ويمكن أن تُوفّر معلومات نشاط المجال المغناطيسي من مصادر مختلفة في المدينة نظرة ثاقبة لما يجري خلال فترة 24 ساعة.
وللقيام بذلك، جمع الباحثون بيانات المجال المغناطيسي بشكل مستمر خلال فترة 4 أسابيع، باستخدام قياسات متزامنة مع شبكة من أجهزة قياس المغناطيسية الحساسة، حيث تمت معالجة البيانات وتحليلها باستخدام تقنيات تحليل البيانات الحديثة.
واكتشف العلماء أن مدينة بيركلي تصل إلى ما يقارب الصفر من نشاط المجال المغناطيسي أثناء الليل، بينما يستمر النشاط المغناطيسي لبروكلين ليلاً ونهاراً.
ويقول الباحثون إن تلك البيانات "ليست مفاجئة على الإطلاق"، إذ إنها تُعزز المقولة الشهيرة التي تؤكد أن "نيويورك مدينة لا تنام أبداً".
ويأمل الباحثون أن يصبح القياس المغناطيسي للشبكة ومجموعة تحليل البيانات الذكية أداة قيّمة لعلوم المدن متعددة التخصصات.
وحدد الباحثون المصادر المهيمنة للإشارات المغناطيسية، والتي تقع بالقرب من محطة قطارات نظام النقل السريع لمنطقة الخليج.
وعلى الرغم من أن التقنيات التي تستخدم البيانات من مستشعرات المجال المغناطيسي مفيدة بشكل خاص لأبحاث الفيزياء الأساسية، مثل تجربة مرصد موجات الجاذبية، إلا أن ذلك البحث يؤكد إمكانية الاستفادة منها لرصد "ضوضاء" المدن، واستخدام البيانات، لبناء نماذج تُساعد في حل مشكلات التلوث والطاقة.
اقرأ أيضاً: