تعتزم وكالة الفضاء الأوروبية بناء قدرات جيل جديد من رواد فضاء في صفوفها تقل أعمارهم عن 50 عاماً ويتمتعون بمؤهلات علمية قوية، كي يكونوا في عداد البعثات المقبلة إلى محطة الفضاء الدولية ثم إلى القمر، كما تتجه إلى إسناد المزيد من المواقع القيادية في هذا المجال إلى النساء.
ولن تعيّن الوكالة في هذه الحملة الأولى لقبول رواد فضاء منذ 11 عاماً سوى عدد محدود منهم، إذ ستكتفي باختيار أربعة إلى ستة فقط من بين المرشحين، بعد عملية تصفية طويلة تبدأ في 31 مارس باستقبال طالبي الانتساب وتنتهي في أكتوبر 2022.
وخلال موجة التعيينات السابقة في 2008، عبر أقل من عشرة من أصل أكثر من ثمانية آلاف مرشح خط الوصول، بينهم توما بيسكيه أصغر رواد الفضاء الأوروبيين سناً.
ويُشترط في المرشح أن يكون حاصلاً على درجة الماجستير في مجال علمي وأن تكون لديه خبرة مهنية مدتها ثلاث سنوات. ورُفع الحد الأقصى للسن من 40 عاماً في المرة الأخيرة إلى 50 عاماً.
كما تشترط الوكالة الأوروبية اللياقة البدنية بدرجة جيدة جداً في المرشحين، من دون أن يعني ذلك أن المطلوب مرشحون خارقون "كسوبرمان أو سوبر وومن"، على ما أوضح فيرتس. وأشارت زينب العمري من قسم الموارد البشرية إلى أن الوكالة تبحث "عن أشخاص يحافظون على رباطة جأشهم في ظل الضغط".
فئات جديدة
وتشمل عملية الاختيار اختبارات عدة، بينها ما هو فني ونفسي وطبي. وتتوّج بمقابلات توظيف. وشرح غيّوم فيرتس أن "آلية الاختيار لا تتضمن أي معايير مرتبطة بالجنس، ولدى النساء الفرص نفسها ليفزن بالتعيين"، داعياً "جميع المهتمات إلى الترشح".
ولاحظت رائدة الفضاء الفرنسية كلودي أينيريه أن نسبة النساء بين المرشحين لم تكن تتجاوز 16% عام 2008، مشيرة إلى أن عدد النساء هو 64 فقط بين رواد الفضاء في العالم والبالغ عددهم الإجمالي 575.
وقالت أينيريه التي كانت أول امرأة فرنسية وأوروبية تشارك في رحلة فضائية "كنا نشكّل 10% من المرشحين الذين اختيروا عام 1985، وإذا وصلنا اليوم إلى 30-35%، فسيكون ذلك جيداً. أنا متأكدة من أننا سنحقق تقدماً".
وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "عندما رأيت الإعلان في 1985، أيقظ في داخلي الحلم الذي أثارته في طفولتي خطوات الإنسان الأولى على سطح القمر ... وبالتالي لم أتردد ولو لحظة في التقدم بترشيحي". وتجول أينيريه حالياً على المدارس والجامعات لتؤكد للشابات أن الأمر "ممكن".
والجديد أن الوكالة التي تضم 22 دولة تفتح الباب هذه المرة لذوي الإعاقات الجسدية، لإجراء دراسة "جدوى" عن إمكان ضمهم إلى رحلات فضائية.
بعثات القمر
وسيتاح لرواد الفضاء الشباب الذين يقع الاختيار عليهم المشاركة أولاً في رحلات إلى محطة الفضاء الدولية، على أن يكونوا مستقبلاً في بعثات إلى القمر.
وفازت وكالة الفضاء الأوروبية بثلاثة مقاعد للأوروبيين على متن محطة "غيتواي" الفضائية في مدار القمر، بصفتها مساهمة في البرنامج، لكن المسؤول في برنامج الاستكشاف البشري والروبوتي ديدييه شميت أوضح أن الرحلات الأولى المتوقعة قرابة عام 2025 ستقتصر على رواد الفضاء من الجيل الحالي.
ويعد فريق رواد الفضاء الأوروبيين حالياً سبعة أعضاء هم الألمانيان ألكسندر غيرست وماتياس ماورير، والإيطاليان لوكا بارميتانو وسامانتا كريستوفوريتي، والفرنسي توما بيسكيه، والبريطاني تيموثي بيك، والدنماركي أندرياس موغنسن.
وستشمل حملة تجنيد الجيل الجديد من رواد الفضاء للمرة الأولى استحداث "فريق احتياط"، إضافة إلى فريق رواد الفضاء الرئيسي، للاستعانة به في حال استجدت فرص رحلات جديدة أقل طولاً.