"هشاشة العظام" ضمن الآثار طويلة الأمد على رواد الفضاء بعد انتهاء الرحلات

time reading iconدقائق القراءة - 5
رائد الفضاء توم مارشبورن بعد الخروج من مركبة الفضاء - 6 مايو 2022 - AFP
رائد الفضاء توم مارشبورن بعد الخروج من مركبة الفضاء - 6 مايو 2022 - AFP
باريس - أ ف ب

في نبأ سيئ لرواد المهمات المستقبلية إلى المريخ، خلصت دراسة حديثة إلى أن رواد الفضاء يواجهون صعوبة في التعافي من حالات هشاشة العظام التي يتعرضون لها خلال تواجدهم في مناطق انعدام الجاذبية، حتى بعد مرور عام على عودتهم إلى الأرض.

وشكّلت مشكلات ضمور العظام الناجمة عن انعدام الجاذبية، الشبيهة بترقق العظام، منذ زمن بعيد موضوعاً لدراسات على متن المحطات الفضائية. 

قد يبدو الطواف خارج نطاق الجاذبية أمراً ممتعاً، لكن يجب على رواد الفضاء أداء تمارين بدنية لساعات طويلة يومياً للحد من الضرر الناتج عن توقف نشاط الجهاز العضلي الهيكلي.

لكن المدة التي يحتاج إليها رواد الفضاء للتعافي بعد العودة إلى الأرض بقيت أمراً غير معروف.

وبفضل تقنيات التصوير ثلاثية الأبعاد الجديدة، أظهرت دراسة أجريت على 17 رائد فضاء من محطة الفضاء الدولية ونُشرت نتائجها في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس"، أن التعافي يبقى منقوصاً حتى بعد عام من العودة.

بدأت إجراءات الدراسة في عام 2015 بمبادرة من ستيفن بويد، مدير معهد مكايج لصحة العظام في جامعة كالجاري في كندا، والذي صوّر مع زملائه هياكل عظمية لـ14 رجلاً و3 نساء قبل رحلة إلى الفضاء، وعند العودة إلى الأرض، ثم بعد 6 أشهر و12 شهراً من العودة.

وأجرى الفريق عمليات تصوير ومضي لقصبة الساق (التي تدعم كل وزن الجسم تقريباً)، والكعبرة (الساعد) لتقييم كثافتها ومقاومتها للكسر، مع حساب آثار التمارين البدنية في مناطق انعدام الوزن وعند العودة إلى الأرض.

وبعد عام واحد من الرحلة، ظهرت في 16 رائد فضاء مشكلات في قصبة الساق التي تفقد ما يصل إلى 2% من كثافة عظامها مقارنة بفترة ما قبل الرحلة، وكلما طالت مدة البقاء في المدار (6 إلى 7 أشهر)، زاد تلف نظام العظام.

وبعد 12 شهراً، تبيّن أن 9 من رواد الفضاء لم يتعافوا تماماً، ويمكن مقارنة الأضرار بتلك الناجمة عن فقدان العظام على الأرض لعقد من الزمن أو أكثر.

22 ساعة يومياً في السرير

وقال ستيفن بويد المشارك في إعداد الدراسة، لوكالة "فرانس برس"، إن الدراسة "تظهر أيضاً أن بنية العظام قد تغيرت بشكل دائم".

وأضاف: "تخيلوا برج إيفل مع كل قضبانه المعدنية، في الفضاء نفقد بعض القضبان، وعندما نعود إلى الأرض يمكننا إصلاح تلك المتبقية لكننا لا نستطيع صنع روابط جديدة".

وعلق رئيس طب الفضاء في المركز الوطني للدراسات الفضائية جيميت جوكلان كوخ الذي لم يشارك في الدراسة، على الموضوع قائلاً إن "الجاذبية الصغرى (انعدام الوزن) هي أكثر حالات الخمول البدني خطورة".

وأضاف: "حتى مع ممارسة الرياضة ساعتين يومياً، يبدو الأمر كما لو كنت طريح الفراش للساعات الـ22 المتبقية".

ولدى رواد محطة الفضاء الدولية منذ سنوات، آلة جديدة طورتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تحمل اسم "أريد" (Advanced Resistive Exercise Device) (جهاز تمرين مقاوم متقدم)، وتمارس على الجسم مقاومة مماثلة للجاذبية، ما يسمح بثني الساق وتشغيل العضلات ذات الرأسين العضدية وعضلات البطن. 

وأوصى ستيفن بويد بـ"إجراء مزيد من التمارين من هذا النوع لتقليل فقدان العظام".

وبالنسبة للرحلات المستقبلية المأهولة إلى المريخ التي تزيد على 6 أشهر، فهناك عقبة إضافية تضاف إلى مشكلات الإشعاع الكوني والتأثير النفسي الناجم عن فترات الاحتجاز الطويلة. 

وقال جوكلان كوخ: "لن يكون من السهل على أفراد الطاقم أن تطأ أقدامهم أرض المريخ عند وصولهم".

اقرأ أيضاً: