كشفت أوروبا، الأربعاء، النقاب عن أول قمر صناعي ضمن سلسلة كلفتها 4 مليارات يورو، مصممة للتحذير المبكر من موجات الطقس القاسي الذي تسبب في فوضى بأنحاء العالم خلال العام الجاري.
وسيتم إطلاق القمر الصناعي "إم تي جي-آي1"، الذي يأتي نتيجة 12 عاماً من التطوير لوكالة الفضاء الأوروبية والمنظمة الأوروبية للأرصاد الجوية "يوميتسات" التي تضم 30 دولة، بحلول نهاية العام الجاري على متن صاروخ "آريان 5"، وسيعطي صورة أفضل من الفضاء لأوروبا وإفريقيا.
وسيعمل القمر الذي يبلغ وزنه 3.8 أطنان على إرسال الصور اعتباراً من العام المقبل، وستنضم إليه 3 أقمار صناعية أخرى من نفس النوع وقمران "إم تي جي-إس"، القادرة على تشريح الغلاف الجوي فيما يشبه إلى حد بعيد الماسح الضوئي الطبي، بحلول عام 2030.
ويأمل العلماء في أن تتيح الأقمار الصناعية القدرة على التنبؤ بالعواصف والفيضانات مبكراً بما يكفي لإنقاذ الأرواح، إذ سيوفر مسح الغلاف الجوي صورة أفضل للظروف الحالية لإدخالها في نماذجهم المحوسبة.
تجربة صينية
وقال بول بليث، مدير برنامج "إم تي جي" بوكالة الفضاء الأوروبية: "مع تطور العاصفة، يمكننا رؤيتها، إذ ستتمكن التقنية الجديدة من التقاطها ويمكننا بعد ذلك التنبؤ بها".
من جانبه، أفاد كريستيان بانك، مدير التطوير في "يوميتسات" بأنه "كلما زادت سرعة استجابة وقدرات هذه الأقمار الصناعية، كانت أفضل في متابعة أحداث الطقس سريعة التغير".
ولفت مسؤولون أوروبيون إلى أن الصين قامت بتجربة التكنولوجيا بدقة أقل لكنها لم تنشرها بعد، مع إقرارهم بأن برنامج بكين الفضائي يتطور بسرعة.
وتسلط المبادرة الضوء على السباق للتصدي لاضطرابات الطقس التي تفاقمت بسبب الاحتباس الحراري والتي تقدر كلفتها بنحو 100 مليار دولار في أنحاء العالم في عام 2021 وحده.
وستجعل الأقمار "إم تي جي-آي1" أوروبا متماشية إلى حد كبير مع شبكة "جي أو إي إس-آر" التي تديرها إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إذ لفت المسؤولون إلى أن تقنية الأقمار الصناعية الأوروبية سترصد العواصف قبل أن تصبح مرئية على الرادار التقليدي.