اصطدمت مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، الاثنين، عمداً بكويكب في محاولة لتحويل مساره، في اختبار غير مسبوق يهدف لتعليم البشرية كيفية منع الأجسام الكونية من تدمير الحياة على الأرض.
وتحطمت المركبة الفضائية على سطح الكويكب "ديمورفوس"، بهدف إظهار كيف يمكن استخدام مسبار لتعديل مسار الكويكب بعيداً عن الأرض.
ورغم أن الكويكب الذي اصطدم به المسبار لا يُشكل أيّ تهديد حقيقي على الأرض، إلا أن الوكالة الأميركية قررت اختبار تقنية من شأنها الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض، حال حدوث تهديد من كويكب مماثل في المستقبل.
وتم إطلاق تلك المهمة التي تُسمى "DART" في 23 نوفمبر 2021، على صاروخ أنتجته شركة "سبيس أكس"، ومنذ ذلك الحين سافر المسبار لأكثر من 11 مليون كيلومتر في الفضاء، وصولاً إلى الكويكب.
ومع اقترابه من تلك الصخرة الفضائية، استخدم المسبار الكاميرا لرصد منطقة اصطدام يُمكن أن تُحول مسار الكويكب بعيداً عن الأرض.
والمركبة الفضائية التي يقلّ حجمها قليلاً عن حجم سيارة، اصطدمت كما كان متوقّعاً بالكويكب، في الساعة 23:14 بتوقيت جرينيتش، بسرعة تزيد على 20 ألف كيلومتر في الساعة.
ويستغرق ديمورفوس 11 ساعة و55 دقيقة للقيام بدورة كاملة حول "ديديموس". لكنّ وكالة "ناسا" تسعى من خلال المهمّة التي نفّذتها، الاثنين، إلى خفض هذه المدة بمقدار 10 دقائق عن طريق تصغير مدار "ديمورفوس" عبر تقريبه من ديديموس.
وسيستغرق الأمر ما بين بضعة أيام وبضعة أسابيع لمعرفة ما إذا كان مسار الكويكب الصغير قد تغيّر فعلاً بسبب الاصطدام. وسيقوم بهذه المهمّة علماء على الأرض بفضل تلسكوباتهم.
وقبيل دقائق من اصطدام المركبة بالكويكب "ديمورفوس" الذي يبعد عن الأرض بـ11 مليون كيلومتر، أخذت صورة الجرم تكبر شيئاً فشيئاً مع اقتراب المركبة الفضائية منه أكثر فأكثر.
"حقبة جديدة"
وفي نقل حيّ، بثّت الكاميرات المثبّتة على المركبة الفضائية صوراً مذهلة للجرم الفلكي ظهرت فيها كل تفاصيل "ديمورفوس"، بما في ذلك سطحه الرمادي والحصى الصغيرة التي تغطّيه. ولحظة اصطدام المركبة بالكويكب وتحطّمها عليه توقف بثّ الصور.
وقالت لوري جليز، مديرة علوم الكواكب في وكالة "ناسا": "نحن على وشك الدخول في حقبة جديدة تكون لدينا فيها القدرة المحتملة على أن نحمي أنفسنا من اصطدام كويكبات خطرة" بالأرض.
و"ديمورفوس" البالغ قطره حوالي 160 متراً، لا يشكّل أيّ خطر على الأرض. وفي الواقع فإنّ هذا الكويكب الصغير هو قمر يدور حول كويكب آخر أكبر حجماً يدعى "ديديموس".