قالت دراسة علمية أجراها باحثون من جامعة "إلينوي" الأميركية إن الخفافيش الآكلة للحشرات تُقلل من تساقط أوراق الأشجار، عن طريق افتراس الحشرات التي تتغذى على لحاء وأوراق تلك الأشجار.
وأوضحت الدراسة أن الخفافيش تُساعد في الحفاظ على نمو الغابات، مشيرة إلى دورها في كبح جماح أعداد الحشرات التي تتجول على شتلات الأشجار البرية، وتتسبب في أضرار تزيد بثلاث إلى 9 أضعاف إذا ما كانت الخفافيش موجودة.
ويربط الكثير من الناس الخفافيش بالكهوف، لكن العوامل التي يُمكن ربطها حقاً بكل أنواع الخفافيش تقريباً في أميركا الشمالية، هي الغابات التي تُعد مهمة حقاً للخفافيش.
وأراد الباحثون طرح السؤال العكسي في هذه الدراسة: هل الخفافيش مُهمة للغابات؟ وأثبتوا أن علاقة المنفعة تلك متبادلة.
عواقب طويلة الأجل
وأظهر باحثون آخرون أن الخفافيش تُقدم خدمة مجانية تتعلق بمكافحة الحشرات في حقول المحاصيل وأنظمة الغابات الاستوائية، لكن لم يكتشف أحد فوائدها في الغابات المعتدلة حتى الآن.
ومن المهم بشكل خاص بالنسبة للباحثين أن يكتشفوا كيف تُؤثر الخفافيش على الغابات، فبالنظر إلى أن الخفافيش آخذة في الانخفاض بسبب أمراض مثل متلازمة "الأنف الأبيض" التي تقتل 90% من الخفافيش المصابة بها أو الاصطدام بتوربينات الرياح.
وتقول إليزابيث بيلك باحثة ما بعد الدكتوراة والمؤلفة الرئيسية في الدراسة "يُمكن أن يكشف هذا النوع من العمل عن العواقب طويلة الأجل لانخفاض أعداد الخفافيش".
وبنى فريق البحث هياكل مغلقة شبكية عملاقة في غابة "إنديانا" الأميركية لاستبعاد أنواع الخفافيش الثمانية التي ترتاد المنطقة، بما في ذلك نوعان مُهددان بالانقراض.
وكانت فتحات الشبكة كبيرة بما يكفي للسماح للحشرات بحرية الحركة في الداخل والخارج، ولكن ليس الخفافيش الطائرة.
ثم قاموا ببناء شبكة أخرى لها نفس المساحة، إلا أنها تسمح للخفافيش بالدخول والخروج بحرية، بهدف مقارنة كثافة الحشرات، وإزالة أوراق الشجر مع الخفافيش وبدونها.
وبعد ذلك استطاع الباحثون قياس عدد الحشرات على شتلات البلوط والجوز في الغابات، وكذلك كمية أوراق الشجر لكل شتلة.
"الحشرات أكثر خطورة"
بشكل عام، وجد الباحثون 3 أضعاف عدد الحشرات و5 مرات أكثر من أوراق الشتلات الساقطة عندما تم استبعاد الخفافيش أكثر من قطع التحكم التي سمحت للخفافيش بالدخول كل ليلة.
ومن المعروف أن أشجار البلوط والجوز مُهمة بيئياً، حيث يوفر الجوز والبلوط مصادر غذائية للحياة البرية، وبالتالي فإن الضرر المحتمل نتيجة غياب الخفافيش قد يؤثر على النظام البيئي بأكمله.
وتُشير البيانات إلى أن الخفافيش، وأشجار الجوز، والبلوط لديهم علاقة مفيدة للطرفين.
ورغم أن أعداد الحشرات تزايدت بشدة دون افتراس الخفافيش، لم تستسلم الشتلات لإصاباتها، بل حاولت مقاومة الحشرات باستخدام آليات دفاعية نباتية.
لكن الباحثين يقولون إن انخفاض الخفافيش على المدى الطويل يُمكن أن يكون قاتلاً للشتلات الصغيرة، فالحشرات تجعل الشتلات الصغيرة أكثر ضعفاً بسبب تدميرها للأوراق.
ويقول الباحثون إن الحشرات أكثر خطورة على الأشجار من عوامل أخرى مثل الجفاف أو الأمراض الفطرية، ويشيرون في الدراسة إلى أن الطيور، التي يشترك الكثير منها في نفس الوجبات الغذائية للحشرات مثل الخفافيش، آخذة في الانخفاض أيضاً.
وفي حين أنهم سعوا على وجه التحديد إلى عزل تأثير الخفافيش على أشجار الغابات، فإن الباحثين واثقون من أن كثافة الحشرات ومعدلات إزالة أوراق الشجر كانت ستكون أعلى لو استبعدوا كل من الطيور والخفافيش في دراستهم.
اقرأ أيضاً: