باحثون أميركيون يكتشفون طريقة مبتكرة لإنتاج "وقود البلاستيك"

time reading iconدقائق القراءة - 5
عاملة تفرز زجاجات بلاستيكية في مصنع لإعادة التدوير بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا- 2 يونيو 2022 - REUTERS
عاملة تفرز زجاجات بلاستيكية في مصنع لإعادة التدوير بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا- 2 يونيو 2022 - REUTERS
القاهرة- حازم بدرالشرق الأوسط

قدم فريق بحثي من جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية طريقة جديدة لتطوير الانحلال الحراري، المستخدم في إعادة تدوير البلاستيك المختلط، والذي لا تجدي معه إلا هذه الطريقة، وتم الإعلان عنها في 29 سبتمبر  الماضي في دورية "كيمياء التفاعل والهندسة".

ويُعد تحويل النفايات البلاستيكية إلى منتجات مفيدة من خلال إعادة التدوير الكيميائي، إحدى الاستراتيجيات لمعالجة مشكلة التلوث البلاستيكي المتزايدة على الأرض، لكن توجد للبلاستيك المختلط الذي يصعب تدويره، طريقة واحدة لتدويره وإنتاج الوقود منه، كمنتج ثانوي، وهي الانحلال الحراري.

"إعادة تدوير متقدمة"

الانحلال الحراري يتضمن تسخين البلاستيك في بيئة خالية من الأكسجين، ممّا يتسبب في تحلل المواد وإنشاء وقود سائل أو غازي جديد في هذه العملية. والتطبيقات التجارية الحالية لهذه الطريقة، إما تعمل دون المستوى المطلوب أو يمكنها فقط التعامل مع نوع معين من البلاستيك.

وفي تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع الدراسة، قالت هيليل إزجي تورامان الأستاذة المساعدة في هندسة الطاقة والهندسة الكيميائية بجامعة بنسلفانيا: "لدينا فهم محدود للغاية للانحلال الحراري للبلاستيك المختلط، ويعد فهم تأثيرات التفاعل بين البوليمرات المختلفة أثناء إعادة التدوير المتقدمة أمراً مهماً للغاية بينما نحاول تطوير تقنيات يمكنها إعادة تدوير نفايات البلاستيك الحقيقية".

وأجرى العلماء تحليلاً حرارياً مشتركاً لاثنين من أكثر أنواع البلاستيك شيوعاً، وهما البولي إيثيلين منخفض الكثافة (LDPE)، والبولي إيثيلين تيريفثاليت (PET)، جنباً إلى جنب مع محفزات مختلفة لدراسة تأثيرات التفاعل بين البلاستيك، ووجدوا محفزاً واحداً قد يكون مرشحاً جيداً لتحويل النفايات المختلطة من "البولي إيثيلين منخفض الكثافة" و"البولي إيثيلين تيريفثاليت"، إلى وقود سائل ذي قيمة.

والمحفزات هي مواد تضاف إلى الانحلال الحراري والتي يُمكن أن تساعد في العملية، مثل حث البلاستيك على التحلل بشكل انتقائي وفي درجات حرارة منخفضة، واختبر الباحثون 3 محفزات من الزيوليت (HZSM - 5، H - beta، HY)، وكان الأول أفضلها.

وأضافت تورامان: "يمكن أن يسمح لنا هذا النوع من العمل بتقديم إرشادات أو اقتراحات للصناعة، فمن المهم اكتشاف نوع التآزر الموجود بين هذه المواد أثناء إعادة التدوير المتقدمة، وأنواع التطبيقات التي قد تكون مناسبة لها قبل التوسع".

مسؤولية بيئية

يُستخدم بلاستيك "البولي إيثيلين منخفض الكثافة" و"البولي إيثيلين تيريفثاليت" بشكل شائع في تغليف المواد الغذائية، ويتكون غالباً من طبقات من مواد بلاستيكية مختلفة مصممة للحفاظ على المنتجات طازجة وآمنة، ولكن يصعب أيضاً إعادة تدويرها باستخدام العمليات التقليدية لأنه يجب فصل الطبقات، وهي عملية مكلفة.

وأشارت الأستاذ الجامعية إلى أنه "إذا كنت ترغب في إعادة تدويرها، فأنت بحاجة إلى فصل تلك الطبقات بشكل أساسي، لكن الانحلال الحراري رغم أنه الوسيلة الوحيدة للتعامل، توجد به بعض السلبيات، والخطوة الأولى لتطوير عمليات انحلال حراري تجارية جديدة تعتمد على فهم ميكانيكي أفضل لكيفية تحلل مخاليط النفايات البلاستيكية الديناميكية وتفاعلها".

وأجرى العلماء الانحلال الحراري على "البولي إيثيلين منخفض الكثافة" و"البولي إيثيلين تيرفثالات" بشكل منفصل ومع بعضهما، ولاحظوا تأثيرات التفاعل بين "البوليمرين" أثناء الاختبارات مع كل من المحفزات الثلاثة التي استخدموها.

وأوضحت تورامان: "رأينا منتجات يمكن أن تكون مرشحة وجيدة جداً للاستخدام في إنتاج البنزين"، معربة عن أملها وفريقها البحثي، في أن يؤدي هذا العمل إلى مسؤولية بيئية أفضل في استعادة موارد الأرض ومعالجتها واستخدامها.

أكثر من 8 أطنان مترية

ووجد تحليل عالمي لجميع المواد البلاستيكية المنتجة بكميات كبيرة أنه من المقدر إنتاج 8.3 مليار طن متري من البلاستيك الجديد في جميع أنحاء العالم حتى الآن، واعتباراً من عام 2015، تركت نسبة 79% من النفايات البلاستيكية، التي تحتوي على العديد من المواد الكيميائية الخطرة، لتتراكم في مدافن القمامة أو البيئات الطبيعية، حيث تم حرق ما يقرب من 12% وإعادة تدوير 9% فقط.

وقالت تورامان: "نحتاج إلى تضمين هذه المواد البلاستيكية في الاقتصاد مرة أخرى، للحصول على اقتصاد دائري، وإلا فسوف ينتهي بها الأمر في مدافن النفايات، أو ترشيح المواد السامة في التربة والمياه أو تلوث المحيطات، لذا فإن القيام بشيء ما، وإيجاد قيمة، هو أفضل من لا شيء، حيث تعتبر المواد البلاستيكية حالياً نفايات".

هذا المحتوى من صحيفة "الشرق الأوسط"

اقرأ أيضاً: