حذّرت دراسة علمية من "التأثير الخطير" لإزالة الأراضي العشبية على التنوع البيولوجي بشكل قد يهدد ثلث أنواع الفقاريات المعرّضة للانقراض، بما في ذلك الببغاء الأزرق الحلق في بوليفيا، والبنغول العملاق في الكونغو، وضفدع هيلميش في كولومبيا.
وأشارت الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر إيكولوجي أند إيفوليشن" Nature Ecology and Evolution، إلى أن التزامات منع تدمير الغابات الاستوائية المطيرة ستدفع المزارعين إلى تجريف الأراضي العشبية، واستخدامها كأراض ٍ لزراعة نخيل الزيت.
ولفتت الدراسة إلى أن إزالة الأراضي العشبية ستتسبب في تعطيل قدرة الأنواع الموجودة من الفقاريات على إيجاد الطعام والماء، فضلاً عن التأثير على طرق هجرتها.
ونبهت إلى الحاجة القوية لإدارة منسقة دولياً لحماية هذه المناطق العشبية، بالتوزاي مع الجهود العالمية الحالية لحماية الغابات الاستوائية المطيرة.
وقالت الدراسة إن القوانين المقيدة لإزالة الغابات تزيد الضغوط على الأراضي العشبية الاستوائية والغابات الجافة، مثل أراضي "ليانوس" Lianos في كولومبيا و"بيني سافانا" Beni savanna شمال بوليفيا، والسافانا الغينية والكونغولية في غرب ووسط إفريقيا.
وتوقعت الدراسة أن يعمل منتجو الزيت على تطهير هذه المناطق البيئية الطبيعية لإفساح المجال أمام مزارع جديدة، بدلاً من استخدام أراضي الغابات الاستوائية المطيرة.
ودعا الباحثون إلى تدابير حماية عاجلة لهذه الأراضي العشبية التي تدعم مجموعة كبيرة من الأنواع الحيوية، وتعمل كمخزن مهم للكربون.
تتضمن خطة أعمال 2030 للتنمية المستدامة، التي وضعتها الأمم المتحدة عام 2015، هدفاً لتعزيز الإدارة المستدامة لجميع أنواع الغابات ووقف إزالتها بحلول عام 2020. وعلى الرغم من عدم تحقيق ذلك، إلا أن العديد من الدول نجحت في تقليل عمليات الإزالة، وبعضها يسعى إلى الوصول للهدف قبل عام 2030.
المناطق المعرّضة للخطر
رسم الباحثون خرائط للمناطق المعرّضة للخطر من جرّاء توسع مزارع نخيل الزيت في جميع أنحاء العالم، وحددوا 167 مليون هكتار من المحتمل أن تكون مناسبة لزراعة ذلك المحصول، من بينها 95 مليون هكتار في الأراضي العشبية والغابات الجافة، معظمها في أميركا الجنوبية وإفريقيا.
ويدعم محصول زيت النخيل سبل عيش ملايين الأشخاص في البلدان الاستوائية حول العالم. لذلك، لا تدعو الدراسة إلى تجنب زيت النخيل أو حظره، بل يقول الباحثون إن هناك حاجة إلى ضمان سياسات وحوكمة دولية فعالة لحماية الغابات الاستوائية المطيرة، وأيضاً الأراضي العشبية الاستوائية والغابات الجافة.
ومنذ عام 2018، العديد من شركات نخيل الزيت وقّعت على التزام يمنعها من إزالة الغابات، ما يعني أنها لا تستطيع توسيع المزارع في الغابات المطيرة الاستوائية أو الأراضي المتعفنة.
وساعد قلق المشترين والمستهلكين بشأن التأثير البيئي لزيت النخيل في إجبار بعض الشركات على منع الاستثمار في أراضي الغابات، ولكن العديد من منتجي نخيل الزيت لم يوقّعوا بعد على هذه الالتزامات.