دراسة: تجارب الحياة المبكرة تؤثر على طول العمر 

time reading iconدقائق القراءة - 4
عالم يعرض عينات من شرانق ذبابة الفاكهة في مختبرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سويسرا - 14 أكتوبر 2009 - REUTERS
عالم يعرض عينات من شرانق ذبابة الفاكهة في مختبرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سويسرا - 14 أكتوبر 2009 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

وجدت دراسة جديدة أجريت على ذباب الفاكهة أن تجارب الحياة المبكرة يمكن أن تؤثر على نشاط جيناتنا في وقت لاحق، بل وتؤثر أيضاً على طول العمر. وأفاد العلماء بأن سلوكيات التغذية المبكرة تُكون نوعاً من "الذاكرة" تستمر طوال العمر. 

وبحسب الدراسة، التي نُشرت في دورية "نيتشر"، يمكن أن تمثل تلك النتيجة هدفاً جديداً لتحسين الصحة في أواخر العمر. 

وتعتمد الصحة في الشيخوخة جزئياً على ما عاشه الشخص في شبابه أو حتى في الرحم.

وفي تلك الدراسة؛ حدد الباحثون إحدى الطرق التي يحدث بها ذلك، إذ يمكن للتغييرات في التعبير الجيني لدى الشباب أن تشكل "ذاكرة" تؤثر على الصحة بعد أكثر من نصف قرن.

في الأبحاث السابقة وجد الباحثون أن ذباب الفاكهة الذي تمت تغذيته على نظام غذائي غني بالسكر في وقت مبكر من الحياة عاش حياة أقصر، حتى بعد تحسين نظامهم الغذائي في مرحلة البلوغ.  

في الدراسة الحالية، اكتشف فريق دولي بقيادة باحثين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الآلية التي من المحتمل أن تفسر النتيجة.

"عامل النسخ"

ووجد الباحثون أن اتباع نظام غذائي عالي السكر يثبط عامل النسخ المسمى dFOXO، والذي يشارك في استقلاب الجلوكوز، والمعروف من دراسات متعددة أنه يؤثر على طول العمر، لذلك سعى الباحثون إلى تفعيل التأثير المعاكس عن طريق زيادة مباشرة في نشاط dFOXO.

وعوامل النسخ هي بروتينات تنظم نسخ المعلومات من الحمض النووي إلى الرنا المرسال، وهي الخطوة الأولى والأساسية في التعبير الجيني.

في هذه الدراسة، قام الباحثون بتنشيط dFOXO عن طريق زيادة مستوياته في إناث ذباب الفاكهة، خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من بلوغ الذبابة.

ووجدوا أن تجارب الحياة المبكرة هذه تسببت بتغييرات في "الكروماتين"، واستمرت تلك التغيرات في الحدوث طيلة العمر وأدت إلى ظهور الجينات بشكل مختلف في وقت متأخر من الحياة.

والكروماتين هو مزيج من الحمض النووي والبروتينات، يقوم بتغليف الحمض النووي ومنعه من التدهور والتلف. 

وواجهت عملية تعزيز الكروماتين بعض التغييرات المتوقعة كجزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، مما أدى في النهاية إلى تحسين الصحة في أواخر العمر والتأثير على عمر ذباب الفاكهة بعد أكثر من شهر، وهو نصف عمر ذبابة الفاكهة.

ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تؤدي إلى طرق للتأثير على صحة الأشخاص في وقت متأخر من العمر.

وتؤكد الدراسة أن ما يحدث في وقت مبكر من حياة الحيوان أو الإنسان؛ يمكن أن يؤثر على ما تفعله جيناتهم في وقت متأخر من الحياة.

قد يؤثر النظام الغذائي السيئ في وقت مبكر من الحياة، على سبيل المثال، على عملية التمثيل الغذائي في وقت لاحق من الحياة، عن طريق تعديل طريقة التعبير عن جيناتنا، حتى بعد تغييرات غذائية كبيرة على مر السنين.

وقد يتمكن الباحثون لاحقاً من تطوير طرق لمواجهة هذه التغييرات في الحياة، للحفاظ على الصحة وتمكين الناس من البقاء بصحة جيدة لفترة أطول.

اقرأ أيضاً: