أطلقت شركة يابانية ناشئة مركبة فضاء تحمل مستكشفاً بنته الإمارات إلى القمر، الأحد، لكي تصبح في حال نجاح المهمة أوّل مركبة خاصة وأول مركبة يابانية تهبط على سطح القمر.
وتمكنت وكالات الفضاء الوطنية بالولايات المتحدة وروسيا والصين من الهبوط على سطح القمر خلال الخمسين عاماً الماضية، فيما لم تفعل ذلك أي شركة خاصة.
وأطلقت شركة آي سبيس المركبة "هاكوتو-آر" من كيب كنافيرال دون وقوع مشكلات، بعد تأجيل الأمر مرتين لإجراء اختبارات تحقق إضافية على الصاروخ فالكون 9، الذي تنتجه شركة سبيس إكس.
وأقلعت المركبة التي صنعتها شركة "آي سبايس" اليابانية الناشئة، وتحمل مستكشفاً قمرياً بنته الإمارات، على متن صاروخ "فالكون 9" عند الساعة 2:38 بالتوقيت المحلي (7:38 بتوقيت جرينتش)، على ما أظهرت مشاهد نُقلت مباشرة خلال عملية الإطلاق.
ما دور الإمارات في المهمة؟
وتحمل المركبة "هاكوتو"، التي يتراوح حجمها بين مترين ومترين ونصف المتر، مستكشفاً قمرياً "روفر" يزن عشرة كيلوغرامات من تصنيع دولة الإمارات.
وسبق أن أرسلت الدولة الخليجية التي دخلت حديثاً مجال الاستكشاف الفضائي، مسباراً مدارياً إلى المريخ العام الماضي. وفي حال نجح المستكشف القمري الذي يحمل اسم "راشد" في الهبوط، فسيصبح أول مهمة قمرية تنجزها دولة عربية.
وأشاد نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاق المستكشف، واصفاً العملية بـ"جزء من برنامج فضائي طموح لدولة الإمارات".
وغرّد عبر تويتر: "هدفنا هو نقل المعرفة وتطوير قدراتنا، وإضافة بصمة علمية في تاريخ البشرية".
أسطورة الأرنب الأبيض
ويشير اسم المركبة "هاكوتو" إلى الأرنب الأبيض الذي يعيش على القمر في التراث الشعبي الياباني.
والعام المقبل هو عام الأرنب في التقويم الآسيوي. ومن المتوقع أن تهبط المركبة، التي تم تجميعها في ألمانيا، على الجانب المرئي من القمر في أواخر أبريل 2023.
وسيكون نجاح المهمة علامة فارقة في التعاون الفضائي بين اليابان والولايات المتحدة، في وقت أصبحت فيه الصين تنافس بشكل متزايد في مجال الفضاء، فيما لم يعد استخدام الصواريخ الروسية في إطلاق مركبات الفضاء متاحاً في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتعاقدت آي سبيس، التي يمولها القطاع الخاص، مع وكالة ناسا لنقل معدات إلى القمر. وتهدف الشركة إلى بناء محطة بطاقم دائم على القمر بحلول عام 2040.
وترغب الشركة اليابانية كذلك في المساهمة ببرنامج "أرتيميس" التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
البرنامج الجديد يخلف مهمات "أبولو"، ويهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر هذا العقد وإنشاء قاعدة مستدامة هناك كنقطة انطلاق لاستكشاف المريخ في المستقبل.
وحتى اليوم، وحدها الولايات المتحدة وروسيا والصين نجحت في إنزال روبوتات على سطح القمر، على بعد 400 ألف كيلومتر من الأرض.
ما هي مهمة المركبة؟
وتأمل الشركة اليابانية أن يكون هذا هو البداية للعديد من عمليات الإطلاق لمركبات حكومية وتجارية.
وتهدف مركبة شركة آي سبيس إلى وضع قمر صناعي صغير تابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في مدار حول القمر للبحث عن رواسب المياه قبل أن تهبط في فوهة أطلس.
وستنشر مركبة الهبوط إم1 المستكشف راشد رباعي العجلات الذي تصنعه دولة الإمارات، ومسبارين آليين وجهازاً بعجلتين بحجم كرة البيسبول من وكالة الفضاء اليابانية.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة تاكيشي هاكامادا في بيان إنّ "مهمتنا الأولى سترسي الأسس لإطلاق الإمكانات التي يتيحها القمر وإنشاء نظام اقتصادي قوي وحيوي".
وتعتزم "آي سبيس" التي يقتصر عدد موظفيها على حوالي 200، إنشاء "خدمة نقل دائم ومنخفض التكلفة إلى القمر".
اقرأ أيضاً: