قالت الباحثة في مجال فيزياء البلازما بمختبر "لورانس ليفرمور" الأميركي تامي ما، والتي تقود تجارب الاندماج النووي إن النجاح الذي حُقق قبل أيام "يُثبت صحة النظرية العلمية"، مشيرة في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، إلى أن الكثير من العمل لا يزال في الانتظار للحصول على تطبيق ناجح.
وقبل يومين أعلن العلماء في مختبر "لورانس ليفرمور" تخطي عتبة الاندماج النووي بتوليد كمية من الطاقة أكبر من تلك المستخدمة في أشعة الليزر التي حثت التفاعل على البدء.
وتُعد تلك هي المرة الأولى على الإطلاق التي ينجح فيها العلماء في الحصول على طاقة أكبر من تلك المستخدمة لحث التفاعل على البدء.
ووصف ذلك الإنجاز بالاختراق العلمي الكبير بعد أن تمكن العلماء في تلك المنشأة الأميركية من استخدام أشعة ليزر بطاقة قدرها 2.05 ميجاجول لبدء التفاعل الاندماجي، وتوليد حرارة مُقدرة بنحو 3.15 ميجاجول وبزيادة صافية قدرها 1.1 ميجاجول.
ويحدث الاندماج النووي، وهو عملية مُعدة من صنع الإنسان لمحاكاة نفس الطاقة التي تغذي الشمس، عندما تندمج ذرتان أو أكثر مع ذرة أكبر، وتؤدي هذه العملية لتوليد كمية هائلة من الطاقة على شكل حرارة.
ويدرس العلماء في جميع أنحاء العالم الاندماج النووي منذ عقود، على أمل إعادة تنفيذ العملية بمصدر جديد يوفر طاقة غير محدودة وخالية من الكربون.
وتستخدم مشروعات الاندماج، بشكل أساسي، عنصري الديوتيريوم والتريتيوم، وكلاهما من نظائر الهيدروجين.
ويُمكن للديوتيريوم المتواجد في كوب ماء، مع إضافة القليل من التريتيوم، إمداد منزل بالطاقة لمدة عام، ولكن التريتيوم نظير نادر ويصعب الحصول عليه، على الرغم من إمكانية تصنيعه.
طاقة نظيفة
وقالت قائدة علماء الاندماج النووي بالمنشأة الأميركية تامي ما لـ"الشرق"، إن طاقة التفاعلات الاندماجية نظيفة وخالية من الكربون وموفرة للغاية وموثوقة وقادرة على إنتاج أكبر قدر ممكن من الطاقة، مقابل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية التي تعتمد على الظروف البيئية".
وأضافت: "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل توصيل طاقة الاندماج إلى الشبكة".
وأشارت تامي ما إلى ضرورة الوصول لهدف عالٍ من إنتاج الطاقة مقارنة بالطاقة المستخدمة في بدء التفاعل بحيث توفر طاقة أكبر بحوالي 50 إلى 100 ضعف من الطاقة المستخدمة في بدء التفاعل".
ولتحقيق هذا الهدف تقول تامي ما، إن هناك حاجة لـ"ليزر أكثر كفاءة ومواد جديدة، يُمكنها تحمل الظروف القاسية لمفاعلات الاندماج وتطوير أنظمة معالجة وإعادة تدوير للتريتيوم".
والتريتيوم هو "الوقود الرئيسي المستخدم في الاندماج النووي ويُعد أحد نظائر الهيدروجين الثقيلة".
وشددت تامي ما على ضرورة تطوير المفاعلات الاندماجية "حتى تستطيع العمل مع جميع الأنظمة الحالية المختلفة، وهو أمر يحتاج إلى تطوير مفاهيم جديدة لهندسة المفاعلات، "لافتة إلى أن العمل سيستغرق "عقداً من الزمان على الأقل في حالة توافر الإرادة والاستثمار".