مختبر فرنسي يطور جلداً اصطناعياً لعلاج الإصابات من دون جراحة

time reading iconدقائق القراءة - 4
جلد بشري مصنوع في المختبر من خلايا الجلد والكولاجين في جامعة نانيانج التكنولوجية بسنغافورة- 11 نوفمبر 2019. - REUTERS
جلد بشري مصنوع في المختبر من خلايا الجلد والكولاجين في جامعة نانيانج التكنولوجية بسنغافورة- 11 نوفمبر 2019. - REUTERS
شينوف (فرنسا)-أ ف ب

يعمل باحثون في شرق فرنسا على ابتكار نوع من الجلد الاصطناعي لمعالجة الإصابات البالغة كالحروق، مختلف عن اللصقات التي تعالج الجروح البسيطة، وتلك الشديدة بالضمادات. 

ويعمل فريق من مختبر مجموعة "أورجو" الفرنسية في شينوف منذ 18 شهراً، على مشروع بعنوان "جينيسيس" يتمثل في إنتاج جلد اصطناعي يتيح معالجة الإصابات الناتجة من الحروق الشديدة، من دون الحاجة للجوء إلى عمليات زرع الجلد المؤلمة التي تُجرى راهناً للمصابين. 

وتشارك جهات صحية عدة من القطاعين العام والخاص، من بينها مختبر AFM-Telethon، في هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 100 مليون يورو (106 مليون دولار)، وتسعى إلى إنجازه خلال 2030. 

ويتطلب المشروع قدرة تكنولوجية كبيرة، إذ أن المطلوب "إعادة إنشاء كل وظائف الجلد"، ومن بينها الحماية من المخاطر الخارجية والتنظيم الحراري، على ما شرح جيريك لو لو، رئيس الفرع الطبي في "أورجو"، وهي شركة عائلية تأسست عام 1880.

"مشروع مجنون"

ويحفظ المختبر الخلايا الحية باردة قبل زرعها، لكنّ المسؤول لم يفصح عن نوع الخلايا ولا عن التكنولوجيا المستخدمة، وسأل "هل يمكن تصميم جلد اصطناعي مخبرياً؟"، مشيراً إلى أن "أحداً في العالم اليوم لم ينجح في ذلك".

ورأى أن الجانب الصناعي يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضاً، لأن هذا الجلد يجب أن يكون "متاحاً للجميع وبالتالي بالسعر المناسب". واصفاً إياه بأنه مشروع "مجنون". 

وتملك "أورجو" خبرة طويلة في الجروح المزمنة، ومنها مثلاً تلك التي تلحق بقدم المصابين بداء السكري أو تقرحات الساق.

وقال مدير الأبحاث في "أورجو" لوران أبير، إنه "منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عملنا على مواد تصحح عيوب الالتئام، وأصبحت الضمادة ذكية وتفاعلية مع الجرح ، ما يجعلها أكثر فاعلية" وأحدثَ "ثورة" في هذا المجال.

وهذه الثورة تتولاها المختبرات البحثية التابعة لعدد من الشركات، ومنها "فيستا كير ميديكال" في مدينة بيزانسون بشرق فرنسا التي ابتكرت عام 2015 جهازاً يشبه الصندوق الصغير، يوضع حول الجرح من دون ملامسته.

وتمر عملية التئام الجرح بمراحل عدة، ولكل العوامل أهمية فيها، كالرطوبة والحرارة.

بين الماضي والحاضر

وأوضح مؤسس الشركة فرنسوا دوفاي، أن الضمادة لم تعد موجودة، إذ أن الفكرة تقوم على وضع الجرح في حاوية، وسط هواء معقم". وأضاف أن هذا النظام يوفر للجرح "ما يحتاجه في الوقت المناسب".

ويستخدم نحو 20 مستشفى هذه الطريقة اليوم، ويعتزم رجل الأعمال التقدّم بطلب ترخيص في الولايات المتحدة خلال عام 2023 لجهاز سيُستخدَم هذه المرة في المنزل. 

وبات التئام الجروح الذي أهملته الجهود البحثية زمناً طويلاً يستحوذ على اهتمام متزايد في الخارج أيضاً. فجامعة "ساوث أستراليا" مثلاً ابتكرت تقنية للحروق عند الأطفال، وهي عبارة عن ضمادات تحتوي على جزيئات الفضة النانوية التي تتفاعل مع تغيرات الحرارة، ما يحد من خطر التهاب الجروح.

وفي باريس، عملت المسؤولة عن وحدة أبحاث الجروح والالتئام بمعهد "كوري" إيزابيل فرومانتان مع فريقها على ضمادة مضادة للرائحة للجروح النخرية في بعض أنواع السرطان.

ولاحظت أن الفارق بين الوضع اليوم "وما كان عليه قبل 20 عاماً" في ما يتعلق بالعناية بالجروح، أشبه بالفارق "بين النهار والليل".

إلا أن التكنولوجيا لا تستطيع وحدها أن تفعل كل شيء، إذ شددت الباحثة على أن "من غير الواقعي الظن أن الضمادة وحدها ستتيح الالتئام"، لأن العملية تختلف من شخص لآخر، بحسب العمر والوضع الصحي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات