انخفاض عدد هجمات أسماك القرش على البشر

time reading iconدقائق القراءة - 6
أسماك القرش الرملي تسبح في هاواي بالمحيط الهندي. 16 فبراير 2015 - REUTERS
أسماك القرش الرملي تسبح في هاواي بالمحيط الهندي. 16 فبراير 2015 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

أشار تقرير صادر عن "برنامج أبحاث القرش"، التابع لمتحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي في الولايات المتحدة، إلى أن عدد هجمات أسماك القرش غير المبررة انخفض في عام 2022 ليصل إلى 57 هجمة، وذلك مقارنة بـ73 هجمة غير مبررة في العام 2021.

وأوضح التقرير أن عدد الهجمات في عام 2022 يُعادل عددها في عام كورونا 2020، والذي سجل أقل عدد من الحوادث المُبلغ عنها في السنوات العشر الماضية.

وحدثت معظم هجمات 2022 في الولايات المتحدة وأستراليا، من بينها 5 هجمات قاتلة، مقارنة بـ9 عام 2021، و10 قبل ذلك بعام.

ومنذ عام 2013 كان هناك ما يعادل 74 هجمة غير مبررة في السنة. وكان عام 2020 استثناءً ملحوظاً، عندما أدّت قيود السفر المتعلقة بفيروس كورونا، بما في ذلك إغلاق الشواطئ، إلى عدد أقل من المواجهات بين البشر وأسماك القرش.

انخفاض أعداد القرش

بحسب التقرير، يعكس الانخفاض الإجمالي في عدد هجمات العام الماضي، الانخفاض العالمي الموثق في أعداد أسماك القرش.

وبشكل عام، انخفض عدد أسماك القرش في محيطات العالم، مما قد يُساهم في فترات الهدوء الأخيرة، وفقاً لمدير برنامج فلوريدا لأبحاث القرش جافين نايلور، لكن من المحتمل أن تكون الوفيات قد انخفضت لأن بعض المناطق قد نفّذت مؤخراً بروتوكولات صارمة لسلامة الشواطئ، خاصة في أستراليا.

ويركز برنامج فلوريدا لأبحاث القرش في تقريره السنوي بشدة على العضّات غير المبررة، بينما لا يُسلط الضوء على الهجمات التي قد تكون ناجمة عن الظروف الأخرى، مثل تلك التي تقع بسبب وقوع القرش في شباك الصيد الملقاة في المنطقة المجاورة مباشرة للحادث.

وبشكل عام، كانت هناك 32 هجمة إضافية في عام 2022 بسبب إثارة القروش أو استفزازها سواء عن قصد أو غير قصد.

وتُظهر عضّات القرش غير المبررة مزيداً من التبصر في بيولوجيا وسلوك أسماك القرش. ويقول نايلور إن "تغيير البيئة، بحيث تنجذب أسماك القرش إلى المناطق بحثاً عن مصدر غذائها الطبيعي، قد يدفعها إلى عض البشر".

أكثر العضّات في الولايات المتحدة

كما كان لدى الولايات المتحدة في السنوات السابقة أكبر عدد من العضّات، ومرة أخرى سجلت فلوريدا عدداً من الهجمات أكثر من أي مكان آخر على وجه الأرض.

ولم تكن أي من الهجمات الـ16 غير المبررة في فلوريدا قاتلة، لكن اثنتين منها (من المحتمل أن تكون من أسماك قرش الثور) تطلبت علاجاً طبياً أدى إلى بتر الأطراف.

وفي إحدى الحوادث، تعرضت امرأة تغوص في جزيرة السلاحف بهايتي لهجمة من قبل سمكة قرش الليمون، والتي نادراً ما تهاجم البشر. وكان ذلك الحادث هو الهجوم الـ11 المعروف غير المبرر من هذا النوع.

ولم يكن لدى الولايات المتحدة سوى حالة وفاة واحدة غير مبررة.

بينما شهدت أستراليا 9 هجمات مؤكدة غير مبررة، وحدثت أيضاً هجمات فردية في نيوزيلندا وتايلاند والبرازيل.

ووقع هجومان مميتان خلال يوم واحد في البحر الأحمر بمصر، حيث تعتبر مواجهات أسماك القرش نادرة.

وتعرضت جنوب إفريقيا، التي لا تشهد أكثر من بضع هجمات قرش سنوياً، حادثين غير مبررين في عام 2022، وكلاهما كان قاتلاً ومن المحتمل أن يكون سببهما أسماك القرش البيضاء.

كما تعرضت جزيرة لونج آيلاند بنيويورك لعدد قياسي من هجمات أسماك القرش، إذ سجلت رقماً قياسياً بلغ 8 هجمات في عام 2022، تم تأكيد 6 منها.

وبحسب ما ذكره نايلور، كانت غالبية العضّات في لونج آيلاند على الأرجح من أسماك قرش النمر الرملي التي تم سحبها إلى منطقة الأمواج عن طريق تدفق أسماك الطعم.

بينما كان الهجومان في البحر الأحمر قبالة الساحل المصري في 8 يناير 2022 قاتلين، إذ وقعا على بعد أقل من كيلومترين من بعضهما البعض، وربما يكون وراءهما سمكة قرش واحدة، والتي تم تعريفها بشكل خاطئ في البداية على أنها قرش من نوع ماكو قصير الزعانف، لكن من غير الواضح حالياً أي الأنواع كانت مسؤولة عن الهجمات، حيث شكل الزعانف ولونها يشير إلى أنه ربما كان قرش النمر.

وقال نايلور إن هجمات أسماك القرش نادرة نسبياً في البحر الأحمر، ولكن عندما تحدث، فإنها غالباً ما تكون قاتلة.

وهذا يرجع في المقام الأول إلى التضاريس الفريدة للمنطقة، فقد بدأ البحر الأحمر في التكوّن منذ ما يقارب الـ50 مليون سنة، عندما بدأت الصفائح التكتونية الواقعة تحت إفريقيا والجزيرة العربية بالتفكك، مما أحدث فجوة حادة بينهما، وهو ما خلق "نظام بحري غير عادي للغاية، لأن قاع البحر ينخفض بسرعة كبيرة، إذ يبلغ الانخفاض 30 متراً لكل 1 كيلومتر في بعض الأماكن"، بحسب نايلور.

وفي مناطق مثل شرق أميركا الشمالية، حيث ينحدر الجرف القاري تدريجياً، غالباً ما تكون أسماك القرش البحرية الكبيرة على مسافة واسعة من الساحل، لكن في البحر الأحمر وبسبب انخفاض القاع بشكل كبير ومفاجئ يُمكن أن تكون أسماك القرش على بعد أمتار قليلة من الشاطئ".

وتظل فرص التعرض للعض من قبل سمكة قرش منخفضة بشكل كبير جداً.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، الغرق هو السبب الرئيسي الثالث للوفاة العرضية في جميع أنحاء العالم، وتُشكل السمات الساحلية مثل المد والجزر والتيارات القوية خطراً أكبر على مرتادي الشواطئ من أسماك القرش.

ويُوفر برنامج أبحاث القرش قائمة منسقة من التوصيات لتقليل خطر تعرض الإنسان لعضّة سمك القرش، مثل إزالة المجوهرات العاكسة قبل دخول الماء وتجنب المناطق التي يصطاد فيها الأشخاص.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات